«جون السيسي» في مرمى مصر!

«جون السيسي» في مرمى مصر!

سليمان الحكيم

سليمان الحكيم

26 فبراير 2018

 

هل يمكن أن تكون إسرائيل في عيد لأن السيسي نجح في إحراز هدف في مرماها؟ أم أنها في عيد لأنها نجحت في إحراز هدف في مرمى مصر بأقدام السيسي؟

 

فور التوقيع على اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر وقف نتنياهو خطيبا ليزف الخبر إلى الشعب الإسرائيلي واصفا نجاحه في عقد الصفقة بأنها "عيد لإسرائيل ". وحتى يتبرأ السيسي من الصفقة تجنبا لغضبة شعبية سارع بالتصريح قائلا إنها بمثابة "جون" أحرزته مصر في هذا الملف، ذلك بعد أن فشل في التنصل من هذه الصفقة قائلا بأنها لم تكن بين الحكومة المصرية وإسرائيل بل كانت بين إحدى شركات القطاع الخاص المصرية وشركة إسرائيلية. أي أنها لم تكن بين حكومتين ولكنها كانت بين شركتين في مصر وإسرائيل وهو ما يثير عددا من الأسئلة المنطقية.

أول هذه الأسئلة: هل كان يمكن أن تقوم شركة مصرية حتى وإن كانت شركة خاصة بعقد مثل هذه الصفقة في ظل علاقة عدائية وغياب علاقات طبيعية أو ما يعرف بتطبيع العلاقات بين الحكومتين المصرية والإسرائيلية كما نصت عليها اتفاقية كامب ديفيد بين الحكومتين؟

 

وهل كان يمكن عقد هذه الصفقة ما لم تحظ بمباركة وتسهيل من البرلمان المصري الذي أقر قبلها قانونا يسمح للشركات المصرية بالتجارة في الغاز الحكومى استيرادا أو تصديرا، بعد إعداده للتصدير في معامل مملوكة للحكومة المصرية في دمياط وادكو، وعبر أنابيب مملوكة أيضا للحكومة المصرية؟

 

لقد حاول حسين سالم قبل ذلك أن يبرىء نفسه من جريمة تصدير الغاز لإسرائيل فقال في أثناء محاكمته بأنه لم يقم بذلك إلا بعد أن أجبرته المخابرات المصرية على عقد الصفقة فكان مكرها على تصدير الغاز المصري لإسرائيل وبأسعار تفضيلية تقل عن أسعاره في السوق العالمى بإيعاز من الحكومة والمخابرات المصرية.

 

ومنذ ذلك الحين أصبحت حقول الغاز المصرية في حوزة المخابرات تحدد سعره والجهات التي يتم تصديره إليها. ورغم ثبوت ذلك في أوراق المحاكم المصرية يأتي السيسي محاولا تجاهله وإنكاره قائلا بأن استيراد الغاز من إسرائيل تم عن طريق إحدى الشركات الخاصة. فهل كانت شركة حسين سالم إلا شركة خاصة جرى توجيهها عن طريق المخابرات والحكومة. وبتسهيل قانونى اكتسب شرعية البرلمان الذي شكلت الحكومة أعضاءه بمعرفتها؟

 

كل ذلك يؤكد الشكوك في صحة "الجون" الذي قال السيسي أنه نجح في إحرازه في مرمى إسرائيل، ليصبح هدفا لصالح إسرائيل أحرزه السيسي في مرماه بنيران صديقة، خاصة وأن الغاز المستورد من إسرائيل هو غاز مستخرج من حقول مستحقة لمصر وقد تنازل السيسي عنها لإسرائيل في اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الحكومتين، لتصبح تلك الاتفاقية هدفا أحرزه السيسي في مرمى مصر لصالح إسرائيل لتتوالى بعده الأهداف في مرمى مصر الخالى من حارسه!