سطر جديد!

سطر جديد!

منى النمورى

منى النمورى

30 مايو 2014

فى تمرينات الإملاء فى مدارسنا الإبتدائى كنت أفرح كثيراً حين يعلو صوت المدرس او المدرسة ويقول " نقطة ومن أول السطر" لأننى كنت أشعر أن ما كتبته وما قد يقلقنى من أخطار فى السطر السابق آن لى ان أنساه وأبدأ من جديد، مع الوقت فهمت أنها بداية جديدة بالفعل لكن كل ما كتبته محسوب، موجود، فقط هى فرصة لأحسن الإجابة والدرجة فيما تبقى من إملاء..تعلمت وقتها أن السطر الجديد ماهو إلا فرصة من عدة فرص.

تذكرت هذا المعنى أمس وأنا أشهد إحتفالات الناس فى الشوارع بفوز السيسى( الفرحة حلوة مافيش كلام وأغنية الجسمى تحفة فنية أشعلت الأجسام بغض النظر عن خلفيتها السياسية) تذكرت هذا المعنى وأنا ألمح إحباطات البعض فى التليفون أو مواقع التواصل الإجتماعى، (الحزن مٌر والفقد مٌر والخوف مٌر مافيش كلام)  وجدتنى أخاطب السيسى الرئيس الجديد داخل نفسى، أخبره ان رقص الناس فى الشوارع لابد وأن يلقى فى قلبه الخوف الإيجابى، فالحب والثقة لهم أثمان مدفوعة، وقد تتوافر الرغبة فى الدفع لكن تأبى الظروف، والإحباط والكراهية  فى قلوب البعض لهم أثمان مدفوعة وقد تتوافر نية التغيير لكن تأبى الظروف والوضع جد خطير وحساس، لايٌحسد عليه اى رئيس، فالأمثلة السابقة لرؤساء معزولين قريبة للغاية، نستطيع أن نتذكر تفاصيل مشهدهم الأخير بقوة وإن صَعٌب عليك التحليل أحيانا، والناس فى الشوارع قلوب نابضة بالأمل أوعقول نابضة بالطاقة السلبية أو كائنات مطحونة نفذت منها كل الطاقة اللازمة لهذا أو ذاك. فقط عليك يا سيدى أن تخاف من فرحة الناس وحزنهم ومن خاف سِلم!

وجدتنى أخاطب الناس داخل قلبى ، من كان منكم يعبد مرشحاً بعينه فقد خسر أو فاز، والفوز فى هذه الحالة خسارة للحياة الشخصية ولراحة البال والخسارة فوز للسنين القادمة من العمر والله أعلم بعبيده كلهم، (بجد بجد..اللى فرحان يدعى لمصر واللى زعلان يدعى لمصر..لو نيتكم الحقيقية هى الخير لمصر والمصريين ادعوا لمصر واحسنوا الظن بالله واعملوا اللى عليكم فى شغلكم وحياتكم وبس..وبس..لا اتولدنا محللين سياسيين ولا عارفين الغيب واهه كلنا بنجتهد وبنتعلم..نشغل نفسينا بينا مش باللى حوالينا..ونشتغل بقى ..نشتغل الله يكرمكم)

السطر الجديد فرصة للجميع لتحسين ادائهم فى ورقة الإملاء فهل نحسن إستغلالها!