منذ عقود طويلة ومسيحيون يسيرون على النهج

موائد قبطية للمسلمين في رمضان.. «لسه فيها حاجة حلوة»

كتب: أحلام حسنين

فى: أخبار مصر

18:16 07 مايو 2019


في شهر رمضان الكريم من كل عام لا يخلو المشهد من الأقباط الذين يعدون موائد الإفطار مشاركة للمسلمين في هذه المناسبة الدينية، وكذلك الكنيسة الإنجيلية التي تنظم موائد وأمسيات رمضانية وسحورًا، كل ذلك تعبيرا عن النسيج الوطني الواحد.

 

وهكذا مع اليوم الأول لشهر رمضان المبارك بدأ الأخوة الأقباط في إعداد موائد الإفطار، والتي لقت ترحيبا وثناء شديدا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

شنط "الأرز" من "عم زكي" 

 

هناك في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، يوجد عم زكي جوهر، ذلك الرجل الستيني صاحب مضرب الأرز، المعروف عنه أنه من محبي الخير، ففي شهر رمضان من كل عام يوفر "شنط" مليئة بالأرزلتوزيعها على الفقراء في هذا الشهر الكريم.

 

نشر نشطاء على إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي صورة "عم جوهر" واعتبروه مثالا يعبر عن الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب.

 

وبحسب المنشور فإن عم زكي اعتاد تخصيص كميات كبيرة من الأرز للجمعيات الخيرية لتجهيز موائد الرحمن وشنط رمضان، بعضها يخرج مجانا، وجزء آخر بتخفيض 50%.

 

رمزي.. يقيم أكبر مائدة بـ الغردقة" 

 

ومن الشرقية إلى الغردقة حيث عم "محارب رمزي" الذي أقام أكبر مائدة إفطار في شارع النصر وسط المدينة لإفطار الصائمين في شهر رمضان.

 

شارك نشطاء حكاية "محارب رمزي" وقالوا عنه إنه اعتاد تنظيم مائدة رمضان منذ 3 سنوات بالغردقة، وهو رجل أعمال قبطي، وله شقيقه يقيم في الأقصر، هو أيضا ينظم مائدة رمضان كل عام.

 

 



وأوضح أنه يستعين فى طهى الطعام بشيفات من الفنادق على أعلى مستوى، وأن الوجبات متنوعة ما بين لحوم وفراخ وحلوى مختلفة، موضحًا أنه سعيد جدا بحب الناس له حيث يقوم بخدمة الصائمين بنفسه.

 

وتتسع المائدة التي ينظمها "رمزي" لنحو 300 فرد، وهي تقام على مدى أيام شهر رمضان الكريم، أمام شركته بشارع النصر بوسط مدينة الغردقة، فضلا عن وجبات أخرى يتم توزيعها في علب مغلفة، ويتم توصليها لمنازل الفقراء الذي يتعففون من الجلوس على الموائد.

 

مائدة "قبطي بالمنوفية" 10 سنوات

وفي محافظة المنوفية يوجد مجدي منير أسعد، وهو قبطي اعتاد أن يقيم مائدة إفطار في رمضان الكريم منذ 10 سنوات.

 

وبحسب تصريح أسعد لـ"برنامج«اليوم»، المذاع على فضائية «DMC»،  فإن المائدة كانت تقتصر في البداية على المعارف والمقربين، لكن تنفيذًا لوصية والشده ضاعف حجمها عدد أكبر من الصائمين.

 

ويستضيف "أسعد" في مائدته مختلف الطبقات الاجتماعية، لاسيماء البسطاء منهم، الذين يدعوهم بشكل خاص للإفطار على المائدة، لافتا إلى تكلفه «الدبيحة» حوالي 25 ألف جنيه، والتكلفة العامة لليوم تبلغ حوالي 30 ألف جنيه، معبرًا عن أمنياته بأن يتمكن من مواصلة تلك العادة دائمًا.

 

حكاية موائد الرحمن القبطية

 

ولم تكن موائد الرحمن التي يعدها أخوة أقباط لإفطار المسلمين في شهر رمضان الكريم حديثة العهد، ولكنها ترجع إلى عقود طويلة.

 

ففي رمضان عام 1969 أقيمت أول مائدة رحمن قبطية، بميدان الأفضل بحي شبرا في القاهرة، وأقامها القمص صليب متى ساويرس، راعي كنيسة مار جرجس، وكانت تعتبر مائدة إفطار للمسلمين والمسيحيين فى شهر رمضان.

 

ويشير مؤرخون إلى أن موائد الرحمن القبطية ترجع إلى عام 25 هجريا، حين كان يعدها علامة الترجمة المصري حنين إسحاق، الذي كان ميسورا وثريا، فكان يعد في منزله مائدة عامرة للفقراء في رمضان وغير رمضان أيضا، يجتمع عليها المسلمون والمسيحيون.

 

وكان "مكرم عبيد" يعد موائد الإفطار في رمضان يضم رموز الدولة وقتها من مسلمين ومسيحين، مثل مصطفى النحاس، وطه حسين، والشيخ علي عبد الرازق، وقادة الوفد وحزب الأمة، وغيرهم.

 

كذلك كان خطيب ثورة 19ويدعي "سرجيوس"هو الذي ينظم موائد الرحمن في الجامع الأزهر، فقد عاش الرجل القبطي في جامع الأزهر 90يوما من بينها شهر رمضان، وكان يخطب ضد المحتل في المسجد حتي أن "سعد زغلول" لقبه بخطيب الثورة الأول فقد كانت خطبته تهز أوتار القلوب معلنا أن الوطن لله وحب الوطن من عبادة الله.

 

ولاتزال مائدة " دير سانت تريزا" بعد خطوات من معهد "الخازندار الأزهري" منتشرة ، وتقام حتي هذه الساعة، فضلا  عن مائدة القمص"متي سوريس"التي بدأت من عام 1969 حتي هذه اللحظة.

 

وغير ذلك من موائد الإخوة الأقباط خاصة مائدة "البابا شنودة الثالث "التي كان يحضرها 7آلاف شخص سنويا قائلا في رمضان 2002، وحرص على هذا التقليد كثير من الأقباط بعد رحيله، منها الكنيسة "الكاثولوكية " و"الإنجيلية "بقصر الدوبارة التي تنظم حفلات إفطار للصائمين منذ سنوات طويلة.

 

 

 

اعلان