
هاتف ذكى ذكى!

منى النمورى
06 يونيو 2014
منذ عامين تقريبا إشتريت هاتف ذكى مثل الكثير من المصريين وأبهرتنى وقتها فكرة أن تليفونى بالإضافة الى كل وظائفه الأساسية من عمل تليفونات ورسائل وآلة حاسبة ونتيجة ووو الى آخره..يستطيع أن يربط بين كل مواقعى على الشبكة ويربط بين أصدقائى ويأتينى بصورهم وتحديثات حياتهم فى التو واللحظة ، وبإمكانه أن يحمل عدد لانهائى من البرامج التى تهدف للربط بين الناس وبعضها على البعد صوتاً وصورة كما أنه يضبط القبلة وإتجاهات السير تستطيع ان تسأله ويجيبك ويأتيك بالعنوانين ولا ينقصه سوى ان يقشر لك البطاطس ويهرش لك فى ظهرك إذا إحتجت!
وغيرت تليفونى الذكى مرة او مرتين إستجابة للمدنية الحديثة وإلحاح الأولاد بان اواكب العصر الحديث والموديلات الجديدة حتى إستقر فى يدى من ثلاثة أشهر هاتف إبن حلال يقدم لى ما أحتاجه وزيادة ثلاث او أربع حبات وحجمه معقول وبات بيننا قصة إستلطاف تنبئ بانه سيكون معى لفترة "مش بطالة"
لكن هاتفى الذكى يتصرف بشكل عجيب جدا هذه الأيام. فمنذ عاد التوقيت الصيف للعمل فى مصرنا الحبيبة بعد ان توقف ثلاثة أعوام متصلة لا يستطيع هاتفى إستيعاب هذا التغيير. كلما ضبطت الساعة عادت للوراء مرة أخرى بعد فترة، فإذا لغيت الضبط الذاتى للهاتف بناء على نصائح المتخصصين، اجده قد قدم الساعة مرتين. أعود وأضبط من جديد فيختلف كل شئ من جديد، وأصبح من العادى أن تفوتنى مواعيد أو أن أظل تائهة فى معضلة (هى الساعة كام دلوقت؟)
"شيلى البطارية والشريحة وسيبيهم شوية كده" صديق من اللى بينفخوا فى الكاميرا عشان تشتغل.
"رجعى ضبط المصنع" صديق عاقل!
"سيبيه فى حاله، كلها اسبوعين وترجعى الساعة تانى..ده رمضان جاى يجرى أهه..ساعتها التليفون حينفجر من الغيظ" صديق متغاظ من فكرة التوقيت الصيفى!
"تليفونك إحساسه بالوقت حقيقى! تليفونك محترم" صديقة فيلسوفة!
"غيريه يا ماما..ده نزل موديل جديد بقى من سا...حكاية!" عرفتوا مين طبعا!
" الشركة دى مش نافعة..يا إما ..آ...يا بلاش!" صديقة متعصبة لهواتف ذكية بعينها.
ولم أفعل اى من هذا..تغيير الموبايل مسألة شديدة الإزعاج وتحتاج إستعداد نفسى ومالى لا املكهما الآن ، وكل ما أريده أن أفهم لماذا لا يفهم هاتفى انا تحديداً مسألة التوقيت الصيفى؟ هل هو هاتف ذكى لدرجة الإحساس النفسى بصاحبه؟ هل السبب انه موديل حديث أٌخترع بعد ما توقفت مصر لسنوات عن العمل بالتوقيت الصيفى؟ بمعنى أنه لم يتم ضبطه لهذا التوقيت فى المصنع؟ هل مصنعوا التكنولوجيا فى الغرب لا يفهمون ما يحدث هنا سياسياً وإجتماعيا لهذه الدرجة لأننا بالنسبة لهم مجرد أسواق يردمونها بالمنتجات فقط؟ وهل حقاً كنا نحتاج التوقيت الصيفى لمدة شهر ونحن نعلم اننا لامحالة سنغيره مع بداية الشهر الفضيل؟ خاصة ان وزير الطاقة قد قالها بصراحة أن التوفير سيكون طفيفاً، بمعنى أنه غير مجدى. هل يتساءل هاتفى الذكى مثلى لماذا لا نفكر خارج الصندوق أبداً فى حلول لمشاكلنا؟ أم ان القرار كان المقصود به إشارة مبدئية بضرورة سماع الكلام؟