
بيوت آيلة للسقوط

ممدوح الولي
04 مارس 2018
رغم تساوى عدد الضحايا والبالغ 12 قتيلا، بين حادثتى تصادم قطارى البحيرة وانهيار أحد مبانى منشأة ناصر الشهر الماضى بخلاف المصابين، لم يحظ ضحايا منشاة ناصر بنفس القدر من الاهتمام الرسمى والإعلامى.
وإذا كانت هناك إحصاءات رسمية دورية لعدد ضحايا حوادث السيارات والقطارات، فلا توجد إحصاءات رسمية لعدد ضحايا انهيارات المساكن المتتالية بالمحافظات، أو تتبع لأحوالهم بعد فقد ممتلكاتهم وأرواح أفراد أسرهم.
وإذا كان هناك خطة لتطوير السكك الحديدية يتبناها وزير النقل ويحاول تدبير تمويل لها لتنفيذها، فلم نسمع عن خطة قومية لمواجهة مشاكل ضحايا انهيارات المساكن.
وحسب نتائج تعداد المبانى الصادر عن جهاز الإحصاء بالعام الماضى، بلغ عدد المبانى التي تحتاج إلى ترميم 3 مليون و232 ألف مبنى، تمثل نسبة 24% من إجمالى مبانى الجمهورية البالغ 13.4 مليون مبنى.
وقسم تعداد المبانى تلك المبانى المحتاجة للترميم إلى ثلاث مستويات: أولها مبانى تحتاج لترميم بسيط، وعددها 1 مليون و982 ألف مبنى، ومبانى تحتاج ترميم متوسط عددها 821 ألف مبنى، ومبانى تحتاج ترميم كبير 429 ألف مبنى.
وبالتركيز على المبانى التي تحتاج إلى ترميم كبير والبالغ عددها 429 ألف مبنى، نجد أكثرها بالريف بنحو 325 ألف مبنى، بينما بالحضر 104 ألف مبنى فقط، وكان أعلى عدد لها بمحافظة الشرقية بنحو 43 ألف مبنى، تليها سوهاج 34 ألف مبنى وكلا من المنيا وأسيوط 32 ألف مبنى بكل منهما، وبالبحيرة 30 ألف مبنى وجاءت القاهرة بمركز متأخر بنحو 15 ألف مبنى فقط.
ويظل السؤال: ماذا قدم المجتمع للشرائح الفقيرة القاطنة لتلك المبانى لمساعدتها على ترميم مساكنها، خاصة وأن الحصول على وحدة من الإسكان الإجتماعى أصبح حلما صعب المنال بعد زيادة أسعاره مؤخرا لتصل إلى 220 ألف جنيه، فما هو نصيبهم من اهتمام وزارة الإسكان والمحليات؟
وهل يمكن أن يستفيد هؤلاء من القروض البنكية ذات الفائدة بنسبة 5%، وهل يمكن أن تساهم شركات مواد البناء ببعض المساعدات العينية للقيام بالترميم من خلال الجمعيات الخيرية؟ وما دور صندوق تحيا مصر في هذا المضمار؟
إقامة فندقية مجانية للمتضررين بإسرائيل
شريحة أخرى من المبانى أشار لها تعداد المبانى الأخير، وهي وجود 98 ألف مبنى غير قابل للترميم ومطلوب هدمها، ومعروف أن مشكلة تكلفة السكن تجعل الكثيرين يقطنون بجزء كبير من تلك المبانى، مما يجعلهم عرضة للمخاطر بكل وقت.
ويوجد عشرة آلاف مبنى لتلك النوعية بمحافظة المنيا، وسبعة آلاف مبنى بكلا من الدقهلية وسوهاج، وستة آلاف مبنى بكل من أسيوط والمنوفية والبحيرة، وخمسة آلاف مبنى غير قابل للترميم ومطلوب هدمه بالغربية.
وكل ما سبق يختلف عن سقوط بعض المبانى نتيجة الغش في مواد البناء أو بسبب مخالفات البناء، مما يعنى وجود عدد كبير لضحايا انهيار المبنى، ويظل السؤال ماذا تفعل الأسر التي تغادر مسكنها سريعا قبيل انهياره بكل ما فيه من ممتلكات، والى أين يذهبون؟
سيقول البعض أن هناك مبادرة "سكن كريم" التي أعلنت عنها وزارة التضامن العام الماضى، ولكنها تهتم بتوفير الخدمات الأساسية للأسر الفقيرة من مياه شرب وصرف وترميم سقف المنزل، وتقتصر على 19 قرية في تسع مراكز بثلاث محافظات بالصعيد.
في إسرائيل وقت وجود العمليات الفدائية للمقاومة الفلسطينية، عملوا نظام يكفل لكل أسرة وجود بطاقة معها بها اسم فندق معين، يمكن أن تلجأ الأسرة للإقامة به مباشرة فور تأثر منزلها نتيجة أية عملية فدائية، لحين تدبير الدولة لها سكنا بديلا، أى أنهم يضمنون النوم بفندق على حساب الدولة بنفس ليلة تضرر منزلهم.
ويظل السؤال هل يمكننا تكرار نموذج مشابه، بإرسال الأسر المتضررة من انهيار منازلها في نفس اليوم إلى دور ضيافة حكومية أو مدن جامعية أو مساكن احتياطية مجهزة في كل محافظة أو نحو ذلك من بدائل تحقق نفس الغرض؟!