تصعيد أوروبي ضد الاحتلال.. نتنياهو يفتح النار على نفسه

كتب: أحمد علاء

فى: العرب والعالم

17:00 05 فبراير 2020
بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المعروفة بـ"صفقة القرن"، تعتزم دول أوروبية اتخاذ إجراءات صارمة ضد الاحتلال إذا أقدم على التصعيد.
 
قناة "كان" الإسرائيلية قالت إنّ جهات أوروبية أبلغت السلطة الفلسطينية أنّها أعدت قرار اعتراف بالدولة الفلسطينية، في حال تصعيد تل أبيب وقيامها بضم مستوطنات ومنطقة غور الأردن إلى سيادتها.
 
وأضافت القناة الإسرائيلية الرسمية أنّ من بين هذه القرارات، وقف برامج التمويل الأوروبي لمشروعات البحث والتطوير في إسرائيل.
 
 
التهديد الأوروبي جاء بعدما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، أنّه سيعمل على ضم المستوطنات بالضفة الغربية، ومنطقة غور الأردن، وشمالي البحر الميت (شرق)، بعد الانتخابات المزمع عقدها في الثاني من شهر مارس المقبل.
 
وستظل هذه القرارات الصارمة رهينة خطوة تل أبيب ميدانيًّا، في حالة ما ستقدم فعليًّا على ضم مستوطنات وغور الأردن، حسبما نقلت شبكة "الحرة".
 
في المقابل، طلب مسؤولون دبلوماسيون أوروبيون من السلطة الفلسطينية، عدم اتخاذ قرارات حازمة ضد إسرائيل حاليًّا، والانتظار لمعرفة ما إذا كانت ستقوم بتنفيذ خطوة الضم فعليا أم لا.
 
 
يأتي هذا فيما أفادت مصادر فلسطينية بأنّ الرئيس محمود عباس سيجتمع خلال فبراير الجاري، مع وزراء خارجية أوروبيين بالعاصمة البلجيكية بروكسل، لمناقشة سبل مواجهة "صفقة القرن".
 
يُشار إلى أنّ دول بلجيكا وفرنسا والنرويج وسويسرا والنمسا وإسبانيا والدنمارك تعتبر من أبرز الدول الأوروبية التي تقف إلى جانب السلطة الفلسطينية، وكانت قد دعمت دبلوماسيًّا مساعي فلسطين بالانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة.
 
والأسبوع الماضي، طرح ترامب مقترح خطته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك خلال مؤتمر وقف فيه إلى جواره رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
 
وتتضمن الخطة المكونة من 181 صفحة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
 
 
وقال ترامب إنّ الخطة هي مسار قوي للأمام، مؤكدًا سعي بلاده لحلول واقعية تجعل المنطقة أكثر استقرارًا، موضحًا أنّ "خطته تؤّكد بقاء القدس عاصمة غير مجزأة لإسرائيل"، لافتًا إلى إنشاء لجنة مع إسرائيل لجعل خريطة السلام واقعية.
 
وأضاف أنّ الشعب الفلسطيني يستحق حياة أفضل، مؤكّدًا أنّ خطة السلام تتضمّن دولة فلسطينية متصلة الأراضي، مشدِّدًا على أنّ "القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل"، وقال: إنّ خطته قد تكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين للحصول على دولة مستقلة.
 
وردًا على ذلك، عقد مجلس جامعة الدول العربية، اجتماعًا غير عادي على مستوى وزراء الخارجية برئاسة العراق بمقر الجامعة في القاهرة، وذلك لمناقشة الموقف العربي من الخطة الأمريكية للسلام، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
 
وفي كلمته خلال الاجتماع، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنّ العرب يأخذون أي مقترح للسلام بجدية كاملة، مؤكّدًا أنّ الجامعة لم تتخيل أن يكون مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخيبًا للآمال.
 
وأضاف أبو الغيط أنّ الطرح الأمريكي الأخير والمدعوم إسرائيليًّا كشف عن تحول حاد في السياسية الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية تسويته، متابعًا: "كنا نتوقع ألا تخرج تسوية أمريكية بهذه الأهمية بالصورة التي خرجت بها.. كان في طرح الخطة على ذلك النحو رسالة سلبية أثرت على استقبال الخطة ومضمونها". 
 
وتابع: "قضية فلسطين هي قضية العرب جميعًا واجتماع اليوم وقفة تضامن مع شعبها"، مشيرًا إلى أنّ توقيت وملابسات طرح المبادرة الأمريكية الأخيرة تثير تساؤلات كثيرة، وأكَّد أنَّ إنهاء الصراع مع إسرائيل مصلحة فلسطينية وعربية، مشددًا على أن القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية العرب جميعا، ودعا الفلسطيين والإسرائيليين إلى التفاوض بنفسيهما للوصول إلى حل يستطيع كل منهما التعايش معه والقبول به.
 
من جانبها، حذَّرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، الفلسطينيين من التعبير عن استيائهم من خطة السلام الأمريكية في المنظمة الدولية، وقالت إنّ هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى تكرار ذات النهج الفاشل للعقود السبعة الماضية، وفق تعبيره.
 
التحذير الأمريكي يأتي ردًا على تصريحات السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الذي قال يوم الأربعاء الماضي، إنّه من المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمة عن الخطة أمام مجلس الأمن الدولي خلال الأسبوعين القادمين، وعبر عن أمله في أن يصوت المجلس على مشروع قرار بهذا الشأن.
 
ومن المؤكّد أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض "الفيتو" ضد مثل هذا المشروع، ما يسمح للفلسطينيين بالتحول بمشروعهم إلى الجمعية العامة بالأمم المتحدة، المؤلفة من 193 عضوًا، حيث سيكشف التصويت هناك عن مدى قبول المجتمع الدولي لخطة إدارة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
 
ونقلت وكالة "رويترز" عن السفيرة الأمريكية قولها: "إذا كان الرد الأولي للفلسطينيين على الخطة متوقعًا، لماذا لا يأخذون هذا الاستياء ويستخدمونه بدلا من ذلك في المفاوضات؟.. نقل هذا الاستياء إلى الأمم المتحدة لا يؤدي إلا إلى تكرار ذات النهج الفاشل للعقود السبعة الماضية.. دعونا نتجنب تلك الشراك وبدلا من ذلك نعطي السلام فرصة".
 
وأضافت كرافت: "الولايات المتحدة مستعدة لتسهيل إجراء المحادثات، ويسعدها لعب أي دور يساهم في دفع خطة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل".

اعلان