تيران وصنافير مصريتان.. ونتانياهو في اليونان !

تيران وصنافير مصريتان.. ونتانياهو في اليونان !

خالد سعيد

خالد سعيد

15 يونيو 2017

كعادته، وعادة بلاده الصهيونية، استغلال الظروف والوقائع والأحداث الجارية لصالح كيانه المزعوم، ومن هنا طار بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الصهيوني إلى اليونان، الأربعاء (الرابع عشر من الشهر الجاري) لتدشين خط الطاقة والغاز الجديدين بين التجمع الصهيوني وأثينا ومعهما قبرص!

 

وسائل الإعلام الصهيونية نشرت مساء الأربعاء أن نتانياهو وزوجته طارا عصر اليوم نفسه إلى مدينة سالونيك اليونانية لإجراء مباحثات ثنائية مع نظيره ألكسيس تسيبراس، وبعدها مع نظيره القبرصي نيكوس أنستاسياديس، بهدف بحث عدة ملفات وقضايا مهمة وخطيرة، أهمها، بشكل حصري، ملف غاز البحر المتوسط قبالة سواحل الدول الثلاث، إذ من المفترض وضع الخطط النهائية لخط بناء غاز بين التجمع الصهيوني وقبرص وصولا إلى اليونان لتصديره إلى القارة الأوربية، فضلاً عن مد كابل بحري لربط الشبكات الكهربائية بين البلدان الثلاثة.

 

المؤكد أن مرافقة نتانياهو لعدد من الوزراء بعينهم يؤكد هذه الأمر، وعلى رأسهم وزير الطاقة يوفال شتاينتس، ووزير العلوم أوفير أكونيس، ووزير الاقتصاد إيلي كوهين، والبيئة زئيف ألكين، للدلالة على أهمية الزيارة، رغم تعدد زيارات رئيس الوزراء الصهيوني نفسه لأثينا أو نيقوسيا، وبالمثل تعدد زيارات رؤساء وزراء هذين البلدين لتل أبيب، إذ الغرض الأساسي للزيارات المكوكية بين الدول الثلاث هو ترسيم الحدود البحرية بينها بعيدًا عن الاهتمام بالدول العربية المطلة على شرق البحر المتوسط، سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة ومصر في الجنوب الشرقي للبحر نفسه، وهو ما يعني تفضيل المصلحة الاستراتيجية للبلد على حساب مصالح الدول المجاورة، رغم يقين قبرص واليونان أن التجمع الصهيوني ليس له أية حقوق تذكر في شرق المتوسط، ولكنه قانون " الأمر الواقع "!

 

الملف الرئيس على أجندة كل من التجمع الصهيوني وقبرص واليونان هو " احتياطات الغاز " في شرق المتوسط، إذ تقدر هذه الاحتياطات بكم هائل وكبير وكأن منطقة شرق المتوسط عائمة على محيط من احتياطات الغاز، وهو ما عمدت تل أبيب، بشكل خاص، على استغلاله، مستغلة غفلة الدول العربية المطلة على شرق المتوسط، فسوريا مهتمة بالاحتراب الداخلي ومحاولة بشار الأسد تثبيت حكمه على حساب الجماعات والحركات الإرهابية التي ترتع بطول أراضيه، في حين تهتم لبنان بالمحاصصة فيما بين أحزابها وقواتها وجماعاتها، وإن سارت في طريق معارضة التجمع الصهيوني حول ملف الغاز دون جدوى، فيما تبقى فلسطين محتلة، لا حول لها ولا قوة؛ بيد أن مصر تحاول بحدود بحرية يبدو أنه تمت سرقتها من قبل الكيان الصهيوني، خاصة الحقول الغازية التي أعلنت عنها تل أبيب، غير مرة، خاصة حقل " تامار " و" ليفاثان "! في وقت يقع حقل الغاز القبرصي " أفروديت " ضمن الحدود البحرية الإقليمية المصرية! وهو ما كشفت عنه تقارير مختلفة، عربية ودولية.

 

على الجانب الآخر، فإن تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية يعني اعتبار خليج العقبة، التي ترغب تل أبيب في تسميته "خليج سليمان" ممرًا دوليًا يتيح للكيان الصهيوني تدشين قناة بحرية موازية لقناة السويس المصرية، تمتد من مدينة إيلات الصهيونية ( أم الرشراش ) المصرية المحتلة على البحر الأحمر جنوبًا، إلى مدينة عسقلان الفلسطينية المحتلة على البحر المتوسط شمالا لتقارن بقناة السويس، وقت لا يمكن فيه المقارنة!

 

الغريب أن رحلة نتانياهو لليونان تزامنت مع موافقة مجلس النواب المصري على سعودة جزيرتي تيران وصنافير، وكأن رئيس الوزراء الصهيوني يرغب في استفزاز مشاعر المصريين، خاصة وأن منطقة الجزيرتين زاخرة باحتياطات غاز طبيعي كبيرة، فضلاً عن اعتبار خليج تيران ممرًا دوليًا، بعد أن كان مصريًا فحسب!!

 

ما يستفزك أكثر هو عنوان وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، التي كتبت أن نتانياهو يزور مدينة سالونيك اليونانية تحديدًا بهدف تدشين متحف فيها لإحياء ذكرى يهودها بمشاركة مادية ألمانية، وفي متن التقارير الصحفية ثمة إشارة إلى توقيع عقود غاز المتوسط!

 

ما يعني أن التجمع الصهيوني يعمد على استغلال مزاعم " كارثة الهولوكوست " في أي مكان، وتخليد ذكرى من سقطوا زعمًا قتلى، في وقت تنقل فيه الجزيرتين المصريتين للسعودية التي سالت عليها الدماء المصرية!