بعد محاولة تحريف المصحف.. كواليس إطلاق إذاعة القرآن الكريم

كتب:

فى: أخبار مصر

22:35 11 مايو 2019

في السادسة من صبيحة "  الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة 1383هـ،  الموافق 29 مارس 1964، بدأ أثير  أول إذاعة للقرآن الكريم في العالم، والتي كان لظهورها قصة أغرب من الخيال، فقد كانت سلاحًا ضد تسول له نفسه أن يعبث بكتاب الله، وجاءت تفاصيل البداية على النحو التالي..

 

البداية

 

مصحفٌ مذهب ذا ورق فاخر وإخراج أنيق، لكنه يحوي بعض التحريفات في الآيات وصفت بـ "الخبيثة"،  كان  متاحًا بسعر ذهيد، في أوائل السيتينيات، وهو السبب الأساسي وراء ظهور تلك الإذاعة، بعدما رأت وزارة الأوقاف تحريفًا مقصودًا في بعض الآيات عبر تلك النسخة منها ، منها قوله تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {85}"(سورة آل عمران)، وتم طبعها  مع حذف كلمة "غير" فأصبحت الآية تعطي عكس معناها تمامًا ! وكانت هذه الطبعة رغم فخامتها رخيصة الثمن، وكان تحريفها خفيًّا على هذا النحو.

 

أول تجميع صوتي للقرآن

 

وهو ما توقفت امامه وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية ، في ذلك الوقت، ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، والأزهر الشريف ممثلًا في هيئة كبار العلماء آنذاك، وأعلنت حالة استنفار، لكي تتدارك هذا العدوان  على كتاب الله، وعقب مباحثات ومشاورات استقر القرار على توفير تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري ، على اسطوانات توزع نسخ منه على المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي ، وكافة المراكز الإسلامية في العالم ، باعتبار ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه ، وكان هذا يعد أول جمع صوتي للقرآن الكريم بعد أول جمع كتابي له في عهد خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبي بكر الصديق

 

 

جمال عبد الناصر وظهور الإذاعة للنور

 

بمرور الوقت تبين أن هذه الوسيلة لم تكن فعالة في إنجاز الهدف المنشود من ورائها ؛ بسبب  عجز القدرات والإمكانات المادية في الدول الإسلامية في ذلك الوقت عن إيجاد الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الأسطوانات على نطاق شعبي ، فضلًا عن عدم توفر الطاقة الكهربائية اللازمة لها بحكم الوضع الذي كانت عليه دول العالم الإسلامي في أوائل الستينيات من القرن العشرين


وعقب مداولات كثيرة؛ انتهى الرأي من قبل وزارة الثقافة والإرشاد القومي - المسئولة عن الإعلام في ذلك الوقت ، وعلى رأسها الإعلامي الفاضل الدكتور عبد القادر حاتم - إلى اتخاذ قرار بتخصيص موجة قصيرة ، وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذي سجله المجلس الأعلى للشئون الإسلامية


وبمجرد  موافقة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدأ إرسال "إذاعة القرآن الكريم" في الساعة السادسة من صبيحة الأربعاء 11 من ذي القعدة لسنة 1383هـ الموافق 25 مارس لسنة 1964م ، بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميًّا من السادسة حتى الحادية عشرة صباحًا ، ومن الثانية حتى الحادية عشرة مساءً على موجتين: إحداهما قصيرة وطولها 30.75 ك.هـ والأخرى متوسطة طولها 259.8 ك.هـ ؛ لتكون أول صوت يقدم القرآن كاملًا بتسلسل السور والآيات كما نزل بها أمين الوحي جبريل "عليه السلام" على قلب سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم

 

تطور الفقرات ومدة الإرسال

 

وفي عام 1966 أضيف إلى القرآن الكريم برامج دينية بنسبة 5% من نسبة الإرسال ، وكان صاحب هذه الإضافة الأستاذ  محمود حسن اسماعيل ،  وفي عام 1967، قدمت القرآن " المجود " بجانب " المرتل " بأصوات مشاهير القراء ،  وفي عام 1973 زادت مدة الإرسال إلي 19 ساعة يوميًّا ، ثم  زاد إرسال هذه الإذاعة حاليًّا إلى 24 ساعة يوميًّا

 

 

وكانت بذلك أنجح وسيلة لتحقيق هدف حفظ القرآن الكريم من المحاولات المكتوبة لتحريفه ؛ حيث يصل إرسالها إلى الملايين من المسلمين في الدول العربية والإسلامية في آسيا وشمال أفريقيا ، حيث كان الراديو الترانزيستور وسيلة لالتقاط إرسالها بسهولة

 

 

أشهر المقرئين الإذاعة

 

ومن أشهر قرائها عبد الباسط عبد الصمد، مصطفى إسماعيل، محمود خليل الحصري، محمد رفعت ومحمد صديق المنشاو

 

رؤوسائها

ترأس اذاعة القرآن الكريم منذ نشأتها وحتى الآن 12 شخص، هم:  محمود حسن إسماعيل، الذي ترأسها منذ نشأتها في 1964، إلي أن نقل مستشارا ثقافية للإذاعة في 1967، أعقبه كامل عبد المجيد البوهي حتى  تولى المهمة حتى عام 1981. 

 

ثم عادل محمد عبد الرحيم القاضي، حتى  عام 1988، ومن بعده  محمد علي أحمد الشناوي الذي ترأسها حتى عام 1993، وجاء خلفًا له عطية السيد إبراهيم طه حتى عام 1994ثم عبد الصمد محمد دسوقي. 

 

أما أول سيدة تتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم فكانت هاجر سعد الدين

في الفترة من 14 نوفمبر 1997 وحتى عام 2006، فأعقبها إبراهيم فرج مجاهد. 

 

ومن 2011 وحتى 2015 تولى المهمة محمد عويضة، ثم السيد صالح الذي مكث بها أقل عام، وأعقبه حسن سليمان، الذي ترأسها في 2016 وحتى 2019، وبعدها خرج على المعاش، فتولى حاليًا محمد نوار مهمة  الإشراف على إذاعة القرآن الكريم.

 

تردد

تبث على تردد (FM 98.2) في القاهرة الكبرى. وعلى تردد (99.6fm) في المحلة الكبرى وعلى (90.1fm) في الإسكندرية وعلى (98.0fm) في مدينة بورسعيد، وعلي القمر الصناعي النايل سات 11766h.

 

 

 

 

 

اعلان