بِمَ أغروك يا درش؟!
أحمد متاريك
04 مارس 2018
الذي ليس بعزيزي..
هذا كلام لا تسبقه أي تحية
كأي مواطن في بلدنا "الطريف" تابعتُ بالفترة الأخيرة أخبار ترشح سيادتكم للرئاسة، وهو خبرٌ كما تعلم ونعلم جميعًا لا يستحق أن نتوقف عنده كثيرًا، طالما ارتضيَ لنفسك قبلنا أن تكون حلية تزين بها نعش بلدك وهو يُقاد لمثواه الأخير..
أستاذ خليل موسى..
لم يشغلني قط دخولك الانتخابات كآخر (خيار) أمام السادة، بعد أن تساقط الكُل وأحجموا عن المشاركة في (عُرْسنا) النزيه، إما ترهيبًا أو ترغيبًا، فأنت تقريبًا "لاشيء"؛ سياسي لم يُجد في قيادة الأحزاب إلا وَأْدها في مهدها، أبرز منجزات تاريخه منذ ترأس الغد أن طواه في جيوب النسيان إلى الأبد، مؤيد خائب في زمرة المؤيدين، ومعارض لا يكف عن تأييد من يعارضه!
مرشح رئاسة لا يعلم الناس شكله ولا برنامجه الانتخابي ولا حتى ينطقون اسمه صحيحًا، أفنى أعوامه الأخيرة في الدعوة لانتخاب السيسي بـ"اكتساح" والآن يتحسس خطواته في مواجهته، دون أن يتخلى أيضًا عن مطالبًا الشعب بالتصويت لمُنَافِسه إلا قليلاً، وهو يحدِّثنا بصوت مرتعش عن فرصه الجيدة في الفوز، ولعمري لو تنافس 10 مرات على رئاسة مجلس إدارة سيارته لرسب.
مرَّت البلاد في الفترة الأخيرة بعشرات الأحداث؛ ثورتين ومئات الامتحانات الصعبة، سال الدم في الشوارع والجوامع والميادين والكمائن، نلنا قرضًا من البنك الدولي وتأهلنا لكأس العالم، وبقيت أنتَ يا متولي موسى في جُحرك تخاف أن تطيل رقبتك، فيحتسبها أحدهم، لا سمح الله، موقِفًا فيطيرها بضربة سيف.
المرشح الشبح جدير بألا يكون غيره في الانتخابات الشبح، التي سُحق قبلها كل من يُعتقد أنه قد يهزُّ صورة الـ99.9999% وتُركت الساحة فقط لآخر القادرين على تزويقها؛ للأقوى.. وللأضعف.
حدثٌ يليق بكليهما، وحتى يظل في بدن التاريخ للأبد، أن السيسي خلال فترتيْ حُكمه نافس نفسه بالانتخابات وفاز.
رغم هذا، تبدو كل هذه الأمور بنظري عادية ولا تستحق أي اندهاش، فلقد اعتزلتُ سياساتهم وانتخاباتهم منذ أمدٍ طويل، ولو رشّحوا دبدوبًا لمواجهة السيسي ما استغربت، ولا أعتقد أن مساهمته في الانتخابات ستختلف كثيرًا عما سيفعله أخونا نادر موسى.
وإنما سؤالي الوحيد من كل هذا الأمر يتعلق بـ"درش".. هو لماذا؟
رجل في أواخر حياته، انتهى تاريخه السياسي من قبل أن يبدأ.
لم نكن نعلم عنه شيئًا عندما كان مريدًا، فما بالك بحاله عندما انتقل للمعارضة، وصار أضحوكة للجميع ومادة للتندرعن ذلك المسخ الذي انتزعوه من القبر، ودهنوا وجهه بطلاء أبيض مقتنعين أنه بهذا صار جميلاً يستحق الحياة، غير عالمين أن هذه العملية حولته إلى زومبي.
مكتفٍ ماديًا كما أعتقد، ويمكنه أن يستكمل بقية دوره المفضل في التصفيق والتأييد بهدوء وأريحية حتى يقرروا ركنَه على الرف، من الظل أتى وفي الظل بقي وإلى الظل عاد.
موظف حكومة محترم، يؤدي بنجاح دوره المثالي في تخريب حزبه، ويُلحقه جوار إخوته ضمن أحزاب الكرتون؛ فيحصر كل نشاطه في الإشادة بهذا القرار وتأييد ذاك المشروع، ولا مانع من سب تركيا وقطر وإيران وأمريكا كلما شعر بالتنميل في ساقه.
ترك كل هذا وحوّل نفسها إلى أرجوزة مصرية في "التهييس" ستطاله نارها حتى يُبعث، أمر لم يسبقه إليه سوى عدلي منصور، وإن كانت ظهرت مع الأخير بشكل أكثر حِفظًا للكرامة بعشرات المراحل.
بعد كل هذا.. ما المقابل يا درش؟
ستخسر حتمًا.. ستُسحق للأبد.. سهام السخرية ستحولك إلى دمية مثقوبة، وستكون مضربًا للأمثال في "الهوان"، حتى من دفعوك لخوض النزال سيديرون لك أظهرهم فور هزيمتك بالقاضية..
لن تُجبر جراحك كنوز الأرض ولا أوسمتها مهما غرقت بها، ولن يعود ظهرك للاستقامة أبدًا مهما صلبوك بالجريد، ستلمح الاستخفاف في عيون كل من ياقبلونك، ولن تلاحقك النكات ليس فقط من وراء ظهرك، وإنما أمام ناظريك، فبأي شيءٍّ وُعدتَ مقابل كل هذا؟!
أكثر ما أكره هو عقد جلسات تربية وعظية مع ابني ذي الـ3 شهور، لكن أظن أن واحدًا منها يجب ألا يفوتني ويفوته؛ مهما تبدلت بك الدنيا وتدنَّت بك الأحوال وسقطت في القاع، لا تكن أبدًا أبدًا مثل عمّو مصطفى..
أو أيًّا كان اسمه..