آخرهم محمد بنيس.. أدباء المغرب يقاطعون الإمارات: «ملطخة بعار التطبيع»
احتجاجًا على اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، اتخذ عدد من الأدباء والمثقفين المغاربة، قرارًا بمقاطعة الأنشطة والفعاليات الثقافية الإماراتية، كما أعلن بعضهم الانسحاب رسميًا من الترشح لنيل جائزة "الشيخ زايد للكتاب".
وأعلن الشاعر المغربي محمد بنيس، انسحابه من عضوية الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وذلك بسبب تطبيع دولة الإمارات العربية المتحدة للعلاقات رسميًا مع إسرائيل.
وقال محمد بنيس، في رسالة الانسحاب: "على إثر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بينهما، قررت الانسحاب من عضوية الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
ومحمد بنيس، شاعر مغربي، ولد سنة 1948 في مدينة فاس، وأحد أهم شعراء الحداثة في العالم العربي، وألف ما يزيد عن 40 كتاباً، منها 16 ديوانًا شعرياً، ويتمتع بمكانة مميزة في المحافل الأدبية في العالم العربي، وحصل على مجموعة من الجوائز والأوسمة تقديرًا لأعماله.
والشاعر محمد بنيس، ليس الكاتب الأول الذي أعلن انسحابه من جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تعد واحدة من أكبر الجوائز الثقافية في العالم العربي، وتلقى مشاركة واسعة من طرف المثقفين العرب كل سنة.
وكشف الكاتب الروائي والمترجم المغربي أحمد الويزي، عن سحب ترشيح إحدى رواياته لجائزة الشيخ زايد للكتاب، احتجاجًا على قرار الإمارات العربية المتحدة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقال أحمد الويزي، من خلال حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه كان ينوي أن يكون ترشيح روايته الذي تم قبل شهر لنيل للجائزة الإماراتية المذكورة، إسهاما في تقديم فرصة لهذه الرواية، كي تجد لها أفقا قرائيا عربيا أوسع، كان من المفترض أن يضمن لها القائمون على هذه الجائزة".
وأضاف: "لكن ما حصل من تطبيع بئيس بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاشم، في تحد سافر لإرادة الشعب الإماراتي الشقيق والعربي قاطبة، وبنية مسبقة تترصد التفريط في حق الشعب الفلسطيني في حل عادل وإنساني لمجموع قضاياه؛ كل هذا جعلني أعدل نهائيا وبشكل طوعي عن هذا الترشيح، في إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني، في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة".
إرضاءً لضميري
"أصبحت ملطخة بعار التطبيع"، بهذا الوصف قرر الروائي والكاتب المغربي أبو يوسف طه، الانسحاب من الترشيح لجائزة الشيخ زايد للكتاب.
وقال أبو يوسف طه، إنه ترشح إلكترونيًا لجائزة الشيخ زايد للكتاب، صنف الرواية، لسنة 2020 ـ 2021، على أساس استكمال الترشح بإرسال خمس نسخ من الكتاب وبعض الوثائق".
وأضاف الكاتب المغربي: "كنت مراهنًا على وجود مسافة ما بين المجالين الثقافي والسياسي.. إلا أنه تبينت أن هذا أمر غير ممكن، وفيه تغليط ذاتي، كما وضح لي، خاصة إثر التطبيع بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكا".
وتابع أبو يوسف طه، في بيان: "ظللت طوال حياتي مؤمنا بجوهر القضية الفلسطينية، معتبرًا الشعب الفلسطيني قد تعرض لظلم تاريخي استثنائي، تحالف فيه القريب والبعيد من قوى الإستعمار ووكلائه، والصهيونية واذرعها، لهذا أعلن الانسحاب من الترشح للجائزة إرضاء لضميري، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة".
التضامن مع الشعب الفلسطيني
وانضم الناقد والأكاديمي المغربي، يحيى بن الوليد؛ إلى قائمة المحتجين على التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في قضيته للبحث عن الحرية.
وقال يحيى بن الوليد، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "قبل حوالي شهر، وبعد اتفاق مع الراحل إلياس فركوح صاحب "دار أزمنة"، قمت بترشيح كتابي حول "المثقفين العرب" لجائزة الشيخ زايد (فرع التنمية وبناء الدولة)، غير أن ما حصل اليوم من تطبيع فظيع بين ساسة دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي الغاصب، يجعلني أعدل نهائيا وبشكل طوعي عن هذا الترشيح".
وأضاف الناقد المغربي: "خطوتي بمثابة إجراء متواضع أتضامن فيه مع شعبنا الفلسطيني في صراعه العادل من أجل نيل مطالبه المشروعة".
وأوضح أنه خصص لفلسطين أكثر من بحث تناولت سردية فلسطين، والمفكر إدوارد سعيد، والشاعر محمود درويش.
لا للتطبيع
واتخذ الروائي والناقد المغربي عبد الرحيم جيران، موقفًا من ما فعلته دولة الإمارات، رافضًا لخطوة التطبيع التي قامت بها أبو ظبي مع الكيان الإسرائيلي.
وقدم عبدالرحيم جيران، استقالته من هيئة تحرير مجلة "الموروث" التابعة لمعهد الشارقة، احتجاجًا على التطبيع.
يشار إلى أن، الخميس الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي توصل الإمارات و"إسرائيل" إلى اتفاق لتطبيع العلاقات، واصفاً إياه بـ"التاريخي"، متوقعاً حضور ولي عهد أبوظبي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي لمراسم توقيع معاهدة السلام بين الطرفين، في الأسابيع القليلة المقبلة.
ويأتي إعلان اتفاق التطبيع بين "تل أبيب" وأبوظبي تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بينهما، في حين قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة.
وبذلك باتت الإمارات أول دولة خليجية تبرم معاهدة سلام مع الدولة العبرية، لكنها الثالثة عربياً بعد اتفاقية مصر عام 1979، والأردن عام 1994.
وانتقد الفلسطينيون بشدة الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، وقالت السلطة الفلسطينية إنه ينسف مبادرة السلام العربية، وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، ويشكل عدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات.
ووصفت السلطة الفلسطينية الاتفاق الإماراتي بأنه "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، واعترافا بالقدس عاصمة لإسرائيل، معتبرة أنه "لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني".
وأصدرت منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والعديد من المجالس الوطنية والمؤسسات والكتاب والفنانين والمنظمات الأهلية والمجالس الإسلامية والمسيحية بيانات شجب واستنكار للاتفاق، ونظم فلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة مظاهرات ومسيرات للتعبير عن رفضهم للخطوة الإماراتية.
وفي أحدث التصريحات الفلسطينية ضد التطبيع الإماراتي، اتهم رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يوم الاثنين الإمارات باستغلال القضية الفلسطينية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.
وقال في بداية اجتماع الحكومة الأسبوعي في رام الله "إن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بقميص عثمان الفلسطيني مرفوض أيضا وإن موضوع الضم وتجميده جاء بسبب صلابة الموقف الفلسطيني وليس لسبب آخر".