
الزومبيات اللاتي يسرن من حولنا

نورا ناجي
29 أكتوبر 2016يقولون أن المرأة عندما تفعل شيئاً برغم إرادتها، تنقص روحها قطعة صغيرة في كل مرة، تتناقص القطع حتى تنتهي تماماً، تصبح مستهلكة، شبه ميتة، دون أن تشعر أو يشعر أحداً.
الرجل يحب فرض سطوته على المرأة في معظم الأحيان، هذه عقدة دفينة لا يعلم لها سبباً ولا بداية، يعشق الرجال المرأة الناجحة القوية الواثقة، فقط ليرضي غروره بتحويلها إلى شخص آخر، لا تعرف نفسها ولا يعرفها أحد، خمسة أمور تتنازل عنها المرأة دون أن تدري، أو ربما باسم الحب والاحتياج ورغبة في الإرضاء، لكن في الواقع الحب لا يقتل، ولا ينتقص من روحك، ولا يجبرك على فعل شيء لا تريدينه، ولا يحولك إلى زومبي يسير ويتحرك وتكلم دون حياة حقيقية.
الرجل يحب فرض سطوته على المرأة في معظم الأحيان، هذه عقدة دفينة لا يعلم لها سبباً ولا بداية.
تغيير مظهرك
النقطة الأساسية التي يهوى الرجال تغييرها بلا دافع حقيقي، إن كنت غير محجبة، يصبح الشرط الأساسي لإكمال العلاقة هو ارتداءك للحجاب، في بعض الأحيان يحدث العكس أيضاً، تغيير ملابسك، وزنك، لون شعرك، هذه الطلبات الأنانية تعني أنه لا يحبك أنت، إنه يحب فكرة ما تشبهك، يريد تغييرك لتتحولي إليها، الحب الحقيقي لا يهتم بكل هذه الأمور، الوضع الصحيح هنا هو تشجعيك لفعل ما تريدينه أنت وليس شخصاً سواك.
هذه الطلبات الأنانية تعني أنه لا يحبك أنت، إنه يحب فكرة ما تشبهك، يريد تغييرك لتتحولي إليها.
كبت شغفك وطموحاتك
المشكلة هنا أن طموح المرأة لا يتوقف ربما بعكس الرجل الذي يبحث عن استقرار كاف ليتوقف نهائياً عن التطلعات، ويتعجب من استمرارك في ذلك، قتل شغفك بهواية ما، أو منعك من العمل هو في الحقيقة عنف معنوي لا يمكن تحمله، لا أحد يجب أن يقف في طريق أحلامك، وإن سمحت بذلك، لن يندم أحد سواك، العمل بات ضرورة حتمية للمرأة، ومن يرفض ذلك فهو في الواقع يرغب في إخضاعك وعدم منحك الفرصة للاختيار بينه وبين أي شيء آخر.
طموح المرأة لا يتوقف ربما بعكس الرجل الذي يبحث عن استقرار كاف ليتوقف نهائياً عن التطلعات.
انتظار موافقته
بعيداً عن الأمور الأساسية التي يجب مناقشتها بين الزوجين، أو إعلام أحدهما الآخر بمكانه، هناك قرارات يجب أن تتخذيها بمفردك دون انتظار الموافقة، من بينها قرارات العمل، الدراسة، وأيّ شيء يتعلق بالأهل، اختيار الصديقات، وحرية السفر.
إلغاء خططك الموضوعة سلفاً
لا شيء يعادل قهر إلغاءك لميعاد هام، أو رحلة ضرورية، أو خطة ما مع الأهل أو الأصدقاء، بناء على أمر علوّي صادر من الرجل، الغريب أن هذا الأمر يكون بلا أسباب منطقية في معظم الأحيان، إنما هي فقط طريقته في إحكام السيطرة عليك، وإعلامك أن حياتك لم تعد ملكك، في اللحظة التي تلغين فيها خطتك المسبقة من أجل الرجل، إعلمي أنك فقدت نفسك إلى الأبد.
السماح له بتغيير شخصيتك
لقد رأيت هذا التحول الكبير يحدث للكثير من النساء الذين أعرفهن جيداً، صديقة المدرسة الشغوفة المتطلعة تتحول إلى سيدة منزل مستكينة لا تملك حتى فرصة الخروج مع الأصدقاء وحدها، صديقة العمل الماهرة الذكية، تتركه من أجل الزواج وبدافع الحب، فتيات متحمسات وحالمات يتحولن إلى ما يشبه الزومبي، يمشين بلا روح أو عقل، يتبعن خطى الآخر، وينسين أيّ شيء يتعلق بأنفسهن.
صديقة المدرسة الشغوفة المتطلعة تتحول إلى سيدة منزل مستكينة لا تملك حتى فرصة الخروج مع الأصدقاء وحدها.
من أنت حقاً؟ ما الذي تريدينه من حياتك؟ وإن كان ذلك ببساطة اختيارك لنوع الكتب التي تقرأينها، الأصدقاء على الفيسبوك، انتهاء بإكمال دراستك أو التقدم في عملك، كيف يمكن أن تسمحي لأي شخص آخر بدعوى الحب أو الزواج أن ينتقص من روحك؟ أو يقتل طموحاتك؟ إن كنت تعتقدين أن هذا هو الحب فيؤسفني إخبارك بأنه ليس كذلك، هذا هو المثال الحيّ للعنف الزوجي الذي يمارس كل يوم من حولنا وعلينا وعلى أحباءنا دون أن ندري.