نداء عاجل للمحافظين

نداء عاجل للمحافظين

ممدوح الولي

ممدوح الولي

28 يناير 2018

 

كشفت نشرة المرافق العامة لعام 2016 الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، عن نقص حاد في عدد دورات المياه العمومية بالمحافظات، مما يؤثر سلبا على صحة المواطنين وعلى البيئة بتلك المحافظات، حيث بلغ عدد دورات المياه العمومية بالمحافظات 1433 دورة، ليصل متوسط نصيب الدورة الواحدة من السكان 66 ألف نسمه، وينخفض العدد بالنسبة للذكور المخصصة لهم دورات أكثر عددا من الإناث، بنحو 56 ألف ذكر لكل دورة مياه مخصصة للرجال، 82.5 ألف أنثى لدورة المياه الواحدة المخصصة للسيدات.

 

والمعروف أن هناك أمراض معينة تتطلب دخول دورات المياه على فترات متقاربة، كما يؤثر احتباس البول لدى البعض لمضاعفات صحية، وهناك شرائح اجتماعية تحتاج لتلك الدورات بخلاف سكان المدن، منهم القادمين من مناطق أخرى لأغراض تجارية أو خدمية، وكذلك الباعة الجائلين والسريحة وغيرهم، كما يرتادها سكان المناطق العشوائية الذين يعانون من نقص دورات المياه بأماكن سكنهم.

 

دورة لكل 664 ألف بالجيزة

ولهذا خصصت الأمم المتحدة يوما سنويا لتشجيع إنشاء دورات المياه العمومية، وهو اليوم العالمى لدورات المياه في التاسع عشر من نوفمبر، ومن المعروف أنه من الأسباب الرئيسية لرفض اللجنة الأولمبية إقامة بطولة كأس العالم بمصر منذ سنوات، كان بسبب نقص دورات المياه العمومية، والتى تعد أيضا من وسائل تقييم الدول سياحيا.

 

ورغم أن القاهرة تحتل المركز الأول في عدد دورات المياه العمومية بنصيب 224 دورة، تليها بورسعيد 158 دورة والدقهلية 150 والمنوفية 77، وكلا من المنيا وسوهاج 66 والإسماعلية 63 دورة مياه، إلا أن القياس بعدد سكان كل محافظة لكل دورة مياه بها أكثر دلالة، حيث توزع سكان الجيزة البالغ عددهم 8.6 مليون نسمة بالتعداد الأخير على 13 دورة مياه عمومية بها، ليصل نصيب الدورة الواحدة 664 ألف نسمة، ونفس الصورة المؤلمة بالأقصر التي بها دورتين عموميتين فقط، ليصل نصيب كلا منهما 625 ألف نسمة، وكذلك بقنا التي بها ست دورات عمومية فقط ليصل نصيب الدورة الواحدة 527 ألف نسمة.

 

وهكذا نجد نصيب الدورة الواحدة يصل إلى 287 ألف شخص بمحافظة ببنى سويف، و257 ألف نسمة بمحافظة الفيوم و191 ألف إنسان بمحافظة أسيوط، و184 ألف فرد من سكان محافظة الشرقية و115 ألف مواطن بالقليوبية و111 ألف مقيم بمحافظة الغربية و106 ألف من سكان محافظة البحيرة.

 

وعلى الجانب الآخر نجد الصورة أكثر تحسنا بمحافظة بورسعيد التي بها 158 دورة عمومية، مع صغر حجم سكانها ليصل نصيب الدورة الواحدة أقل من خمسة آلاف نسمة، وبالإسماعلية ليصل لأقل من 21 ألف نسمه للدورة الواحدة، وفي دمياط 27 ألف نسمة لنصيب الدورة الواحدة من سكان المحافظة.

 

فتح المساجد يخفف المشكلة

وكانت دورات مياه المساجد تقلل جزئيا من الآثار السلبية لنقص دورات المياه العمومية، إلا أن تشديد الإجراءات الأمنية لفترة ما بعد الثالث من يوليو 2013، تحتم فتح المساجد قبيل مواعيد الصلاة، وإغلاقها بعد الصلاة مباشرة مما ساهم في تعقد المشكلة.

 

ولقد كشف تعداد السكان الأخير عن وجود 8 مليون مواطن، يمثلون نسبة 8.5% من سكان مصر يستخدمون حمامات مشتركة، وأكبر عدد منهم بسوهاج بنحو 1.3 مليون مواطن، تليها محافظة المنيا بنحو 1.2 مليون ومحافظة أسيوط 1.1 مليون مواطن وقنا 661 ألف مواطن.

 

والغريب أن عدد دورات المياه العمومية قد اتجه للتناقص بالعديد من المحافظات خلال السنوات الأخيرة، فما بين عامى 2005 و2016 انخفض عدد دورات المياه العمومية بمحافظة الشرقية من 67 إلى 39 دورة، وبالغربية من 80 إلى 45 دورة وبالمنوفية من 90 إلى 77 دورة.

 

وبالجيرة من 75 إلى 58 دورة وكذلك انخفضت أعداد الدورات العمومية، بمحافظات الإسكندرية وبورسعيد والسويس والجيزة والفيوم وأسيوط والأقصر، بينما زاد عددها خلال نفس فترة المقارنة، بمحافظات الدقهلية وكفر الشيخ وبنى سويف والمنيا وسوهاج وأسوان.

 

كما كشف تعداد المبانى عن تدنى نسب اتصال المبانى العادية بخدمة الصرف الصحى، لتصل نسبة المبانى المتصلة لأقل من 41% من المبانى العادية، مما جعل نحو 8 مليون مبنى غير متصلة بالصرف الصحى، 1.3 مليون مبنى غير متصلة بشبكة مياه الشرب.

 

وهكذا يتطلب الأمر تخصيص موارد من قبل وزارة التنمية المحلية، التي يعرف وزيرها جيدا حجم المشكلة لإنشاء دورات عمومية بالمحافظات، والتى يمكن أن تستوعب جانبا من البطالة، وتخصيص جانب من المنح التي تحصل عليها وزارة التعاون الدولي لهذا الغرض، حيث تعد دورات المياه العمومية بالنسبة لكثير من المواطنين البسطاء ذات أولوية قبل العاصمة الإدارية الجديدة، وقبل المقر الصيفى للحكومة بمدينة العلمين بل وقبل كنيسة ومسجد العاصمة الإدارية، وأجدى صحيا واجتماعيا واقتصاديا من إنفاق مليار جنيه على انتخابات رئاسية صورية.