تزوجي رجلًا يحب القراءة

تزوجي رجلًا يحب القراءة

نورا ناجي

نورا ناجي

18 سبتمبر 2016

على غرار النص الشهير الذي ترجمه محمد الضبع، "أخرج في موعد مع فتاة تحب القراءة" والذي تم تحويره وتطويله ومعارضته في الكثير من المقالات والكتب، أفكر اليوم في أهم صفة يمكن أن تتمناها الفتاة في رجل تتزوجه، الأمر ليس شاعريًا صرفًا كما جاء في النصوص والكتب السابقة، لكنه في الواقع هام للغاية، ليس لامرأة تحب القراءة فقط، بل لجميع النساء على الأرض.


الهوايات تختلف والميول تتنوع، ربما يحب رجلك الرسم أو الموسيقى أو ممارسة الرياضة، وكلها أمور هامة وأساسية في تكوين شخصيته، لكن القراءة وحدها ما تجعلك واثقة أن هناك أمر واحد لن تعانيان منه أبدًا، وهو الملل.

الرجل الذي يحب القراءة سيجد دائمًا موضوعًا ما تتحدثان فيه، حتى لو كان ببساطة الحديث عن آخر كتاب قرأه، عن قائمة مشترياته اليوم من الكتب، عن شخصية ما يتحمس لها، أو عن حتى كتاب سخيف لم يستطع إكماله.

الرجل الذي يحب القراءة، يعرف جيدًا أن يذهب بكِ، يعرف أماكن ربما لم تخطيها من قبل، لم تدركي حتى وجودها، أو ربما مريتِ عليها ولم تتحمسي لها، يستطيع هو تحويلها لمكان لا ينسى، ببعض التفاصيل، وبعض الكلمات، وبقدرته الهائلة على الوصف.

الرجل الذي يحب القراءة، يملك قصة عن كل وأي شيء، عن حتى شكل الفنجان الذي تتناولان فيه قهوتكما، وإن لم يملك قصة جاهزة، سوف يخترع واحدة فورًا، الحياة مع مثله تنطبق عليها مقولة أوسكار وايلد "الطبيعة تقلد الفنان" لأنه بالتأكيد سيستلهم الكثير من التصرفات الرومانسية من أبطال رواياته، معه ستتمكنين من الاستمتاع بكل القصص التي كنت تدمعين وأنت تقرأينها، لأنه قادر على تنفيذها وتحقيقها لك في الواقع.

الرجل الذي يحب القراءة لم يسخر من أحلامك مهما بلغت، هو رجل يعيش على الأحلام ويصدقها، لذا رغبتك في امتلاك عباية إخفاء هاري بوتر نفسها لن تدهشه، ربما ساعدك حتى في البحث عنها برغبة صادقة فعلًا وكأنكما تبحثان عن فستان جديد في المركز التجاري.

الرجل الذي يحب القراءة قد يكون مزاجيًا جدًا، قد يكون قاسيًا أحيانًا، ربما يصيبك بخيبة الأمل والحزن، لكنه في نفس الوقت قادر على مصالحتك بأفضل الطرق وأذكاها، قادر على إسعادك بكلمتين، ثم أن هذه الدراما محببة للسيدات، وبدونها لا تستقيم الحياة.

الرجل الذي يقرأ ليس شرطًا أن يكون رائعًا جدًا كزوج، ربما يملك كل عيوب ومساويء أي رجل آخر فيما يتعلق بالحياة الحقيقية ومسئولياتها ومصاعبها، لكنه على الأقل سيعرف كيف يتظاهر بعكس ذلك، كيف يحاول التغلب على ذلك، حتى يظل متقمصًا روح شخصيات أبطاله المثالية في الكتب، وهو فوق كل هذا، أبًا عظيمًا بلا منازع.

الرجل الذي يقرأ ربما يعيش يومه كاملًا مثل أي شخص آخر، لا يتميّز عنهم ظاهريًا، ربما لا يقرأ معك كتابًا على الأريكة كما تشاهدين في الأفلام، لكنه سيقصه عليك بحماس إن أعجبه وأنتما واقفان معًا في المطبخ تعدان العشاء، أو تتجولان في السوبر ماركت، أو حتى تشتريان مستلزمات المدرسة للأطفال.

الرجل الذي يقرأ ربما يكون صعب التعامل معه، فهو يتوقع منك أن تكوني برقة بطلات رواياته، بمثل جمالهن ومثاليتهن، بتعقيدهن ومناوراتهن، ربما حتى يتركك من أجل البحث عن صورة خيالية لن يجدها غالبًا، لكنه سيترك لك رغم ذلك قصة جيدة جدًا، ربما تكتبينها أنت في كتاب يقرأه هو مستقبلًا، ربما تحققي نجاحك في الحياة بسببه ولو لم يعرف ذلك، ربما تتحولي أنت إلى قصة أخرى، وتصبحين في النهاية بطلة خيالية لدى شخص آخر يحب القراءة، ويترك بسببها حبيبته من أجلك.