ليست انتخابات.. وليست حرة!
سليمان الحكيم
28 مارس 2018
الانتخابات مثل الصلاة، لها شروط لصحتها، إذا ما خالفتها بطلت. ومبطلات الصلاة معروفة. كما أن مبطلات الانتخابات معروفة أيضا. وقد نهانا الله في قرآنه عن المراءاه "الذين يراءون ويمنعون الماعون".
والمراءاه هي التظاهر بعمل الفعل بغرض الشهرة ونيل الإعجاب من الآخرين. فالمراءون هم الذين يتظاهرون بالصلاة ليراهم الناس فيشهدوا لهم بالتقوي والورع. أما المراءاه في الانتخابات فهي التظاهر بالتأييد بهدف الحصول على مكسب ما أو تحقيق مصلحة معينة.
والمُطالع للصور المنشورة أو المصورة أمام اللجان يؤكد أن معظم من احتشد للإدلاء بصوته أمام اللجان قد ذهب من أجل "اللقطة". وحب الظهور. وليس أداء لحق إتاحة القانون، أو تخليصا لذمة. وقد شاهدت - على سبيل المثال - الراقصة فيفي عبده، وغيرها الكثير من الفنانين أو رجال الأعمال المشهورين وقد ذهبوا إلى اللجان لالتقاط الصور بغرض الحصول على شهادة بالمشاركة، وتأكيد الولاء انتظارا لمصلحة ثمنا لذلك.
وقد حرصت فيفي عبده على الوقوف أمام الكاميرا لالتقاط الصورة وسط حشد من الجماهير أمام الصندوق ممسكة ببطاقة التصويت وهي تؤكد أمام جميع الحاضرين بأنها قد اختارت المرشح عبد الفتاح السيسي. وكان المفروض أن تقوم اللجنة بإبطال صوتها لأنها خرقت شرطا قانونيا بسرية التصويت التي نص عليها القانون والدستور. فضلا عن تصويرها داخل اللجنة. وما فعلته فيفي عبده فعله الكثير من الفنانين ورجال الأعمال بل والرئيس السيسي نفسه خرقا للقانون دون أن تلفت اللجنة نظر أحد منهم بالمخالفة القانونية التي ارتكبها داخل اللجنة.
وليتهم اكتفوا بذلك فقط، بل خرقوا الصمت الانتخابي الذي فرضه القانون قبل الانتخابات وإثنائها بالقيام بحث المواطنين على انتخاب مرشح بعينه بل وإكراه المواطنين على ذلك، مما يتنافى مع شرط "الانتخابات الحرة" كما وصفها القانون والدستور تأكيدا لصحتها. فلا إكراه لمواطن على الإدلاء بصوته لمرشح معين. كما أن إذاعة الأغاني عبر ميكرفون أمام اللجنة، وقيام البعض بالمجاهرة باسم مرشح عبد الفتاح السيسي ودفع المواطنين أو تحريضهم على التصويت له أمام اللجان ورفع صورة وتعليق اللافتات له على حوائط مقرات اللجان الانتخابية وتوزيع المواد التموينية والرقص والهتاف داخل اللجان كل ذلك يبطل التصويت داخل تلك اللجان لارتكاب البعض مثل تلك الأعمال المخلة بسلامة الانتخابات وصحتها. فإذا رصدنا حدوث ذلك كله أمام معظم اللجان على مستوى القطر، فإن ذلك يعني أكثر ما يعنيه أنها من بدايتها إلى نهايتها ليست انتخابات، وليست حرة!