بعد التطبيع مع الكيان الصهيوني

فائزون بالبوكر العربي: تمويل الإمارات للجائزة يضرب مصداقيتها

كتب: متابعات

فى: منوعات

19:22 26 أغسطس 2020

 

أطلق مثقفون عرب، بينهم فائزين ورؤساء وأعضاء لجان تحكيم وأعضاء مجلس أمناء سابقين لجائزة البوكر العربية، نداء إلى مجلس أمناء الجائزة من أجل إيقاف التمويل الإماراتي لها، محذرين من أن استمرار هذا التمويل بعد تطبيع أبو ظبي لعلاقتها مع الكيان الصهيوني، يضر مصداقيتها واستقلاليتها.

 

وجاء في النداء، الذي نشره الباحث الفلسطيني خالد الخروب، العضو السابق لمجلس أمناء الجائزة، بصفحته على الفيسبوك، أن "الجائزة العالمية للرواية العربية مثلت منذ تأسيسها إضافة متميزة للمشهد الثقافي العربي، كما ساهمت بشكل فعال في تطوير الرواية العربية وضمان إشعاع عربي وعالمي لها".

 

وتابع النداء: "كانت استقلالية الجائزة ومهنية عملها أحد أهم أسباب نجاحها، وهي الاستقلالية التي تكرّست منذ التأسيس الأول للجائزة بلندن، حيث تسجيلُها القانوني، من قبل مثقفين وناشرين عرب من مختلف العواصم العربية والغربية. وكانت الجائزة قد قبلت الرعاية المالية من دولة الامارات العربية المتحدة منذ تأسيسها سنة 2007 على أساس واضح هو عدم التدخل في إدارتها واختيارات لجان تحكيمها".

 

وأوضح النداء أن مجالس الأمناء المتعاقبة حافظت على هذه الاستقلالية، وكانت تكرر شكرها للمؤسسات الإماراتية الداعمة لها على هذا الأساس. من هنا يصير من الخطأ اليوم وصف الجائزة بأنها "جائزة إماراتية" كما شاع في بعض وسائل الاعلام مؤخراً، إذ هي جائزة عربية مستقلة أسسها مثقفون عرب وأجانب من مناصري الثقافية العربية رعتها مالياً مؤسسات إماراتية رسمية رعاية غير مشروطة".

 

واعتبر الموقعون على النداء أنه "في ضوء التطبيع الرسمي لدولة الامارات مع الكيان الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي الذي يمثل أبشع حالات الاحتلال العسكري في العالم، ويقوم على اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وشطب حقوقه التاريخية وممارسة أصناف العنصرية ضده بشهادة مؤسسات دولية مُنصفة، فإننا كروائيين سبق لهم الفوز بهذه الجائزة، وكرؤساء وأعضاء لجان تحكيم سابقة، ثم كأعضاء سابقين في مجلس الأمناء، ندعو مجلس الأمناء الحالي إلى تحمُّل مسؤوليته الثقافية التاريخية في حماية الجائزة عبر إنهاء التمويل الإماراتي، وذلك حفاظا على مصداقية الجائزة واستقلاليتها".

 

وطالب الموقعون بـ "البعد أيضا عن أي تمويل بديل رسمي تابع لأي دولة أيا كانت. هذا ونؤكد أننا ننطلق في هذا النداء من تشبثنا بالجائزة وحرصنا الشديد على تماسُك الثقافة والمثقف العربيين في مواجهة الخراب السياسي الذي تنحدر إليه بعض الأنظمة، وينطلق أيضا من أن حالة التطبيع الإماراتية الأخيرة وبحسب تصريحات مسؤولين إماراتيين تقوم على استراتيجية تحالفية مع إسرائيل تشمل كل المجالات، بما لا يستثني المجال الثقافي".

 

وشدد النداء على أن "صدقية الجائزة تواجه اليوم، في هذه اللحظة الفاصلة من عمرها، امتحانا صعباً نحتاج معه إلى موقف جريء من مجلس الأمناء. وإذا لم يُتخذ في هذا الظرف الدقيق قرار شجاع يكرِّس استقلالية الجائزة، فعلى مجلس الأمناء أن يستعد من الآن لأسوأ السيناريوهات التي قد تعصف بالجائزة ووضعها الاعتباري وتبدد رصيدها التاريخي وتنال من مكانتها في الوجدان الثقافي العربي".

