4 نُصُب تذكارية لـ «خير الجنود» خارج الحدود

4 نُصُب تذكارية لـ «خير الجنود» خارج الحدود

أحمد متاريك

أحمد متاريك

10 أغسطس 2017

في مناسبات تكاد تكون ثابتة بذكرياتها وطقوسها، يحرص عدد من أرفع مسؤولي البلاد على الذهاب إلى هذه الأماكن لتقديم الشكر لأصحابها على ما قدموه في عمليات حربية فقدوا خلالها أرواحهم وفاءً كأصدق مثال على معاني الوطنية والإباء، إنها "النُصب التذكارية" التي عادةً ما تتصدر شاشات التليفزيون في الأيام الوطنية، إحياءً لذكرى من راحوا من جنودنا خلال تاريخ المعارك الطويل التي خاضتها مصر قديمًا وحديثًا.

 

نادرًا ما تخلو محافظة مصرية من "نُصب" أو اثنين، يقف شامخًا في أحد الميادين الكبرى ليكرم ذكرى أبنائها الأحياء الأموات، لكن قدر مصر الذي أجبرها أن تلعب دورًا دائمًا خارج حدودها، وأن تكون "رمانة ميزان" المنطقة، حتّم في بعض الأوقات أن تتجاوز عمليات الجيش العسكرية نطاقها لما هو أبعد، ما حتّم سقوط شهداء على غير التراب المصري، بعض هذه الدول أبت إلا أن تكرم ذكرى هؤلاء على أرضها بـ"نُصب تذكاري" مجيد، يرطب ذكرى هؤلاء الغرباء الذين ماتوا لحياة غيرهم. 

 

اليمن

في العام 1965 قرر الرئيس جمال عبد الناصر مناصرة الثورة اليمنية بعدد كبير من كتائب الجيش المصري، التي خاضت في "البلد السعيد" صراعًا شرسًا ضد الإمام البدر، سقط فيه آلاف الشهداء المصريين تباينت في تحديد عددهم كتب التاريخ، ما بين 20 ألفًا أو 5 آلاف فقط.

 

قُرب جبل عصر أقيم نصب تذكاري قُرب مقبرة احتوت على أكثر من 1300 شهيد، جميعهم من الرتب العسكرية الصغيرة، اعتادت أن تكون مزارًا ديبلوماسيًا للسفراء والوزراء في المناسبات القومية، لوضح أكاليل الورورد والترحم على ذكرى عبد الناصر.

 

وفي واحد من أكبر شوارع صنعاء، توجد "المقبرة الكبرى" التي تضم رفات معظم من ماتوا في القتال، ولفترة طويلة حرص كل رؤساء جمهورية اليمن على زيارتها بشكل سنوي وفي العيدين، للتأكيد على وحدة الدم التي سالت على من بلدين على ارض واحدة دعمًا للثورة اليمنية.

 

بيت لقيا

في العام 1967هاجمت إسرائيل قرية بيت نوبا، غرب رام الله، والتي كانت خاضعة لحراسة فرقة مصرية من 10 أفراد رفض جنودها المغادرة، فماتوا جميعًا في قصف يهودي، قبل أن يهدموا 3 قرى، هي: بيت نوبا وعمواس ويالو، وهجّروا 3500 من أهلها إلى الأردن.  قررت السلطة الفلسطينية تكريم ذكراهم بهذا البناء المميز في 2011، الذي لم يسلم من التعنت الإسرائيلي، فأعلنت "تل أبيب" نيتها في هدمه بعد إقامته بـ5 أشهر، لكنها تراجعت عن ذلك لاحقًا.

 

إسرائيل

على الرغم من انقضاء سنوات طويلة من الصراع، إلا أن إسرائيل لا تزال تؤوي نصبًا تذكاريًا لواحد من أقطاب الحرب ضدها، وهو البطل أحمد عبدالعزيز، الذي توفي في العام 1948 بنيران صديقة، وعلى الرغم من أن مقبرته تقع  في قبة راحيل شمال بيت لحم، وله قربها نصب تذكاري شامخ، أبى أن يحارب الإسرائيليون ذكراه حيًا وميتًا، فأطلق أحد جنودها النار على شاهد قبره، لكنه كان كصاحبه، احتوى الطلقة ولم ينكسر!

 

كما أن مستوطنة "أد حالوم" يقع بقربها نصب تذكاري محدود يخلد بطولته هو و4 من جنوده في معارك الفالوجة، تم حصاره بالأسلاك الشائكة وكاميرات المراقبة خوفًا من التحول لمزار شعبي.

 

غزة

في 2011 دشَّن فتحي حماد وزير داخلية حركة حماس في قطاع غزة، نصبًا تذكاريًا، لتخليد ذكرى 6 جنود مصريين استُشهدوا على الحدود بقصف طائرات إسرائيلية خلال تعقبها مهاجمون استهدفوا مدينة إيلات، فقتلوا 8 من سكانها.

 

أقيم النُصب في بيت لاهيا بمنطقة الشيخ زايد، كما سُمي الميدان "ميدان شهداء مصر"، وتمثل في لوحة رخامية حوت أسماء الشهداء الستة، متمنية لهم الرحمة والنعيم.