
هل حقق السيسي وعوده الانتخابية السابقة؟

ممدوح الولي
13 يناير 2018
خلال حملته الانتخابية في مايو 2014 لتولى منصب رئيس الجمهورية، أطلق وزير الدفاع السابق سيلا من الوعود والتى لم يتحقق الكثير منها في ضوء اقتراب انتهاء مدة رئاسته، دون أن نشاهد أى تقييم موضوعى من قبل المؤسسات الإعلامية والجهات البحثية للفترة الرئاسية، في ظل إعلام الصوت الواحد وحجب المواقع التي لا يرضى عنها النظام.
ففي السادس من مايو 2014 أجرى الإعلاميان إبراهيم عيسى ولميس الحديدى حوارا معه جاء فيه: أنه يستهدف استصلاح 4 مليون فدان، وإنشاء 22 مدينة للصناعات التعدينية، وبناء 8 مطارت جديدة، و26 مدينة ومركزا سياحيا، وزيادة عدد المحافظات إلى 33 محافظة، على أن تكون سيناء ثلاث محافظات في التقسيم الجديد للمحافظات، وزيادة الظهير الصحراوى لكل محافظة ما بين 50 ألف إلى مائة ألف فدان، وأن امتداد العاصمة سيصل إلى العين السخنة.
وقال أن الدين الداخلى والخارجى يصل 1.78 تريليون جنيه ولا ينبغى أن يورث للأجيال القادمة، وقال أنه لا يمكن رفع الدعم مرة واحدة لأن الناس لن تتحمل، وقبل رفع الدعم لا بدَّ من إغناء الناس أولا، وأن المواطن سيشعر بالتحسن خلال سنتين، وأن ذوي الاحتياجات الخاصة لهم الرعاية الأولى لظروفهم.
الوعد بدعم ثقافة الاختلاف!
وعد السيسي بتطوير شبكات الرى بالدلنا لتوفير 10 مليارت متر مكعب من المياه سنويا، وأنه لا بدَّ من إنشاء أسواق جديدة بالقرب من الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية ويمكن تحقيق ذلك خلال خمسة أشهر.
وقال أنه خلال عملية التمويل للمشروعات لن يمس ذلك الفقير، فهذا هو الوقت الذي نحتاج فيه أن نقف إلى جانب بعضنا البعض، وطالب من لم يقدر فعليه أن يبتعد ولا يجرب في مصر.
وفي حواره مع رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف في الثامن من مايو 2014 قال الجنرال أن الإقصاء يتعارض مع الديموقراطية، وأن ثقاقة الاختلاف لا بدَّ أن ندعمها ويقودها النخبة والمثقفون.
وذكر أن العدالة الاجتماعية لن تكن أبدا على حساب الغلبان والفقير، وسوف تعطى الفقير ولن تأخذ منه، وقال "أنا شفت الغلبان وفاهم يعنى إيه ثقافة العوز، وليس لدينا سوى الترفق بالناس".
وفيما يخص الاحتكارت والأسعار قال إنه لن تكون هناك مافيا واحتكارات وكلام من هذا القبيل في أى قطاع بالدولة، وإحنا موجودين مع المصريين ولازم يكون فيه سعر مناسب يستفيد منه الفقير والمحتاج، وآليات السوق يجب أن تتحرك من أجل نصرة المحتاجين، وأنا أخشى من يوم يخرج فيه المصريين على المصريين.
وفي حديثه لرئيسى تحرير جريدتى الأهرام والأخبار في السادس عشر من مايو 2014، قال المرشح الرئاسى أن خطابه ليس خطاب العواطف، وعندما كنت أقول للناس: أنتم نور عينينا كنت أعنيها.
علاج الفقر أولا
وذكر أن المهمة المباشرة هي الخروج بملايين الفقراء من دائرة الفقر، ثم تأتى بعد ذلك المهمة الرئيسية في بناء الدولة الحديثة، فالتحدى الأكبر أن مصر لا بدَّ أن تعبر حالة العوز وتخرج من فقرها، فالفقر هو المعول الذي هدم مؤسسات الدولة.
وأوضح أنه سيتم إضافة عشرة آلاف ميجاوات كهرباء من الطاقة الشمسية من خلال إقامة ثلاث محطات كبرى، في جنوب هضبة الفيوم وشرق العوينات وأسوان، وأنه سيتم تخصيص ما بين 3 إلى 4 مليارات جنيه لكل محافظة في العام الأول لتطوير البنية الأساسية، ووضع مصر على خريطة الاستثمار مع الاهتمام بمحافظات الصعيد وسيناء ومطروح وحلايب وشلاتين.
أما عن الزراعة فهناك مشروع لإقامة مصانع زراعية، عبارة عن صوبة متعددة المستويات تقام على ثلاث طوابق فوق الفدان الواحد، ليحقق الفدان ثمانية أمثال إنتاجية الفدان في الأرض القديمة، ويمكن زراعته بالخضروات والفواكه والنباتات الطبية، لتزرع الأرض القديمة بالذرة والأرز والقمح.
وهناك مشروع ضخم لتطوير أسطول نقل البضائع والسلع، لتجنب فقد ما نسبته 20 إلى 25% من المنتجات بسبب ظروف التعبئة والنقل، ومشروع آخر ضخم لتربية الماشية لتوفير اللحوم والألبان بأسعار رخيصة، وثالث لتوفير السلع الغذائية في المجمعات الاستهلاكية لضرب الغلاء والجشع.
أما المشروعات القومية الكبرى فهى: ممر التنمية ومحور قناة السويس وتنمية سيناء وكذلك توصيل غرب النيل بشرقه، والوصول بمحافظات الصعيد إلى البحر الأحمر، وذكر أن مشروع ممر التنمية يشمل إنشاء طريق بطول 1200 كيلو متر ومثل هذا الطريق ينشأ في عشر سنوات، لكنه لن يستغرق أكثر من 18 شهرا. وأن لديه برنامج متكامل لشباب مصر في المدن والقرى بالاستفادة من 4 آلاف مركز شباب بتحويلها إلى خلايا حية للنهوض بالرياضة والثقافة والمعرفة والوعى السياسى، ولذلك سيتم رفع كفاءة مراكز الشباب وإعادة تأهيلها من خلال تخصيص خمسة ملايين جنيه لكل مركز شباب.
وقال أنه سيعمل بكل قوة لإصلاح العشوائيات ورفع مستواها من حيث الخدمات والمرافق، وأنه سيدخل المياه والكهرباء إلى القرى المحرومة خلال عامين، وأن الفقير سيجد تحسنا في الخدمات له ولأبنائه في الصحة والتعليم، وقال: ما حدش أنصف الغلابة ولا أعطاهم حقوقهم.
وبعد كل هذا السرد لتصريحات الجنرال، نتوقع تكرار بعض تلك الوعود خلال الأسابيع القادمة، وبنظرة سريعة للواقع الاقتصادى والمعيشى للمصريين يتبين أن تلك الوعود لم تتحق، بل أصبح حال الناس والفقراء يتمنون أن تعود أسعار مايو 2014، ودولار مايو 2014 وديون مايو 2014، ومستوى حريات مايو 2014 رغم ما به من نقائص.