
إرضاع الكبير.. الواطي !

أسامة غريب
20 يوليو 2017
كأنما لا يكفينا سيل النكسات والوكسات التي تضربنا ليل نهار حتي يطل علينا الشيوخ الأجلاء بصرعاتهم غير المبررة في الزمان والمكان وآخرها حكاية إرضاع الكبير التي أخذت مساحة من اهتمام الناس كانت خليقة بأشياء أخرى نافعة.
منذ عدة سنوات وبدون مناسبة أطلق أحد الشيوخ وكان يشغل منصب رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر مفاجأة مدوية عندما أباح أن تقوم المرأة العاملة بإرضاع زميلها في العمل منعاً للخلوة المحرمة، وأكد الشيخ أن إرضاع الكبير يكون خمس رضعات مشبعات، وقال سيادته إن المرأة في العمل يمكنها بعد ذلك أن تخلع الحجاب وتكشف شعرها أمام من أرضعته!
وزاد عم الشيخ في توضيحه بأن الإرضاع يكون بالتقام الثدي مباشرة وذلك لأن سالم مولي أبي حذيفة عندما رضع من زوجة أبي حذيفة كان كبيراً وذا لحية!.
مرت سنوات وكدنا ننسى الموضوع الذي عرضنا لسخرية الدنيا كلها لكن الشيخ السعودي عبد المحسن العبيكان أعاد تذكيرنا بالموضوع، مع التأكيد علي أنه يختلف مع الشيخ المصري في موضوع إرضاع المرأة لزميلها لأن هذا الأمر لم يشرع لأجل زملاء العمل ولكن من أجل معالجة حالات أخرى مثل من تضطرهم الضرورة إلى دخول المنزل من غير أهل البيت ويجدون حرجاً في الدخول والخروج، ولهذا فإن موضوع الرضاعة يحل هذه المشكلة!.
وعندما وجه الشيخ العبيكان بمعارضة شديدة فإنه قام بتعديل موقفه وأوضح أن هذه الفتوى لا تنطبق على الخدم والسائقين ومن في حكمهم لكن على حالات أخرى لم يوضحها لنا عم الشيخ الذي لم ينس أن يفتينا بأن الرضاعة لا تكون بوضع فم الرجل الكبير في حلمة المرأة الشابة ولكن يتم اعتصار ثديها واستقطار قدر كاف من اللبن يتم تقديمه في كوب للرجل المقصود!.
عبرنا هذه الموجة وأقنعنا أنفسنا بأن الصمت كفيل بأن يجعل الناس تنسي الموضوع، لكن يبدو أن القوم مصرون على إثارة هذا الأمر كلما خمد أواره، وإلا لماذا يقوم الشيخ صالح السدلان أستاذ الدراسات العليا في جامعة محمد بن سعود الإسلامية بالعودة للموضوع وتأييد فتوى الشيخ العبيكان بجواز إرضاع الكبير.
يا قوم.. إنني أكاد أجن عندما أضطر للكتابة في هذا الموضوع المشين.. أليس لدى علماء المسلمين شيء يشغلهم سوى إرضاع الشحط ذو الشوارب واللحية؟ أليس هناك ما يختلفون فيه غير هل تكون الرضاعة من الثدي مباشرة أو عن طريق وعاء؟ ولماذا بالله عليكم نحتاج إلى إدخال غرباء إلى بيوتنا؟ ولماذا بحق السماء لا تحتجب نساء المنزل وتلزمن غرفهن في وجود الأغراب، أو لماذا لا تحتشمن وترتدين ما يسترهن إذا كان الجلوس مع الغرباء ضروري؟
يا قوم إن المرأة في بلادنا تحتشم إذا حضر للزيارة شقيق زوجها مع أسرته فلماذا نريد لها أن تتخفف من ثيابها إذا حضر شخص غريب لا تعرفه!
أنا أريد أن يخبرني أحد قبل أن أفقد عقلي ما نوع الرجل الذي يكشف ثدي زوجته ليهوي عليه نطع آخر ويرضع منه، أو الذي يعتصر ثدي امرأته ليقدم منه كوب حليب لرجل ينتظره؟ وهل هناك امرأة عاقلة تقبل أن يُفعل بها هذا؟ أو هل هناك رجل شريف ذو مروءة يقبل هذا العرض إذا حدث وقام مختل عقلياً بعرضه عليه؟. وماذا تفعل الفتاة العذراء التي لم تتزوج بعد أو المرأة التي لا ترضع.. هل تعطيه نهدها يتبرك به بدون حليب أم ماذا؟
وأخيراً.. ما نوع المجتمع الذي يتقبل هذه الأمور بحسبانها أشياء عادية؟ وهل إذا نجحنا في تعويد الناس علي هكذا سلوك وهكذا تفكير نكون قد أضفنا شيئاً للحياة وللإسلام أم إننا نكون قد خسرنا العقل وحظينا بإشفاق العالم على هؤلاء المجانين الذين يتلقون الصفعات من كل جانب ولا يشغلهم سوى الطريقة المثلى لإرضاع الرجل الخسيس الواطي!