البداية من بوابة الاستخبارات.. كيف وصلت الإمارات وإسرائيل للتطبيع؟

كتب: إسلام محمد

فى: العرب والعالم

10:50 16 أغسطس 2020

في نوفمبر 2015، خطى دوري جولد، الدبلوماسي الإسرائيلي المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أولى خطوات التقارب مع الإمارات، بافتتاحه بعثة حكومية رسمية في الدولة الخليجية، كانت عبارة عن مكتب صغير في موقع غامض داخل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التابع للأمم المتحدة.

 

ورغم أن الأمور في البداية لم تسر بشكل جيد، إلا أن تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اعتبر أن تلك خطوة، كانت الحلقة الأولى في خطوات اتبعتها البلدان لسنوات في بناء علاقات دبلوماسية وأمنية سرية، لتبلغ ذروتها في إعلان الخميس الماضي، عن العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين.

 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن اتفاق بين إسرائيل والإمارات على إقامة علاقات رسمية لتكون أبوظبي ثالث دولة عربية لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، بعد مصر والأردن.

 

وكجزء من الصفقة، وافقت إسرائيل على تعليق خططها لضم الأراضي في الضفة الغربية المحتلة، لكن الاتفاق ترك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، دون حل.

 

العلاقات الاستخباراتية كانت نقطة اتصال مبكرة بين البلدين، ويعود تاريخها إلى سبعينيات القرن المنصرم، بحسب يوسي ميلمان، كاتب في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

 

ومنذ ذلك الحين، كان لكل رئيس في وكالة المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، علاقة مع نظيره الإماراتي، ومع مغادرة مسؤولي المخابرات الإسرائيلية للخدمة، عمل الكثيرون منهم في شركات أمنية، وجدت طرقًا لبيع السلع والخدمات للإمارات، وإنشاء بعض العلاقات التجارية الأولى والأكثر أهمية بين البلدين، وتسارعت وتيرة هذه الاتصالات بعد توقيع إسرائيل والفلسطينيين على اتفاقيات أوسلو للسلام العام 1994.

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن العلاقات الأمنية كانت تتطور في السنوات الأولى، وقبل عقد من تأسيس جولد وزملائه الإسرائيليين موطئ قدم في الإمارات، بدأ جون ميدفيد، الرئيس التنفيذي لصندوق استثماري في القدس، السفر إلى الإمارات باستخدام جواز سفره الأمريكي.

 

وخلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، كان المسؤولون الإسرائيليون الذين يزورون واشنطن يعقدون اجتماعات سرية في غرفة الفندق مع السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، بحسب دان شابيرو، الذي أصبح لاحقًا سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل.

 

وعمل شابيرو في مجلس الأمن القومي التابع للرئيس باراك أوباما، وقال إن البيت الأبيض في ذلك الوقت كان على اطلاع.

 

في أوائل العام 2010، توقفت الاتصالات عندما اتهمت الإمارات إسرائيل باغتيال محمود المبحوح، زعيم حركة حماس الفلسطينية في غرفة فندق بدبي، وقال شابيرو إن ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان قطع معظم الاتصالات إلى أن اطمئن أن مثل هذا العملية، لن تحدث مرة أخرى، ووافقت إسرائيل على بيع تكنولوجيا أسلحة كانت تحجم عن تقديمها للإمارات.

 

وفي السنوات الأخيرة، كان الإسرائيليون ضيوفًا علنًا في بعض أكثر التجمعات العامة في الإمارات، لكن قبل عشر سنوات، كان أي إسرائيلي يشارك في مؤتمر مقام بأبوظبي، يظهر عبر تقنية الفيديو كونفرانس، ولا يمكنه الحضور، ولكن في العام الماضي، تحدث مستثمر إسرائيلي من المنصة في مؤتمر أقيم برعاية صندوق الثروة السيادية الإماراتي في أبو ظبي.

 

كذلك تمت دعوة إسرائيل لأول مرة لبناء جناح في معرض إكسبو 2020 في دبي، وهو احتفال تجاري رفيع المستوى يجذب مسؤولي التجارة والصناعة من جميع أنحاء العالم.

 

وصمم المهندس المعماري في تل أبيب، ديفيد كنافو، جناح مكون من سبع بوابات، وتقوم بتنفيذه شركة الإنشاءات الإماراتية، وقال:" سيكون له معنى مزدوج الآن"، في إشارة إلى الصداقة الرسمية الجديدة بين إسرائيل والإمارات.

 

وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وعدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.

 

وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.

 

وأكدت السلطة الفلسطينية على "رفض ما قامت به دولة الإمارات باعتباره خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل"، واعتبرت أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني"

 

الرابط الأصلي

اعلان