سواقة ستات!

سواقة ستات!

منى النمورى

منى النمورى

02 مايو 2014

لاحظ حين تركب سيارة خاصة كانت او عامة ماذا يكون رد فعل السائق حين تأتى سيارة تقودها سيدة فى طريقة فتعرقله بأى شكل من الأشكال عن أن يسير بالسرعة المطلوبة أو عن خطف غرزة سريعاً قبل أن تحمر الإشارة أو حتى دون سبب منطقى للعجلة من أجل لذة العجلة ذاتها وسيطرة القيادة، هل لاحظت؟ ماذا يحدث؟ ماذا يقولون؟

" يا دى الشلل يا ست انت ( إحذف كلمة ست وضع ما قد تتخيل من كلمات تٌستخدم عادة للمراة فى بلدنا، كل ماتتخيل مما قد تسمح به الرقابة أو لاتسمح !)"

" خنقتنيى الله يحرقك"

" ملعون أبو اللى إداكى الرخصة"

" أقعدوا فى بيوتكوا بقى قرفتونا"

وهذه مجرد عينة مما يٌقال وقد يتطورلفتح زجاج شباك السائق وتوجيه الكلام مباشرة للسائقة مصحوباً بحركات من اليد أو الوجه. وليس معنى كلامى أن السيدات لايرتكبن الأخطاء فى قيادة السيارات ولا يقدن ببطء أكثر من اللازم أحياناً لكن ما أود قوله أن السيدات والرجال يرتكبن نفس الأخطاء احياناً واحيان أخرى اخطاء مختلفة لكن توصم قيادة السيدات دائماً بالغباء او البلادة او قلة المهارة فقط لأنهن سيدات.

لاحظ مرة أخرى، سامحنى أعرف أنك قد ضجرت منى الآن، لاحظ عدد السيارات التى تكسر كل قواعد المرور تماماً وتمشى بشكل معاكس أو تكسر الإشارة أو تتجاوز ماحولها من السيارات مما قد يعرض حياة الجميع للخطر. لاحظت؟ كم من سائقى هذه السيارات من الرجال وكم من النساء؟ ستجد بعد ملاحظة دقيقة لمدة يوم واحد أن اغلب السيارات من النوع الأخير يقودها رجال وليسوا نساءً وانهم يرون فى هذا شطارة وفهلوة ومهارات قيادة عالية. وانه ببعض المنطق وعدم التسليم بالأفكار الجاهزة التى توصم سواقة الستات بالفشل ستجد ان قيادة السيارات فى مصر بشكل عام ظاهرة فريدة، لاتحكمها قواعد غير انها لعبة موت ، مغامرة ، حظ ، وأن معظم السيدات يقدن السيارات بدافع إنهاء المشاوير والبعد عن البهدلة والتحرش وأنهن لايستمتعن بهذا على الإطلاق وان عليهن إستنفار كافة حواسهن لعدم الوقوع فى المشاكل لأن معناها بهدلة من نوع آخر من صراخ مع آخرين وربما يتطور الأمر الى خناقة وذهاب الى القسم ....الخ.

بمعنى أن الضغوط المجتمعية قد تٌشكل سواقة المرأة بالشكل التى هى عليه، وربما هناك فروق بيولوجية بين الرجل والمرأة تجعل التوافق الذهنى والحركى للرجل أسرع من المرأة، نفس الفروق التى تجعل المرأة أكثر صبرا على تعب الأطفال فى ناحية ثانية، إختلافات الجنسين لابد ان تكون مفهومة ومقبولة لأنها ما تجعل الحياة ممكنة.

لاحظ الآن وللمرة الأخيرة نفس هذا القياس السابق على أفكار أخرى مثل "كلام ستات"، ماذا تجد؟

دون ملاحظاتك لنفسك من فضلك. فكر وفكر وفكر، كم من الأفكار القديمة سيبقى فى ذهنك؟