لماذا فقدت «أعمال الأطفال» بريقها في شهر رمضان؟.. متخصصون يجيبون

كتب: آية فتحي

فى: ميديا

17:00 16 مايو 2019

ارتبط شهر رمضان على مدار عقود سابقة من القرن الحالي والماضي ببرامج الأطفال وخاصة الرسوم المتحركة والعرائس، ومن منا لا يتذكر "كارتون بكار" و"بوجي وطمطم" و "فطوطة" على سبيل المثال لا الحصر، وذلك في وقت لم يكن فيه سوى التليفزيون الحكومي ، ولم يساعد هذه الصناعة ظهور القنوات الخاصة الفضائية ، مع تراجع دور التليفزيون الحكومي، فأصبحت الساحة خالية لبرامج الميديا وتنافس المسلسلات.

 

وهو الأمر الذي علق عليه عدد من المتخصصين، الذين أرجعوا تراجع صناعة برامج الأطفال وخاصة الرسوم المتحركة "الكارتون" والعرائس، إلى عدة أسباب، وهو ما يتم استعراضه في التقرير التالي.

 

فأرجع كاتب الأطفال أحمد زحام ذلك إلى خروج جهات كانت رائدة في هذا الإنتاج مثل صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات التي تكاد تكون أغلقت أبوابها بالضبة والمفتاح ، حتى الإنتاج المشترك الذي كان يقوم به التلفيزيون المصري قد ودع الدنيا، رغم وجود كوادر بشرية متخصصة داخل التليفزيون المصري من فنانين وفنيين تحولوا إلى موظفين إداريين ، ولا يتم إستغلالهم وخاصة أنهم خضعوا لدورات تدريبية ومارسوا العمل في هذا المجال وتوجه منهم عدد كبير إلى خارج ماسبيرو للعمل في شركات الإعلانات.

 

وأوضح "زحام" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أنه حاليا تقدم بعض الجهات محاولات منفردة مثل المنظمة العالمية لخريجي الأزهر ومجلة نور مسلسل نور في قرية الطيبين للعام الثاني على التوالي بعد أن قدمت في العام الأول نور وبوابة التاريخ ، ولكنها تبقى مبادرات فردية ، وأيضا عودة بكار بعد أن فقد بريقه.

 

وعدد "زحام" الأسباب التي تقف خلف كل ذلك وهي غياب الدولة وصانعي القرار  عن الاستثمار في ثقافة الطفل، عدم وجود مناخ ثقافي صحي يهتم بجودة ثقافة الطفل، إلغاء مظاهر كثيرة كانت تساعد على الإنتاج مثل مهرجان القاهرة الدولي لسينما الطفل، ومسابقة القراءة للجميع التي كانت تتبناها سوزان مبارك، زوجة الرئيس السابق بإعتبار أننا نتعامل مع أشخاص وليس مع منهج ونظام ، والتي كانت تتضمن مسابقة سنوية في الرسوم المتحركة، ومن الأمور التي تدعوا إلى الدهشة أن من كان يتعامل معها هم الموجودون الآن في مختلف مناحي الحياة الثقافية الرسمية.

 

وأكد "زحام"  أن القطاع الخاص لا نستطيع أن نعول عليه كثيرا لأنه يسعى إلى الربح وفي الطوب والزلط الأعلامي.

 

ومن جانبها، أرجعت نهى عباس رئيس تحرير مجلة نور، ومؤلفة مسلسل الكارتون "نور في قرية الطيبين" الذي يعرض حاليا على الفضائيات قلة الأعمال إلى توقف التليفزيون المصرى عن الإنتاج فتأثرت شركات الإنتاج الكارتونى المصرية بشدة.

 

وكشفت "عباس" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية"  أن  بعض الشركات حاولت أن تنتج أعمال وتقديمها للقنوات لبيعها لهم كما يحدث مع المسلسلات الدرامية للكبار ولكن للأسف القنوات الخاصة لا تقبل على شراء وعرض أعمال للأطفال فهى بالنسبة لهم غير مجدية اقتصاديا, وبذلك تعرضت الشركات لأزمات مالية طاحنة تهدد بانهيار هذه الصناعة بمصر.

 

وقال كاتب الكوميكس والأطفال عمرو الطاروطي إنه  يوجد أكثر من 20 عمل كارتوني محبوسين في الأدراج وينتظرون فرصة للعرض، لكن القنوات التليفزيونية تعتبر مسلسل الكارتون منتَج درجة ثانية.

 

وأشار "الطاروطي" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" إلى أن  القنوات التليفزيونية اهتمامهم الأكبر منصب على المسلسلات الدرامية، ورغم وجود الكثير والكثير من مسلسلات الكارتون المتميزة، مازلنا لا نجد الاهتمام الكافي من مالكي مساحات البث التليفزيوني.

وأعاد الشاعر عبد المنعم حسين سبب قلة الأعمال الكرتونية إلى تكلفتها العالية، بجانب قلة الفنانين المتفوقين في المجال سواء كتابة أو رسم أو تنفيذ بجانب قلة أو بالأصح نُدرة القنوات والبرامج المخصصة للأطفال.

 

وأضاف "حسين" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" أن الأهم هو عدم وجود المنتج الذى يحمل فكر ورسالة يريد توصيلها بجانب المكسب المادي الطاغي على الوسط.

 

اعلان