السياحة الصهيونية ومعبر بيجين الحدودي !

السياحة الصهيونية ومعبر بيجين الحدودي !

خالد سعيد

خالد سعيد

13 أبريل 2017

بعد شهادة بعض وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، بزيادة أعداد السياح الصهاينة في شبه جزيرة سيناء لهذا العام مقارنة بالعام الماضي، فإن الحكومة الإسرائيلية اضطرت معها لغلق معبر بيجين ( طابا سابقًا ) حتى نهاية عيد الفصح اليهودي، الموافق الأحد القادم، لتوجيه الأنظار ناحية فنادق مدينة إيلات ( أم رشرش المصرية المحتلة )!

 

الأسبوع الماضي وحده شهد وصول ما يزيد عن عشرين ألفًا من السياح الصهاينة لسيناء، والأسبوع السابق له أعداد تقريبية، وهي الأرقام التي تتزامن مع الاحتفالات اليهودية بعيد الفصح، إذ في هذا التوقيت من كل عام يتنزه السياح الصهاينة في الجزء الجنوبي من شبه جزيرة سيناء، ولكن تتراوح أعدادهم من عام لآخر، وفقاً لكم التحذيرات الصهيونية التي تطلقها وحدة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الإسرائيلية، وهي الوحدة التي تعمل على التنسيق مع هيئة تنشيط السياحة في مدينة إيلات بغية ألا يزيد عدد السياح الإسرائيليين في سيناء عن رقم معين، وحينما يزداد أعدادهم تطلق الوحدة بدورها تحذيرات أمنية مصطنعة تفيد صناع السياحة في أم رشرش المصرية!

 

الحكومة الصهيونية قررت إغلاق المعبر الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة ( معبر طابا سابقًا – بيجين حاليًا ) إمعاناً في توجيه النظر ناحية مدينة إيلات، ونكاية في مصر، خاصة بعد حادثتي طنطا والإسكندرية الأحد الماضي الدامي، في حالة من استغلال الفرص الصهيونية لما يجري في مصر من أحداث ووقائع تعمل على اقتناصها بسهولة بما يفيد اقتصادها المهترىء، الذي يهتز بضربات المقاومة الفلسطينية المتوالية!

 

الإغلاق الجزئي لمعبر بيجين جاء بذريعة أو بدعوى تنفيذ عمليات في شبه جزيرة سيناء من داعش أو إرهابيين بحق السياح الصهاينة فيها، وهي حجة يمكن الرد عليها بأقوال وألسنة الصهاينة أنفسهم حينما يؤكدون أن سيناء أكثر أمناً وأمانًا من الشوارع الرئيسية في مدينتي تل أبيب والقدس المحتلة، والغرض من إطلاق تحذيرات أمنية والمطالبة بعودة السياح من سيناء الغرض منه دعائي إسرائيلي فحسب، وتوجيه السهام للسياحة المصرية التي بدأت تتعافى رويدًا رويدًا في سيناء، على الأقل!

 

تزامنت التحذيرات الأمنية الصهيونية وعملية إغلاق المعبر الحدودي " بيجين " مع تصريحات مهمة وخطيرة لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، الجنرال جادي آيزنكوت حينما قال إن الجيش المصري يبذل جهودًا كبيرة لحماية أمن بلاده من الحدود الجنوبية وللكيان الصهيوني ومصر مصلحة مشتركة في استهداف العناصر الإرهابية، فمصر من جانبها ملتزمة باتفاق السلام والحفاظ على أمن إسرائيل، وهو ما ينفي موجة أو ظاهرة التحذيرات الإسرائيلية المتكررة للسياح الصهاينة المتواجدين بشبه جزيرة سيناء، ومطالباتهم الدائمة بالعودة إلى إسرائيل!

 

المتابع للشؤون الصهيونية سيجد أول ما يجد حول ملف العلاقات المصرية ـ الصهيونية أن الكيان يرغب دومًا في ترهيب السياح الصهاينة من التواجد والتنزه بشبه جزيرة سيناء، وترغيبهم في التنزه بفنادق إيلات الإسرائيلية، رغم أن أحد بنود اتفاقية السلام بين الجانبين، المصري والإسرائيلي، هو تنشيط السياحة والتبادل الثقافي وغيرها من البنود المهمة والخطيرة في آن، ولكن الكيان يرغب دومًا في تنشيط السياحة في مدينة إيلات، غالية الثمن، مقارنة بكل فنادق شرم الشيخ ودهب ونويبع ورأس سد ورأس محمد وغيرها من مناطق الجنوب السيناوي.