الكيان الصهيوني.. وحالة الموات العربي !

الكيان الصهيوني.. وحالة الموات العربي !

خالد سعيد

خالد سعيد

31 مارس 2017

التجديد العربي لمسار السلام مع التجمع الصهيوني والمناداة بضرورة إقامة مباحثات فلسطينية صهيونية على أساس بنود "المبادرة العربية للسلام" مرة أخرى وليست أخيرة، يعني الإقرار بحالة الموات العربي والاستسلام للإملاءات الإسرائيلية والتوافق أو الانحناء لمطالب الإدارة الأمريكية الجديدة التي تؤكد دعمها المطلق لتل أبيب!

 

انتهت القمة العربية بدون الخروج بقرارات حازمة تجاه الكيان الصهيوني، مع المناداة لدول العالم بعدم نقل سفاراتها لمدينة القدس المحتلة، دون إطلاق تحذير أو وعيد لمن ينقل سفارته للمدينة المقدسة، في إشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تنوي نقل سفارتها بالفعل للمدينة بعد توافد أكثر من مبعوث أمريكي للتجمع الصهيوني لاختيار الأماكن المناسبة لعملية النقل المفترض أن تتم على المدى القريب، وهو ما نشرته أكثر من وسيلة إعلامية إسرائيلية، باللغة العبرية، قبل عدة أيام، من أن وفد أمريكي زار تل أبيب لمناقشة واختيار الأماكن المؤهلة للسفارة الأمريكية على الأراضي الفلسطينية المحتلة بالقدس!

 

القمة خرجت بتأييد المصالحة مع الكيان الصهيوني مقابل الانسحاب من جميع الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل في الخامس من يونيو 1967، بما يعني إعادة تجديد الموافقة على بنود المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية ببيروت في العام 2002، رغم رفض تل أبيب لها، حتى الآن، في وقت تتبنى جُل الدول العربية هذه المبادرة، مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى مراراً، ويوميًا، وتنتهك الحرمات وتدنس المقدسات، وتتواصل وتيرة بناء المستعمرات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، لتزيد حالة "الموات العربي" بالاستسلام لإملاءات التجمع الصهيوني، وإن سبق وأعلن رفضه التام للمبادرة في العام 2002 حينما اجتاح آريئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك، مدينة جنين بالضفة الغربية في عمليته العسكرية الغاشمة " السور الواقي " الذي تمر عليها 15 سنة كاملة! ويتزامن هذا كله مع إعلان نتانياهو عن نيته إقامة مستوطنة جديدة للمستعمرين الصهاينة الذين تم إخلاؤهم من مستوطنة " عمونا " قبل عدة أسابيع، في تحدٍ واضح للرؤساء والملوك العرب!

 

الغريب أن الكيان الصهيوني احتفل بذكرى العملية العسكرية السابقة بإقامة مناورات عسكرية في الضفة الغربية لمدة أربعة أيام تبدأ من الأربعاء، الموافق التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وهي المناورات التي تزامنت مع مناورات أو تدريبات عسكرية أخرى بالقرب من مناطق غلاف غزة تمهيدًا لـ " دك قطاع غزة " لغض الطرف عن تعري الجبهة الداخلية الصهيونية جراء إطلاق النظام السوري لصاروخ " أرض ـ جو " الجمعة قبل الماضية، وإجراء تحقيقات عسكرية داخلية حول مدى عدم توقع الكيان لإطلاق الأسد لمثل هذا الصاروخ، رغم مرور ست سنوات كاملة على الثورة السورية، وكذا لعدم إطلاق النظام السوري ككل طلقة رصاص واحدة منذ العام 1967!

 

العودة لحل الدولتين بات أحد توصيات القمة العربية الفاشلة في إشارة واضحة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تغاضى عن هذا الحل العبقري ! للقضية الفلسطينية وترك الأمر بيد الطرفين، الفلسطيني والصهيوني، وذلك حينما زار بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الصهيوني، العاصمة الأمريكية، واشنطن قبل عدة أسابيع، وأعرب له الرئيس الأمريكي الجديد عن تجديد عهده باستمرار بقاء الكيان الصهيوني جاثمًا على الصدور العربية والفلسطينية، بل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، وتعهد أمريكي باستمرار بناء المستعمرات الإسرائيلية دون إدانة تل أبيب، بل ومساعدتها في الهيئات والمؤسسات الأممية ضد أية قرارات إدانة أو شجب!

 

القمة العربية الحالية بقراراتها الخاصة بالقضية الفلسطينية تؤكد استمرار حالة الموات العربي والخنوع والخضوع للتجمع الصهيوني، في ظل تواصل هذا الكيان السرطاني في بناء المستعمرات وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية والعربية، والإصرار على إبقاء هضبة الجولان السورية المحتلة للأبد تحت السيادة الإسرائيلية!