احتجاجات دولية وصمت عربي.. كيف تعامل العالم مع صفقة القرن؟

كتب: محمد الوكيل

فى: العرب والعالم

21:00 15 فبراير 2020

لا تزال أصداء صفقة القرن المزعومة، تشغل الرأي العام العربي والعالمي، رغم مرور نحو 18 يومًا على إعلان الرئيس الأمريكي لها، حيث تتباين ردود الفعل العربية والعالمية بين مؤيد ومعارض لتلك الصفقة.

 

فلسطين ترفض ومصر تُقدر

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، الخطة المقترحة، مؤكدًا على عدم القبول بدولة دون القدس، وأن خطة ترامب لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ.

 

وأعربت مصر عن تقديرها للجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، كما حثت الطرفين المعنيين على الدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام، والوقوف على كافة أبعادها، وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية.

الإمارات تؤيد

أعلنت الإمارات العربية المتحدة، دعمها صفقة القرن، حيث نشرت السفارة الإماراتية في واشنطن، بيانًا اعتبرت فيه أن الخطة المعلنة بمثابة نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده الولايات المتحدة.

 

وقال السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في البيان، إن دولة الإمارات تقدر الجهود الأمريكية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام فلسطيني - إسرائيلي، مؤكدًا أن هذه الخطة هي مبادرة جادة تتناول العديد من المشاكل التي برزت خلال السنوات الماضية.

 

السعودية تدعو للتفاوض والأردن ترفض

دعت المملكة العربية السعودية إلى بدء مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية أمريكية، في معرض تعليقها على خطة السلام في الشرق الأوسط.

 

وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، إنها تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، داعية إلى مفاوضات مباشرة للسلام بينهما برعاية أمريكية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة المطروحة من خلال المفاوضات.

 

وبدورها أعلنت المملكة الأردنية رفضها القاطع لخطة أمريكا للسلام، حيث أكد ملك الأردن، عبد الله الثاني، أن المملكة الأردنية ستستمر في تكريس كل إمكاناتها لحماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية باعتبارها الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

 

قطر تقدر ولبنان تدعم

قالت وزارة الخارجية القطرية، إن الدوحة تقدر المساعي الأمريكية لإيجاد حلول للصراع العربي الإسرائيلي، طالما كانت في إطار الشرعية الدولية، مضيفة أنه لا يمكن تحقيق سلام دون صون حقوق الفلسطينيين بإقامة دولة ذات سيادة على حدود 1967.

 

وبدوره أكد الرئيس اللبناني، العماد ميشيل عون، دعم لبنان الكامل للحقوق الفلسطينية المشروعة في مواجهة المخاطر المحدقة بها، مُعربًا عن أمله بأن تتخذ الدول العربية موقفًا حاسمًا وموحدًا لدعم حقوق الشعب الفلسطيني.

 

وقفة احتجاجية في ليبيا

نظمت سفارة فلسطين لدى ليبيا، وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة رفضًا لصفقة القرن، ورفع المشاركون علم فلسطين، مؤكدين رفضهم التام لهذه الصفقة، ووقوفهم خلف القيادة الفلسطينية المتمسكة بالثوابت الوطنية.

 

وأكد المشاركون خلال الوقفة أنه لا أحد في الأمة العربية يستطيع أن يفرط بالقدس وفلسطين، وأن هذه فرصة لتوحيد الصفوف لنسقط صفقة القرن كما أسقطت كل المؤامرات.

المسيرات تجوب أمريكا

جابت مسيرات تضامنية شوارع ولايات نيويورك وكاليفورنيا وإلينوي الأميركية، تنديدًا ورفضًا لصفقة القرن، ودعمًا لموقف الشعب الفلسطيني الثابت تجاه حقوقه غير القابلة للتصرف.

 

وحمل المشاركون في المسيرات التي نظمتها الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والداعمين والمناصرين للحق الفلسطيني الأعلام الفلسطينية، مؤكدين رفضهم للصفقة المشبوهة التي تسعى من خلالها الإدارة الأميركية فرض الأجندات الإسرائيلية على الفلسطينيين وسلب حقوقهم المشروعة، وتطلعاتهم لإقامة دولتهم المستقلة.

