وسط رفض إيراني..

«بثمن بخس».. «إسرائيل» تبدد آمال الإمارات «العسكرية» من اتفاق التطبيع (فيديو)

كتب: أيمن الأمين

فى: العرب والعالم

11:12 18 أغسطس 2020

بعد قرابة أسبوع من إعلان الإماراتي الإسرائيلي" target="_blank">التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، بدأت تتكشف حقيقة التقارب بين البلدين، وحدود التعاون العسكري بينهما.

 

ووفق تقارير إعلامية، أظهرت وثيقة رسمية "إسرائيلية" أن الاتفاق الإماراتي "الإسرائيلي" على التطبيع الكامل في العلاقات بينهما يمهد لتكثيف التعاون العسكري في البحر الأحمر.

 

وكشفت الوثيقة الصادرة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية عن وجود تعاون في مجالات أمنية محتملة مع الإمارات.

 

وجاء في الوثيقة التي نشرتها هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، أمس الاثنين، أن "إسرائيل" مهتمة بتوسيع التعاون الأمني مع الإمارات، إذ يتصدر الملف الأمني قائمة مجالات التعاون المحتملة بين دولة الاحتلال والإمارات.

 

وتنص الوثيقة على أن اتفاق التطبيع يجعل من الممكن تعزيز تحالف عسكري بين دول الخليج؛ ومنها الإمارات، والسعودية، والبحرين، فضلاً عن تكثيف التعاون بشأن أمن البحر الأحمر.

 

 

ويذهب مراقبون إلى أن "إسرائيل" تتحرك بكثافة، لا سيما عبر دول في منطقة القرن الأفريقي، وأبرزها إثيوبيا، لمنع تحول البحر الأحمر إلى "بحيرة عربية أو إسلامية".

 

وفي الوقت نفسه تسعى شركات الأسلحة الإسرائيلية جاهدة لزيادة صادراتها الدفاعية إلى دول الخليج، مع تحول العلاقات إلى علنية ورسمية، وفق هيئة البث.

 

لكن في المقابل كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "تل أبيب" طلبت من الولايات المتحدة عدم بيع طائرات "إف 35" للإمارات حتى بعد تطبيع العلاقات بين الطرفين.

 

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن "طلب الحكومة الإسرائيلية يأتي بسبب مخاوف من أن تكون هناك محادثات سرية مع الدولة الخليجية تفضي إلى اتفاق بشأن بيع معدات عسكرية حساسة دون إطلاع كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل".

 

وبحسب المسؤولين: "ضغطت دول الخليج في الماضي على إسرائيل لإزالة معارضتها للصفقات".

 

 

وأضافت الصحيفة: إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وافق على بيع معدات تكنولوجية متطورة للإمارات ضمن اتفاق التطبيع، لكنه شدد على عدم بيع الطائرات الأمريكية".

 

وأكدت "هآرتس" أن "إسرائيل تتطلع إلى أن تبقى الجهة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك تلك الطائرات الأمريكية المتطورة".

 

وفي السياق، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء إن إسرائيل لم تخفف معارضتها لأي مبيعات سلاح أمريكية للإمارات من شأنها أن تقلص التفوق العسكري الإسرائيلي ضمن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين البلدين.

 

وجاء البيان بعد تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت جاء فيه أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعتزم المضي قدما في صفقة مبيعات "عملاقة" من طائرات إف-35 المتطورة إلى الإمارات، ضمن تحرك البلد الخليجي الأسبوع الماضي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

ووفقا لتفاهمات ترجع لعقود مضت، امتنعت الولايات المتحدة عن بيع أسلحة للشرق الأوسط من شأنها الإخلال "بالتميز العسكري النوعي" الذي تتمتع به إسرائيل. ويسري هذا على طائرات إف-35 التي امتنعت واشنطن عن بيعها للدول العربية بينما اشترتها إسرائيل وأدخلتها الخدمة.

 

وقال مكتب نتنياهو "في المحادثات (بشأن اتفاق تطبيع العلاقات مع الإمارات)، لم تغير إسرائيل موقفها الثابت بشأن بيع أسلحة وتقنيات دفاعية لأي دولة في الشرق الأوسط من شأنها أن تخل بالتوازن" العسكري.

 

وكانت إدارة ترامب قد ألمحت إلى أن الإمارات قد تحصل على عقود مبيعات أسلحة أمريكية جديدة بعد إعلان التطبيع يوم الخميس الماضي.

 

وفي وقت سابق، وصل رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد)، يوسي كوهين، إلى أبو ظبي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق التطبيع.

 

وقالت القناتان السابعة و13 الإسرائيليتان إن كوهين وصل إلى دولة الإمارات لإجراء محادثات مع مسؤولين بشأن اتفاق تطبيع العلاقات.

 

وسيكون التعاون الأمني والعسكري أحد مجالات التعاون التي سيطرحها كوهين والوفد المرافق له على القادة الإماراتيين، بحسب المصدر ذاته.

 

 

في الغضون، قال وزير المخابرات الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، إنه ليس على علم بأي تغيير في السياسة المعارضة لبيع الولايات المتحدة أسلحة متطورة لدول عربية من شأنها أن تقلص التفوق العسكري الإسرائيلي وذلك بعد نشر تقرير عن أن الإمارات قد تبرم صفقات من هذا النوع.

