الصهيونية في ثوبها الجديد !

الصهيونية في ثوبها الجديد !

خالد سعيد

خالد سعيد

16 مارس 2017

على وقع صدور تقرير المراقب العام للدولة الصهيونية السابق، القاضي يوسيف شابيرا، خرجت ائتلافات حزبية جديدة وانشقت شخصيات سياسية حزبية أخرى عن أحزابها، في حالة جديدة ــــــــ قديمة على الكيان الصهيوني، لطالما اعتاد عليها التجمع الصهيوني بين فينة وأخرى، وتتشكل معها الحركة الصهيونية بثوب جديد.

 

منذ الثامن والعشرين من الشهر الماضي، ومع صدور تقرير شابيرا الذي عرَّى الكيان الصهيوني وكشف حقيقة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، واعترف رسميًا بأن جبهته الداخلية مهترئة، فإن كثير من الشخصيات السياسية الإسرائيلية رفيعة المستوى انشقت عن أحزابها القديمة، وبعضهم كوَّن أحزابًا جديدة في حالة جديدة ــــــــ قديمة على الكيان الصهيوني، في واحدة من المناكفات والمشاحنات الانتخابية الصهيونية، انتظارا للانتخابات الصهيونية المقررة في مارس من العام القادم، إن لم تجر قبل هذا التاريخ وفقًا للظروف السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني!

 

الحياة الحزبية في الكيان الصهيوني ستشهد التجديد والتغيير في الدماء السياسية، في ظل تعطش التجمع الصهيوني لهذه الدماء.

 

موجة الانشقاقات والانقسامات الحزبية بدأت منذ فترة وجيزة مع الهجوم الضاري لرئيس الوزراء وزير الحرب الأسبق، إيهود باراك، على سلفه بنيامين نتانياهو بدعوى دخوله المعترك الانتخابي مرة أخرى، إذ كلما تورط نتانياهو في مشكلة ما خرج باراك بتصريحات عنترية يطالبه فيها بالاستقالة الفورية، وهو ما شجع الكثير من السياسيين الصهاينة الآخرين، من بينهم الجنرال موشيه بوجي يعالون، وزير الحرب السابق، الذي ينوي تشكيل حزب جديد ومنافسة " بيبي " في رئاسة الوزراء، حتى أن أحد استطلاعات الرأي الإسرائيلية التي نشرت خلال اليومين الماضين نشرت أن يعالون بمقدوره الحصول على 6 مقاعد في الكنيست القادمة، وهو مؤشر يؤكد مدى إمكانية حدوث منافسة حامية الوطيس بين متنافسين إسرائيليين في الانتخابات القادمة على رئاسة الوزراء! 

 

الخطوة السياسية المهمة السابقة شجعت الجنرال آفي ديختر، رئيس الشاباك الصهيوني السابق على الدخول في الحلبة السياسية الحزبية، فعلى الرغم من كونه رئيساً للجنة الأمن والخارجية الإسرائيلية بالكنيست الحالي، فإن ديختر ينتوي منافسة نتانياهو على رئاسة حزب الليكود الحاكم في انتخابات الحزب الداخلية!

 

الانتخابات الحزبية الداخلية ونظيرتها البرلمانية القادمة ستشهد تجديد وتغيير للدماء في الحياة الحزبية والسياسية الصهيونية، وهو المعترك الحزبي الذي تجرى حالة الانقسامات والانشقاقات في دمائه يومًا تلو الآخر، خاصة وأن الوقت الراهن يشهد حالة يسيطر فيها نتانياهو على الحياة السياسية، ولكن مع صدور تقرير شابيرا المراقب الإسرائيلي، ومن قبلها تورط نتانياهو في قضايا رشى وفساد واستغلال نفوذ فإن التجمع الصهيوني في حالة عطش كبيرة لتغيير الدماء.

 

الجديد في الحياة الحزبية الصهيونية هو دخول شخصيات نسائية، فبعد إعلان تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة عن دخولها هذا المعترك الانتخابي بائتلاف جديد، فإن أورلي ليفي عضو الكنيست الحالي، وعضو حزب " يسرائيل بيتنو " السابقة قررت بدورها دخول الحياة الحزبية في بلادها بتكوينها لحزب آخر جديد، وتدخل مع إيليت شاكيد تلك الحياة التي ستشهد رواجًا واضحًا للسيدات.

 

الجديد في الحياة الحزبية الصهيونية هو دخول شخصيات نسائية.

 

منذ عدة أيام، نشرت صحيفة " معاريف " تقريرًا مهمًا عن وزيرة العدل الصهيونية، إيليت شاكيد، عضو الحزب المتطرف " البيت اليهودي "، جاء فيها أن بإمكان إيليت ذات الأصول العراقية تشكيل حكومة من النساء في بلادها، وهي جديرة بهذا المنصب الرفيع في التجمع الصهيوني، خاصة وأنها صاحب تاريخ طويل، رغم صغر سنها، في العمل السياسي العنصري والمعارض لأية اتفاقات مع الجانب الفلسطيني، وربما تصدر تصريحات بمثابة فتاوى قاتلة للشعب الفلسطيني، وإحداها كانت سببًا في استشهاد الطفل الفلسطيني أبو خضير في العام 2014، بزعم أن الأطفال الفلسطينيين " ثعابين صغيرة "!

 

من هنا، فإن الحياة الحزبية في الكيان الصهيوني ستشهد التجديد والتغيير في الدماء السياسية، في ظل تعطش التجمع الصهيوني لهذه الدماء، ومن الممكن أن نشهد صعود لشخصيات متطرفة مثل شاكيد وغيرها من المتشددين الصهاينة، وإن ليس بالإمكان تغيير نتانياهو من مقعده، إذ يبدو أنه محجوز لـ "حضرته" فترة طويلة !