نزوح 120 أسرة مسيحية من العريش.. واستفار أمني بأحياء سيناء

كتب: إياد الشريف

فى: تقارير

23:25 25 فبراير 2017

سادت حالة من الرعب والهلع بالمناطق التي يسكنها المسيحيون بالعريش، وخاصة في حي السمران والمساعيد وضاحية السلام بالعريش، بعد مقتل المواطن المسيحي السابع وحرق منزله على أيدي مسلحين، خلال الأيام الماضة بمدينة العريش.


وتواصلت على مدى يومي الجمعة والسبت، قوافل الأسر المسيحية التي نزحت من مدينة العريش باتجاه الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية وعدد من محافظات الجمهورية، خشية على أرواحهم وأسرهم بعد أن وصلتهم رسائل تهديد مباشره عبر هواتفهم المحمولة تحذرهم من البقاء بالمدينة وتطالبهم بالرحيل عن شمال سيناء.


وارتفع عدد القتلى المسيحيين الذين استهدفهم المسلحون في العريش خلال الأيام الماضية إلى 7 أشخاص، بعد أن اقتحم مُسلحون، مساء أمس الأول، منزل كامل رءوف، 50 عاماً، ويعمل سباكاً، وأطلقوا عليه الرصاص وأشعلوا النيران في المنزل، مساء الخميس الماضي، وفروا هاربين.


وأكد مصدر أمني بمديرية أمن شمال سيناء، رفض ذكر اسمه، أن نحو 70 أسرة مسيحية غادرت العريش أمس واليوم على 3 دفعات، حيث غادرت 50 أسرة يوم الجمعة و9 أسر صباح السبت ومساء اليوم غادرت 11 أسرة أخرى إلى مقر الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية بإجمالي 70 أسرة إلى الإسماعيلية.


وأشار المصدر إلى مغادرة نحو 50 أسرة أخرى إلى عدة محافظات ومنها الإسكندرية والقاهرة والصعيد، ومغادرة نحو ألف مواطن لمدينة العريش، بصورة فردية إلى محافظات أخرى.


وفرضت قوات الأمن كردونات أمنية حول المناطق التي تقيم بها أسر مسيحية بأحياء "المساعيد والسمران وضاحية السلام والزهور والعبور"، وأبدت تعليمات لأفراد الأسر المسيحية بعدم الخروج من المنازل بصفة مؤقتة حرصًا على حياتهم.


ونشرت مديرية أمن شمال سيناء العشرات من التشكيلات القتالية بمحيط الكنائس بإحياء المساعيد ووسط مدينة العريش وحي ضاحية السلام، وأغلقت كافة الشوارع الفرعية المؤدية إليها، كما غيرت مسارات السيارات لشوارع أخرى.


وأكّد مصدر أمني، أنه تم نقل قرابة 100 أسرة إلى "مطرانيه" حي ضاحية السلام، ممن أبدوا رغبتهم في مغادرة سيناء إلى الإسماعيلية ومحافظات أخرى تمهيدًا لتامين خروجهم من مدينة العريش، وصولاً لأطراف مدينة بئر العبد غربي سيناء باتجاه قناة السويس.


وأكّد مصدر كنسي، رفض ذكر اسمه، أن كنائس مطرانيه شمال سيناء، اضطرت إلى تغيير مواعيد الصلوات في أيام الصوم الكبير، واختارت مواقيت مناسبة أمنيًا، مطالبًا بتواجد أمنى أكبر ودوريات شرطية غير ثابتة وسط المناطق السكنية التي يقيم بها المسيحيين لتامين منازلهم وحياتهم".


وقال المواطن المسيحي مينا ناصف، إنَّه اتخذ قرارًا بعدم مغادرة العريش والبقاء هو وأسرته بها، رغم المخاوف الكبيرة التي تسود المسيحيين نتيجة لاستهدافهم من قبل المسلحين، مضيفًا: "عشنا في العريش طول عمرنا ولا نؤذي أحد، ونتخوف مما جرى، ولكننا لن نغادرها لنتركها للإرهابيين".


وكان تنظيم "داعش" الإرهابي، قد بث تسجيلاً مصورًا، مساء الأحد الماضي، عرض رسالة لمن سمى بـ"أبو عبد الله المصري" المسؤول عن تنفيذ عملية تفجير الكنيسة البطرسية في مصر 11 ديسمبر الماضي، في توقيت أول أيام الصوم الكبير أو ما يعرف بـ"الصوم المقدس".


وأكد مسؤول كنسي بمطرانيه شمال سيناء، أن قتل المسيحيين في العريش، محاولة لتمزيق وحدتنا الوطنية، مشيرًا إلى أن هناك رسائل تهديد وصلت مسيحيين العريش عبر هواتفهم المحمولة، ما أجبر عشرات الأسر على ترك منازلهم فى العريش هربًا لمحافظات أخرى.


وأعلنت مديرية أمن شمال سيناء، عن بدء تنفيذ خطة أمنية عاجلة لوقف مسلسل استهداف الأقباط في العريش، وتعتمد على إعادة انتشار القوات فى شوارع وميادين العريش، ونشر الأكمنة قرب الكنائس وأماكن تجمعات الأقباط، مع تحذيرهم من الوجود فى الشوارع بشكل فردى حتى لا يتعرضون للاستهداف المسلح.


وشكلت محافظة شمال سيناء غرفة عمليات لمتابعة موقف المسيحيين، عقب الظروف الأخيرة، ومقرها ديوان عام المحافظة بالعريش برئاسة اللواء محمد السعدني السكرتير العام المساعد للمحافظة.


يأتي ذلك في إطار ما تقوم به عدة أسر من الأقباط المقيمين في محافظة شمال سيناء للانتقال إلى الإسماعيلية ومحافظات أخرى بسبب استهدافهم من العناصر الإرهابية، وما تعرض له مؤخرًا عدد منهم من قتل على يد العناصر الإرهابية.

 

اعلان