 

وجاءت تصريحات الوزير إيلي كوهين في أعقاب تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت عن أن واشنطن تعتزم إبرام صفقة "عملاقة" لبيع طائرات إف-35 وطائرات مسيرة للإمارات بعد أن تحركت الدولة الخليجية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل الأسبوع الماضي.

 

وقالت السفارة الأمريكية في القدس إنها ليس لديها تعليق فوري على التقرير. ووفقا لتفاهمات ترجع لعقود مضت، امتنعت الولايات المتحدة عن بيع أسلحة للشرق الأوسط من شأنها الإخلال "بالتميز العسكري النوعي" الذي تتمتع به إسرائيل.

 

وقال كوهين، المراقب بمجلس الوزراء الأمني المصغر بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن المجلس لم يناقش أي تغييرات بشأن سياسة التميز العسكري النوعي وإن إسرائيل لم توافق على أي تغييرات من جانب الولايات المتحدة.

 

 

وقال كوهين لهيئة البث الإسرائيلية: "لا علم لي بأي تغيير بموقف وسياسة دولة إسرائيل... أقول لكم إن إسرائيل لم تعط موافقتها على تغيير هذا الترتيب".

 

ورفض الحديث عن أن الإمارات التي لا تتمكن حاليا من شراء طائرات إف-35 والتي قالت إدارة ترامب إنها ستبرم معها صفقة سلاح جديدة لم تحدد تفاصيلها بعد الإعلان يوم الخميس عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

 

في المقابل، يأتي الإماراتي الإسرائيلي" target="_blank">التطبيع الإماراتي الإسرائيلي بمثابة ضربة لإيران كما وصفتها بعض التقارير، والتي بموجبها رفضت طهران تلك الخطوة، واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الإمارات ارتكبت "خطأ كبيرا"، عندما تصورت "أن التصاقها بأمريكا والكيان الصهيوني سيحقق لها الأمن وينعش الاقتصاد". وندد روحاني بما وصفها "خيانة للمسلمين وللشعب الفلسطيني وللقدس".

 

أيضا، وقبل يومين، قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الميجر جنرال محمد باقري، إن نهج طهران تجاه الإمارات سيتغير بعد اتفاقها مع إسرائيل لتطبيع العلاقات فيما بينهما.

 

 

ويُنظر إلى الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي أُعلن الأسبوع الماضي وساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل إليه، لكونه خطوة تهدف بالأساس لتعزيز مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

 

في المقابل، استدعت وزارة الخارجية الإماراتية القائم بأعمال السفارة الإيرانية في أبو ظبي، على خلفية تصريحات للرئاسة الإيرانية وصفتها الإمارات بالتحريضية، في حين دعا مسؤول إيراني كبير الإمارات إلى إعادة النظر في علاقتها مع إسرائيل بعد اتفاق التطبيع.

 

وسلمت أبو ظبي أمس القائم بالأعمال مذكرة احتجاج على ما وصفته بالتهديدات الواردة في خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني بشأن القرارات السيادية لدولة الإمارات التي أبرمت اتفاقا للتطبيع الكامل للعلاقات مع إسرائيل أعلن قبل أيام.

 

 

ووصفت الخارجية الإماراتية خطاب روحاني بغير المقبول والتحريضي، وبأنه يحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج، مؤكدة أن العلاقات بين الدول والاتفاقات والمعاهدات هي مسألة سيادية.

 

والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي توصل الإمارات و"إسرائيل" إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ"التاريخي"، متوقعاً حضور ولي عهد أبوظبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي لمراسم توقيع معاهدة السلام بين الطرفين، في الأسابيع القليلة المقبلة.

 

ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين "تل أبيب" وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، في حين قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة.

 

 

وبذلك باتت الإمارات أول دولة خليجية تبرم معاهدة سلام مع الدولة العبرية، لكنها الثالثة عربياً بعد اتفاقية مصر عام 1979، والأردن عام 1994.

 

وأبدى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون ثقة كبيرة في إقدام دول عربية أخرى على تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية، فيما تشير تقارير صحفية غربية إلى أن البحرين ستكون الدولة التالية التي تقدم على الخطوة ذاتها.

 

وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.

 

 

ووصفت السلطة الفلسطينية الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".

 

وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.

 

وفي أحدث التصريحات الفلسطينية ضد التطبيع الإماراتي، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس الاثنين الإمارات باستغلال القضية الفلسطينية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

 

 

وقال في بداية اجتماع الحكومة الأسبوعي في رام الله "إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بقميص عثمان الفلسطيني مرفوض أيضا وإن موضوع الضم وتجميده جاء بسبب صلابة الموقف الفلسطيني وليس لسبب آخر".

 

وقال: "إن احتمال عودة الإدارة القادمة إلى الاتفاق الإيراني الأمريكي يجب ألا يكون سببا لمعركة عربية على حساب فلسطين. وإن مساندة (الرئيس الأمريكي) ترامب في حملته الانتخابية يجب ألا تكون على حسابنا أيضا".

 

وأضاف: "كما أن تعزيز ترسانة الأسلحة الإماراتية من المزود الأمريكي لن يكون على حساب القدس وفلسطين".

اعلان