
عن الصبر والثبات

ممدوح الولي
16 فبراير 2018
الابتلاء من السنن الكونية التي لا مفر منها، لكنها قد ترفع قدر وشأن البعض عند الخالق، ممن صبروا وأيقنوا بجزاء الصابرين على البلاء، وتهبط بمنزلة آخرين باعوا أنفسهم عند أول ابتلاء، أملا في إرضاء الظالم خشية بطشه أو طمعا في عطائه الفانى.
وكم مرت على مصر وعلى بلدان عديدة العديد من المحن، وتجاوزتها الشعوب بصبرها ويقينها في قدرة الله وعدالته وانتقامه من الظالمين، وجعلهم آية للعالمين.
والسؤال أين ستالين رغم المذابح التي قام بها؟ وأين موسولينى وهتلر وغيرهم ممن أزهقوا أرواح الملايين؟
وكيف كانت نهاية صدام حسين وعلي عبد الله صالح والقذافي وجمال عبد الناصر وغيرهم ممن طغوا في الأرض، وضيعوا شعوبهم وبددوا مواردها على مغامراتهم؟
فلكل ظالم نهاية مهما طال عهده، ومهما تعددت القوى المساندة له، وكلما زاد طغيانه كانت عاقبته أشد، ولن تنفعه التحالفات الإقليمية أو القوى الغربية، التي لا تهمها سوى مصالحها.
فهل آوت الولايات المتحدة شاه إيران عندما ظل شريدا وطريدا، رغم ما قدمه للغرب من منافع ومكاسب على حساب شعبه؟
وهل حمت إيطاليا القذافى رغم المليارات التي حصلوا عليها منه؟ وهل أنقذت روسيا صدام حسين رغم علاقاته القوية معها؟
لا تظنوا الباطل قويا كلما زادت مظالمه، إنه أشبه بالكيان المنفوخ الأجوف، يحاول باستمراره في البطش أن يدارى اضطرابه وخوفه من محاسبته على الجرائم التي ارتكبها، لكنه هالك لا محالة، كما هلك كل الطغاة من قبل، وها هى البشائر تهل من زيمبابوى وجنوب إفريقيا.
المهم أن نصبر ونثبت على الحق، حتى نكون أهلا لنصر الله الذي وعد به عباده المؤمنين، الصابرين الثابتين على الحق رغم الابتلاءات والمحن والمصائب، فإذا لم نرَ النصر في حياتنا الدنيا، فهناك آخرة بها عدالة إلهية وخسف بالظالمين وعلو لشأن الصابرين.