
المقاتلون الصهاينة.. نيام!

خالد سعيد
17 أغسطس 2017بين فترة وأخرى تخرج علينا وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، بأخبار وتحليلات تؤكد أن الجبهة الإسرائيلية الداخلية مهترئة وضعيفة، ويتهرب المقاتلون الصهاينة من العمل في الوحدات العسكرية القتالية؛ ليعملوا في الوحدات التكنولوجية التي توفر لهم الراحة والعمل المستقبلي المضمون!
الرابط بين القضيتين، اهتراء وضعف الجبهة الداخلية الصهيونية وهروب المجندين الإسرائيليين من العمل في وحدات المدرعات والمشاة وغيرهما من الأسلحة التقليدية، هو رابط واحد، إذ تقوم العقيدة العسكرية الإسرائيلية على مثل هذه الوحدات والأسلحة التقليدية والقديمة، بشكل أساسي، بمساعدة طبيعية من نظيرتها المتقدمة، التقنية والتكنولوجية، وهي الوحدات التي يتقدم إليها المجندون الصهاينة طوعًا بدعوى أنها توفر لهم مستقبل أفضل وراحة وأمان بعيدًا عن غياهب العمل العسكري القتالي الذي من الممكن أن يودي بحياة المجند الإسرائيلي!
الأخبار الإسرائيلية المتواترة عن استمرار وتيرة تراجع الحافز وقلة عدد المجندين الصهاينة الراغبين في الخدمة في الأسلحة العسكرية القتالية في الجيش الإسرائيلي تزيد بمرور الوقت، وتحديدًا، منذ انتهاء الحرب الصهيونية الثانية على لبنان، صيف 2006، وهو اعتراف إسرائيلي متكرر بالهزيمة أمام حزب الله اللبناني، وتلته اعترافات أخرى بالهزيمة أمام الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة، خاصة إبان حربها الأخيرة على القطاع في يوليو 2014، في الحرب المعروفة بــ "الجرف الصامد" الذي أكد يوسيف شابيرا، المراقب العام للدولة الصهيونية السابق، أن ثمة مثالب خرجت بها إسرائيل جراء الحرب مع غزة، فيما يشبه "الهزيمة"، وأن هناك تراجعًا إسرائيليًا واضحًا أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ليتأكد من جديد أننا أمام عدو أضعف وأوهن من شبكة العنكبوت.
تراجع عدد المجندين الصهاينة هو الثالث من نوعه منذ حرب لبنان الثانية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فالتجنيد في الوحدات القتالية الإسرائيلية يشهد أدنى مستوياته منذ تلك الحرب المهمة والتاريخية، وذلك لأسباب مهمة أيضًا، منها تآكل الروح القتالية والرغبة بالالتحاق وتفضيل وحدات السايبر والأسلحة التكنولوجية، والأخيرة يفضلها الجنود الصهاينة لما توفره من راحة ولضمان مهنة مستقبلية، مما حدا بالقيادات العسكرية الإسرائيلية إلى البحث عن حلول ناجعة لتلك المشكلة الجادة، مثل رفع رواتب المقاتلين في الوحدات القتالية ومنح بطاقات نقاط ودعم دراسة البكالوريوس للمجند فيما بعد تخرجه من وحدته العسكرية، وهي الحوافز التي تأتي بالتزامن مع تقليص فترات التجنيد للمجند الشاب والفتاة معًا، بواقع ما لا يقل عن ثلاثة أشهر للفتاة وستة للشاب، وهو تغيير جذري في العقيدة القتالية العسكرية للجيش الإسرائيلي الذي يتجه بالفعل نحو الاستفادة من وحدات السايبر على حساب أسلحته التقليدية، يوازيه ضعف مؤكد في الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
الخطط الصهيونية للتجنيد الإجباري للشباب بفئتيه خلال العقود الماضية سيختلف عن العقود القادمة بمراحل، حيث تطرح تلك الخطط تجنيد عدد معين من الفتيان والفتيات حتى العام 2035، وربما أزيد من تلك السنوات، خاصة وأن هناك اعترافًا إسرائيليًا بأن المستقبل في ظل تراجع الاهتمام بالتجنيد في الجيش الإسرائيلي وابتعاد الشباب عن الانضمام للوحدات القتالية، مثل المدفعية والمدرعات والمشاة، هو الهاوية والمجهول بعينه، وذلك كله في وقت تتراجع الثقة في مؤسسات الدولة وهيئاتها بوجه عام، والمتابع لتقارير ودراسات مراكز الأبحاث الإسرائيلية، الصادرة باللغة العبرية، سيجد أن عددًا كبيرًا من طبقات التجمع الصهيوني لا تثق في قياداتها ومؤسساتها القومية وحكومتها الحالية، وهي مؤشرات تسير في طريق التأكيد على أن الكيان الصهيوني شبكة عنكبوت، حيث اتسع الخرق على الراتق!