
مع "عامونا".. الكيان الصهيوني إلى أين؟

خالد سعيد
22 ديسمبر 2016في حالة من الملل والكآبة، يتابع المراقب للشؤون الصهيونية، خاصة باللغة العبرية، ما يجري من أحداث وما يدور من ملفات وقضايا شائكة في الكيان الصهيوني، خاصة ملف إخلاء مستعمرة " عامونا " بالضفة الغربية، وما يدور حولها من خلافات دينية ـ سياسية وعسكرية.
ملف عامونا "أو عمونا" هو أحد الملفات الأكثر حساسية على أجندة اللقاءات الأمريكية ـ الصهيونية خلال الفترة الأخيرة.
منذ عدة أشهر مضت والحديث الإسرائيلي عن مستوطنة " عمونا " والجدل حول إخلائها من عدمه، أو الحديث عن تبادل الاتهامات بين المتدينين الحريديم والحكومة الصهيونية نفسها حول مدى جدوى إخلائها، يزداد بمرور الوقت، خاصة مع حلول الخامس والعشرين من الشهر الجاري، والموافق الأحد القادم، وهو اليوم الذي من المفترض أن يتم إجلاء كل المستعمرين منها إلى مستعمرة مجاورة لها بالضفة الغربية لا تبعد عنها سوى أمتار قليلة، وهو ما يذكرنا بأن الكيان الصهيوني يريد إلهاء وإشغال الرأي العام العربي والدولي عن قضايا أخرى أكثر أهمية، خاصة ملف استمرار عملية بناء المستوطنات الصهيونية نفسها، أي الحديث الإعلامي عن مستوطنة واحدة مقابل تواري الأنظار عن بناء مئات المستعمرات الأخرى، سواء في الضفة الغربية نفسها أو القدس المحتلة!
ملف عامونا "أو عمونا" هو أحد الملفات الأكثر حساسية على أجندة اللقاءات الأمريكية ـ الصهيونية خلال الفترة الأخيرة، حيث عمد بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء الكيان على توصيل فكرة صعوبة عملية إجلاء المستوطنين من الأرض الفلسطينية ـ على عينه يعني، ويعصر على قلبه ليمونه ـ لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي طالب بدوره بإخلاء المستوطنة، لكن نتانياهو أصر على القول بأنه سيبذل قصاري جهده لإخلاء المستوطنين، وبسلام، في إطار حفاظ إسرائيل على التعاهدات الدولية وتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي فحسب.
من أخريات أخبار مستعمرة " عمونا " طلب الحكومة الصهيونية نفسها تأجيل عملية الإخلاء 45 يومًا أخرى، بدعوى أن المخطط الذي تم الاتفاق عليه مع سكانها غير قابل للتنفيذ، وهو التنفيذ الذي يأتي على خلفية صعوبة عملية إجلاء المستوطنين من المستعمرة التي تعود لملكية فلسطيني، نتيجة لرفض المستعمرين أنفسهم الخروج منها، بمساعدة المئات من المستوطنين الذين جاءوا من أماكن أخرى لمساندتهم، والتصدي لمحاولات الشرطة والجيش الصهيونيين لإخلاء المستوطنة.
الثابت أن عملية الإخلاء ستتم لمناطق أخرى قريبة من المستعمرة نفسها، عبر تكوين " كرفانات " أو كانتونات متحركة وتسكينها في مناطق أخرى لا تبعد عن عمونا، ويبدو أن بعض المستعمرين الصهاينة يرفضون عملية الإجلاء السلمية للحصول على مزايا مادية وعينية أكثر، حيث من المفترض أن تحصل كل عائلة على ما يزيد عن نصف مليون شيكل إسرائيلي، وهو مبلغ أو رقم مبالغ فيه، وبالتالي فإن عملية الاستعصاء التي يقوم بها المستعمرون في محلها.." شىء لزوم الشيء ".
طيلة الأسبوع الماضي، تظاهر المئات من المستوطنين خاصة الحريديم أمام منزل رئيس الوزراء في مدينة القدس المحتلة، اعتراضاً على إخلاء مستوطنة عامونا، في الوقت الذي أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، طيلة الساعات القليلة الماضية، عن رفض المستعمرين إخلاء المستوطنة في أولى المحاولات الشرطية لإخلاء المستوطنة.
رصدت الحكومة الصهيونية مبالغ طائلة لإجلاء المستعمرين، فضلاً عن تشكيلها لأكثر من ألفي شرطي بمساعدة قوات أخرى عسكرية لعملية إخلاء المستوطنة.
رصدت الحكومة الصهيونية مبالغ طائلة لإجلاء المستعمرين، فضلاً عن تشكيلها لأكثر من ألفي شرطي بمساعدة قوات أخرى عسكرية لعملية إخلاء المستوطنة، لكن من الواضح أن تلك العملية ستأخذ حقها من التأجيل كغيرها من القضايا المهمة والرئيسية في الكيان الصهيوني، مع الأخذ في الاعتبار نيل حقها من الاهتمام الإعلامي، المبالغ فيه، بدعوى الحفاظ على صورة الكيان أمام المجتمع الدولي، والانصياع للأوامر الدولية والأمريكية على وجه الخصوص‼