في اليوم العالمي للمرأة.. نرصد قصص «المناضلات» ضد الاختفاء القسري

كتب:

فى: أخبار مصر

12:30 08 مارس 2017

أعوام تلو أخرى تمر عليهن دون معرفة مصير أزواجهن أو أبنائهن بعد اختفائهم قسريا، لكن الملل من البحث لا يبدو خيارا أمامهن في رحلة شاقة لا تتوقف بحثا عن أمل مفقود، تتخللها أحيانا مناسبات كاليوم العالمي للمرأة، يبتسمن في تعب، ويواصلن رحلتهن في صبر مرير وبإرادة لا تنكسر.

 

 

 البحث عن حكاية

تحمل صورته دائما، لعل أحدهم يخبرها بعد خروجه من السجن، برؤية زوجها خالد عز الدين، المختفي منذ أحداث المنصة التي جرت في 27 يوليو 2013، وتتواصل مع كافة أهالي المختفين، أملا في معلومة واحدة أو حكاية عن رفيقها الغائب.

 

 

بعد عام 2013 توقفت حنان بدر الدين، زوجة خالد، عن النظر إلى نتيجة الحائط، تشعر أن التاريخ توقف، ولا تستطيع قراءة السنوات التي أتت بعده، الأرقام مشوشة، فقط هذا العام واضحاً أمامها، على حد تعبيرها.

 

 

على شاشة التلفزيون، شاهدت حنان زوجها مصابا في قدمه برصاصة، ورأت آخرون يضعونه في في عربة إسعاف لنقله لإحدى المستشفيات، لكنه اختفى بعدها.

 

 

تملك حنان ذلك التسجيل المصور، وقدمته لجميع الجهات لكن دون نتيجة، على حد قولها.

 

 

تتابع زوجة عز الدين: بدأت البحث في قسم الخليفة وداخل المستشفيات، وخلال رحلة شاقة تلقيت بعض الأخبار من مجموعة من الشهود بوجوده داخل سجن طرة، لكن الداخلية أنكرت وجوده داخل السجن، حتى وصلني خبر نقله إلى سجن العازولي الحربي قبل أن يتم نقله مرة أخرى منذ 8 شهور لمكان غير معلوم حتى الآن. 

 

 

لم تفرط حنان في الأمل، وحاولت التواصل معه برسالة طويلة على أمل أن يقوم أحد بإدخالها له، لكنه، كما تروي، جرى نقله فجأة إلى سجن العازولي الموجود بمعسكر الجلاء، وهناك تلقت وعدا من أحد المحامين بإدخال الملابس له لكن الرسائل ممنوعة، فبدأت في الكتابة على ملابسه وخوفا من عدم تمكنه من رؤيتها حفرت على قطع الصابون رسائلها، لكن تم منعها أيضا.

 

 

تقول حنان إنها كانت تعلم أن محاولتها ستفشل بنسبة 99%، ولن تصل الرسائل "حتى المحاولات حرمونا منها، كانت بتريحنا وتحسسنا إننا بنعمل حاجة مش عاجزين". هكذا أضافت.

 

 

تصورت حنان أنها وحدها في رحلة البحث عن زوجها، لكنها تعرفت بعد فترة على أمهات وزوجات مختفين منذ 25 يناير؛ الحالة الأولي كانت لمحمد صديق الذي تعيش والدته على أمل أنه ما يزال على قيد الحياة، وما زالت تبحث عنه، وتصل لها في بعض الأحيان أخبارا عنه، كان آخرها في عام 2013.

 

 

تحاول حنان التواصل مع كل من خرج من سجن معسكر الجلاء على مدار الـثلاثة أعوام الماضية، رغم تأكيد العديد لها رؤيته بالداخل، إلا أنها تطمع في العثور على من تحدث معه أو يروي لها حكاية عنه، بحد تعبيرها.

 

 

حلم بشاهد قبر

تعود آخر مرة شوهد فيها محمد خضر بالقرب من طيبة مول، مصابا إلى يوم 14 أغسطس 2013 أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، وتقول والدته إن الجرافات التي شاركت في الفض مرت بعدها من نفس المكان.

 

 

لم يكن محمد واحدا من المختفين قسريا الذين تخرج أخبارهم بين الحين والآخر من السجون على لسان من تعرفوا عليهم، وتشير والدته أنها تعلم أنه نجلها تم قتله، لكنها فشلت في العثور على جثمانه.

 

 

ولم يكن محمد بمفرده في قائمة الذين لا أثر لهم، حيث تقول والدته إن هناك حالتين بنفس ظروف الاختفاء وهم سعيد حسانين من إمبابة ومحمود إبراهيم من طنطا، حيث فشلت أسرة كل منهما في العثور على أثر لهما.

 

 

أربعة أعوام إلا قليلا مرت على اختفائه، إلا  أن والدته لم تكن لتقبل خسارة نجلها الوحيد دون معرفة حقيقة ما حدث له، أو تكون قادرة على زيارة قبره، مؤكدة أنها تعلم أنه لن يعود حيا، كل ما تريده استرجاع جزء صغير من جثمانه لتتمكن من دفنه، تنهي حديثها :"لا أطمع في الكثير، فقط زيارة قبر".

 

  

مكاوي ورحلة لا تتوقف

ثلاثة أعوام مرت على اختفاء أشرف شحاتة قسريا، ورغم ذلك مازالت زوجته مها مكاوي تبحث عنه، تكتب تدوينات على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" عن قصة زوجها، ولا تعلم متى سينتهي هذا الكابوس لكنها لا تفقد الأمل.

 

 

في يناير 2014 خرج أشرف شحاته من منزله قائلا لزوجته:" أنا رايح أمن الدولة أشرب فنجان قهوة هناك النهاردة" اختفى بعدها ولم يعد، بحسب تعبيرها.

 

 

خلال الأشهر الأولى كانت المعلومات الواردة لها أنها مجرد تحريات وسيخرج أو سيوضع اسمه في قضية، وبعد تأكدها من وجوده بمقر أمن الدولة بأكتوبر والحديث عن إمكانية إتاحة زيارته، قررت الذهاب للمقر، إلا أنها بمجرد السؤال عنه سمحوا لها بالدخول لرئيس الجهاز مباشرة، معلقة: “شعرت أنها مجرد محاولة للتمويه على وجوده لديهم".

 

 

بعد عامين من الاختفاء كانت لدى مكاوي العديد من التساؤلات بلا إجابة، من تلك التساؤلات: لماذا لم يحقق في البلاغات، ما هي خطورة أشرف عليهم"، لكنها تعود لتجيب: "كفروا عن تخاذلكم بالإفراج عنا"، وبحلول عامه الثالث ما زالت تردد :"صلوا في كل بقعة طاهرة لأجلنا ولا تنسونا من دعائكم".

اعلان