
حقيقة الجيش الصهيوني العارية !

خالد سعيد
02 مارس 2017"ولعَّت" أحد تعبيرات نتائج التحقيق الأخيرة للحرب الصهيونية على قطاع غزة، المعروفة باسم "الجرف الصامد"، في العام 2014، والتي كبدَّت الكيان الصهيوني خسائر بشرية وسياسية وعسكرية، سيحكيها التاريخ ويكتبها بأحرف من نور!
مساء أول من أمس الثلاثاء، الثامن والعشرين من الشهر الماضي، وسيكتبه ويذكره التاريخ بأحرف من نور، نشر التقرير النهائي للقاضي يوسيف شابيرا، مراقب الدولة الصهيونية، والخاص بالحرب على غزة، لاتهامه المباشر والصريح لبنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء وحكومته السابقة، بقيادة وزير الحرب السابق، الجنرال موشيه بوجي يعالون، بتجاهل قيمة ملف الأنفاق الذي اعتبرته المقاومة الفلسطينية سلاحها الاستراتيجي، والذي كبَّد الخسائر الفادحة للكيان الصهيوني، بشريًا ومعنويًا وسياسيًا وعسكريًا، مؤكدًا أن ثمة إخفاقات جرت وقائعها على الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة إبان الحرب الأخيرة!
يومًا تلو الآخر، تكشف وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، الحقيقة الكاملة للجيش الإسرائيلي.
تكالبت الأقلام الإسرائيلية المنشورة باللغة العبرية على الحديث عن إخفاقات الجيش الصهيوني في حرب غزة الأخيرة، تكشف الحقيقة العارية مجددَا، من أن هذا الجيش الذي لا يقهر قد لقنَّه الفلسطينيون دروسًا لن تنسى، بعدما اعتبرت الأنفاق السلاح الاستراتيجي للفصائل الفلسطينية في تلك الحرب، واستغلتها أفضل استغلال، ونجحت من خلالها في اختراق العمق الصهيوني واستهداف كثير من الضباط والجنود الصهاينة، إضافة لوصول الصواريخ الفلسطينية إلى أماكن فلسطينية محتلة بعيدة، من الشمال للجنوب المحتلين، بل وأسر اثنين من الجنود الصهاينة ما يزالا بيد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كذخر استراتيجي ستستغله في إتمام صفقة تبادل أسرى قريبة، من الممكن أن تحصل في مقابلها الحركة على المئات من الأسرى الفلسطينيين، وإن كان المهم في الأمر هو ضرب الكيان الصهيوني في مقتل، باستهدافه اثنين من جنوده، بل وهناك اثنين آخرين، أحدهما من أصل إثيوبي يدعي إبراهام منجستو، ورابع يدعى هشام السيد من عرب الداخل، والأربعة تفاوض عليهم حركة حماس من أجل صفقة تبادل أسرى تاريخية، وإن كانت الصفقة الأخيرة بالتوازي مع عودة الأجواء المصرية ـ الفلسطينية إلى طبيعتها الإيجابية احد المؤشرات القوية على توتر تأزم العلاقات المصرية مع الكيان الصهيوني!
الثابت في تقرير المراقب الإسرائيلي أن المقاومة الفلسطينية أفشلت الجيش الصهيوني في تحقيق بنوك أهدافه المرجوة من الحرب على القطاع، والممثلة في وأد فكرة "الجهاد المقدس" واستئصالها من رؤوس وأدمغة الشعب الفلسطيني، بعد تشويه صورة الفصائل الفلسطينية المقاومة، مثل حركة حماس التي تتخذ من المقاومة المسلحة المشروعة سلاحًا لها أمام الآلة العسكرية الصهيونية، التي نجحت فحسب في التدمير وإسقاط الآلاف من الشعب الفلسطيني شهداء وجرحى ومصابين، لكن ذلك لم يسقط من عزيمة هذا الشعب في النضال مرة أخرى، والتصدي لأية محاولة عسكرية إسرائيلية أخرى تستهدف قطاع غزة!
حتى الساعة يتدرب الجيش الإسرائيلي على مواجهة الأنفاق الفلسطينية دون جدوى، بل نشر الموقع الإلكتروني الإخباري العبري "واللا" أن مصادر أمنية صهيونية حذرت المستوطنين الصهاينة في مناطق غلاف غزة كثيرًا من استمرار وتيرة حفر الأنفاق بالقرب من السياج الحدودي بين قطاع غزة ومستعمراتهم، وهو ما لم تتمكن قوات الجيش الصهيوني من التصدي لها خشية لسقوط قتلى وجرحي في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي سقطت هيبته أمام فصائل المقاومة الفلسطينية، فهذا الجيش لم يتمكن من استعادة هيبة وقوة الردع أمام الشعب الفلسطيني، ولم يقض على الأنفاق، بل سجل إخفاقات متعددة نجحت المقاومة معها في تسجيل انتصارات متباينة في قلب المعركة، ولم ينجح الجيش الإسرائيلي في اختراق القطاع برًا !
تكالبت الأقلام الإسرائيلية المنشورة باللغة العبرية على الحديث عن إخفاقات الجيش الصهيوني في حرب غزة الأخيرة.
يومًا تلو الآخر، تكشف وسائل الإعلام الصهيونية، المنشورة باللغة العبرية، الحقيقة الكاملة للجيش الإسرائيلي، وهي الحقيقة العارية التي تهرب منها نتانياهو وحكومته، ما استدعى معه كثير من أعضاء الكنيست للمطالبة بإقالته على وقع صدور التقرير الأخير.