هل ينصب رئيس وزراء لبنان برعاية فرنسية؟

صحيفة ألمانية: ماكرون المصرفي السابق سيجني أرباح انفجار بيروت

كتب: احمد عبد الحميد

فى: العرب والعالم

23:56 30 أغسطس 2020

تساءلت صحيفة لو فيغارو الباريسية اليمينية عندما علمت أن رئيس فرنسا سيتوجه إلى بيروت الاثنين المقبل: "ماذا يريد ماكرون في لبنان؟"

 

وأجابت الصحيفة قائلة: "يريد ماكرون دعم الأنظمة الحاكمة باسم الاستقرار، حتى لو كانت فاسدة أو سلطوية أو كلاهما في نفس الوقت".

 

هكذا استهلت صحيفة يونجه فيلت الألمانية، وقالت في تقرير لها، إن ماكرون (المصرفي السابق) جمع الكثير من الأموال بعد انفجار بيروت، لأن يعرف جيدًا كسب المال وجني الأرباح فهي مهنته الحقيقية.

 

وتساءلت صحيفة L’Humanité اليسارية بعد قليل، "لماذا يقدم ماكرون إصلاحات في لبنان؟ "، مجيبة أن ما يعنيه في مالي العمل كقوة احتلال إمبريالية الاعتماد على حكومة دمية، وفي حالة لبنان الأكثر تعقيدًا، فإن خطته مماثلة وهي (تشكيل الحكومة ، والقضاء على الفساد ، ثم إعادة بناء البلاد) وبالتالي إمبريالية فرنسية أخرى.

 

وفي العقود التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ، أقام حكام الدولة الاستعمارية القديمة ، فرنسا ، علاقة مع النخبة المالية اللبنانية ، خاصة مع أولئك الذين يسمون أنفسهم مسيحيين، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى "الصداقة الأخوية العميقة" بين رئيس الدولة الفرنسي اليميني المحافظ السابق جاك شيراك - مشتري الأصوات المدان ومختلس أصول الدولة - ورئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، الذي اغتيل في فبراير 2005.

 

وعندما غادر شيراك الإليزيه، لم ينتقل إلى إحدى الشقق الرسمية المجهزة جيدًا والممولة من الحكومة والتي كان يحق لكل رئيس سابق الحصول عليها ، بل انتقل إلى الشقة الفاخرة الخاصة به في بيروت.

 

وفي سياق متصل، قالت  مجلة دير شبيجل الألمانية "مصطفى أديب، إن سفير لبنان في ألمانيا حتى الآن، لديه فرصة جيدة ليصبح رئيس الوزراء الجديد.

 

واتفقت عدة أطراف اليوم الأحد على ترشيح أديب، كما دعمه مجموعة من رؤساء الوزراء السابقين، ومن المقرر أن تبدأ المشاورات الرسمية بشأن عملية الترشيح يوم غد الاثنين.

 

وأشار التقرير إلى أن أديب، البالغ من العمر 48 عامًا، ينتمي إلى حركة المستقبل السنية، لكن "التيار الوطني الحر" المسيحي يقف وراءه إلى حد كبير.

 

  كما أفادت وكالة رويترز أن حزب الله الشيعي وحركة أمل الشيعية قد اتفقا أيضًا على ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء (المحجوز تقليديا للسنة).

 

 ويمثل أديب الحكومة اللبنانية كسفير في ألمانيا منذ عام 2013، ويعتبر من المقربين من الملياردير ورئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي.

 

وفي في أوائل أغسطس  انفجر 2750 طنًا من نترات الأمونيوم  بميناء بيروت، وأدت الكارثة إلى دمار نصف المدينة، وأسفرت عن عدد ضحايا بلغ الآن 190 ، وأصيب ما لا يقل عن 6000 شخص، وفقد مئات الآلاف منازلهم.

 

واستطرد التقرير: " استقالت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب بعد الانفجار، لأن الكثير من اللبنانيين يلقون باللوم عليهم بسبب الفشل السياسي والفساد المستشري".

 

وأضاف: " تكمن السلطة الحقيقية بلبنان في أيدي جماعات مستغلة قسموا البلاد بينهم وبين مختلف الجماعات الطائفية بعد الحرب الأهلية، ما أدى إلى تآكل مؤسسات الدولة وتوغل شبكات المحسوبية ".

 

وقال رئيس الوزراء السابق دياب: "الفساد أكبر من الدولة التي تخضع لحكم لا يمكن مواجهته ولا التخلص منه"، في إشارة منه إلى حزب الله الذي يعد بمثابة "دولة داخل الدولة".

 

ولفتت دير شبيجل أن ترشيح مصطفى أديب يأتي قبل وقت قصير من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي سيتوجه إلى لبنان مرة أخرى يوم غد الاثنين.

 

وفي زيارته الأولى لبيروت بعد الانفجار، دعا ماكرون إلى إصلاحات بعيدة المدى وتغيير سريع للحكومة،  محذرًا من أن لبنان بدون دعم خارجي، قد يواجه حربًا أهلية أخرى.

 

ونظم ماكرون مؤتمرًا دوليًا للمانحين بعد الانفجار، والذي جمع أكثر من 250 مليون يورو من المساعدات، لكنه ربط مساعدات إعادة الإعمار بالإصلاحات السياسية في لبنان.

 

وقال حزب الله اللبناني يوم الأحد إنه منفتح على نقاش بناء بشأن دعوة ماكرون للتغيير السياسي، شريطة أن تؤخذ في الحسبان جميع الفئات اللبنانية.

 

وفي غضون ذلك، أعرب الرئيس ميشال عون في خطاب متلفز عن رغبته في أن يصبح لبنان "دولة علمانية".

 

وفقًا للمجلة الألمانية، أصبح النظام الطائفي السائد حالياً  في لبنان "عقبة" أمام الإصلاح ومحاربة الفساد، لذا يجب على السياسيين والقادة الدينيين الدخول في حوار لإيجاد حل مقبول للجميع.

 

رابط النص الأصلي

 

اعلان