 

ورأى الموقعون أن "السيناريوهات المشؤومة المتوقَّعة يسهل تخيُّلها من الآن. لذا نناشد مجلس الأمناء أن يتحمل مسؤوليته في الحفاظ على هذه الجائزة لتبقى نظيفة نزيهة مستقلة كما كانت دائما، ولتبقى الجائزة العالمية للرواية العربية عنوانا من عناوين الإبداع العربي الحرِّ الخلّاق".

 

وشملت قائمة الموقعون على البيان، بحسب ما نشره الخروب، كل من :إبراهيم نصر الله، الفائز بالجائزة الأولى، ٢٠١٨، إلياس خوري، فائز عدة مرات في القائمة القصيرة، بنسالم حميش، فائز عدة مرات في القائمة القصيرة، بيار أبي صعب، عضو لجنة تحكيم، خالد الحروب، عضو مجلس أمناء سابق، زليخة أبو ريشة، عضوة لجنة تحكيم، سحر خليفة، رئيسة لجنة تحكيم، فخري صالح، عضو لجنة تحكيم، فواز حداد، فائز بالقائمة القصيرة، فيصل دراج، عضو لجنة تحكيم، ربعي المدهون، فائز بالجائزة الأولى، ٢٠١٦، محمد الأشعري، فائز بالجائزة الأولى، ٢٠١١، محمد بنيس، عضو لجنة تحكيم، محمود شقير، فائز بالجائزة القصيرة، مريد البرغوثي، رئيس لجنة تحكيم، هدى النعيمي، عضوة لجنة تحكيم، يحيى يخلف، فائز بالقائمة القصيرة.

 

وكان الكاتب الفلسطيني المعروف، ربعي المدهون، أول فلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" في عام 2016، قد أعلن قد أيام نه لم يعد معنيّا بالجائزة بعد الآن بعد قيام الإمارات العربية، التي تدعم الجائزة مالياً، بتطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقال المدهون، الذي فاز بالجائزة عن روايته "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" في إعلان موجز على صفحته الخاصة على فيسبوك:  "لم أعد معنيّا بهذه الجائزة/ البوكر العربية".

 

كما أعلن الروائي يحيى يخلف، عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه طلب من ناشره وقف ترشيح روايته الجديدة "الريحانة والديك المغربي" لجائزة "البوكر"، رفضاً للتطبيع المشين".

 

وهو نفس الموقف الذي اتخذه عدد من المثقفين العرب، الذين قرروا مقاطعة جائزة "البوكر" وأيضاً جائزة "الشيخ زايد للكتاب"، وجائزة "اتصالات" لكتاب الطفل، ومعارض الكتاب في الشارقة وأبو ظبي، والفعاليات الأدبية والفنية على تنوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

من جانبها، كتبت الروائية الإماراتية ظبية خميس، عبر صفحتها في "فيسبوك" تقول: "بعد قرار دولة الإمارات تطبيع علاقتها رسمياً مع العدو الصهيوني، سأنتهز الفرصة للتأكيد على رفضي ترشيح روايتي الجديدة التي ستصدر قريباً، للبوكر أو لأي جائزة خليجية أخرى، مع الإشارة إلى أنني لم أشارك في السابق، بأي جائزة غير البوكر.. وإني ككاتبة ومواطنة إماراتية عربية أكره إسرائيل والصهيونية كما كره اليهود هتلر والنازية والإيطاليون موسوليني والفاشية والأسبان فرانكو والديكتاتورية، ولا أرى فرقاً في العنصرية بين الصهيونية والنازية وكلهم ضد الإنسانية!"

 

جدير بالذكر أن اتهامات التطبيع لاحقت جائزة البوكر، التي تُنظّمها "دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي"، حتى قبل الإعلان الرسمي الإماراتي، حيث أثار عقد حفل إعلان قائمة الجائزة القصيرة في فبراير 2019 في مدينة القدس المحتلة، جدلا كبيرا، واعتبره كثيرون حلقة في مسلسل التطبيع الإماراتي.

اعلان