 

احتجاجات بالسويد

خرجت مسيرة احتجاجية،  في السويد، الأسبوع الماضي، للتعبير عن الرفض لصفقة القرن، وجابت مدينة أوبسالا الواقعة شمالي العاصمة ستوكهولم مسيرة تضم المئات من أبناء الجالية الفلسطينية وسويديين، رافعين شعارات منددة بخطة ترامب، ومرددين هتافات تدعو المجتمع الدولي إلى رفضها والوقوف مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

 

تنديد واسع في الدنمارك

شارك الآلاف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية والإسلامية ومتضامنون في مظاهرة حاشدة بمدينة آرهوس الدنماركية، تنديدًا بصفقة القرن، ورفع المشاركون في المظاهرة التي نظمتها الجمعيات الفلسطينية الأعلام الفلسطينية، والشعارات واليافطات المنددة بالسياسة الأميركية المنحازة لدولة الاحتلال.

 

فرنسا تتضامن وألمانيا تتساءل

عبّرت فرنسا عن قناعتها بأن حل الدولتين طبقا للقانون الدولي والمعايير الدولية المعترف بها، ضروري لقيام سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.

 

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان لها، أن فرنسا ستواصل التحرك في هذا الاتجاه بالتعاون مع الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين، وكل الذين يمكنهم المساهمة في تحقيق هذا الهدف، لافتة إلى أن باريس ستبقى متنبهة لاحترام التطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين وأخذها بالاعتبار.

 

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن الحل المقبول من الطرفين هو وحده يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مُضيفًا أن الاقتراح الأمريكي يثير أسئلة سيناقشها مع شركاء بلاده في الاتحاد الأوروبي.

 

إيران تؤكد فشل الصفقة

اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني محكومة بالفشل، قائلة: "خطة العار التي فرضها الأمريكيون على الفلسطينيين هي خيانة العصر ومحكومة بالفشل".

 

وتابعت: "بصرف النظر عن الخلافات مع بعض البلدان في المنطقة، فنحن على استعداد للتعاون على جميع المستويات لمكافحة هذه المؤامرة ضد أمة الإسلام".

 

الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة

أكد الاتحاد الأوروبي التزامه الثابت بحل الدولتين عن طريق التفاوض القابل للتطبيق، بعد وقت قصير من كشف الرئيس دونالد ترامب خطة سلام في الشرق الأوسط مواتية لإسرائيل على حساب الفلسطينيين.

 

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان باسم دول التكتل إن الاتحاد سيدرس ويجري تقييمًا للمقترحات المقدمة، موضحًا أنه سيفعل ذلك على أساس ما أعرب عنه سابقا، داعيًا إلى إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضي.

 

وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة تتمسك بقرارات الشرعية الدولية والاتفاقات الثنائية حول إقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها على أساس حدود عام 1967.

 

وقال ستيفان دوغاريك بعد نشر خطة السلام الأمريكية للشرق الأوسط في بيان: "لقد تم تحديد موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين على مر السنين بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التي تلتزم بها الأمانة العامة"، موضحًا أن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على حل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.

وفي 28 من يناير الماضي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي بواشنطن "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

والخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة كافة، تتضمن إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، مع فرض السيادة الإسرائيلية على نحو 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة.

 

وخلال جلسة الحكومة الإسرائيلية، في وقت سابق، قال نتنياهو: "جلبنا مخططًا أمريكيا تعترف الولايات المتحدة في إطاره بسيادتنا على غور الأردن وشمال البحر الميت وجميع البلدات اليهودية في يهودا والسامرة دون استثناء، مع مساحة كبيرة حولها".

وتابع: "المخطط جاء نتيجة عمل دؤوب مشترك قام به طاقم الرئيس ترامب وطاقمي، وعملي المشترك مع الرئيس ترامب. هذا يحمل في طياته اعتراف أمريكي بسيادتنا وببسط القانون على الأراضي التي يحددها المخطط لتكون جزءا من إسرائيل".

اعلان