ماذا يعني فوز جو بايدن بالنسبة إلى مصر؟ (تحليل)

كتب: أحمد الشاعر

فى: أخبار مصر

14:00 08 نوفمبر 2020

جو بايدن.. الديمقراطي والرئيس السادس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، وصل سدة الحكم في البيت الأبيض بعد منافسة شرسة، مع غريمه دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، ليضفى نهاية زرقاء على الانتخابات الأمريكية التي طالما حظيت باهتمام واسع دوليا وفي الشرق الأوسط خاصة في العالم العربي.

 

وتتمتع مصر بعلاقات تاريخية واسعة النطاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، بل تفرض "القاهرة" قوامتها باعتبارها دولة رائدة والأهم في الشرق الأوسط.

 

بيد أنه من المتوقع أن تعود سياسة واشنطن في الشرق الأوسط، إلى قواعد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والتي يسعى جو بايدن الرئيس الجديد لإحيائها والتوسع فيها.

 

وبالنسبة لمصر يمكن القول بأن العلاقات بين القاهرة وواشنطن ستكون على ما يرام على صعيد الاقتصاد والأعمال، إلا أن ثمة ضغوطا قد تمارس على القاهرة فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان أول زعيم عربي يقدم التهنئة لـ جو بايدن بفوزه برئاسة البيت الأبيض، متطلعا للتعاون والعمل المشترك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة.

 

وبعض الحقوقيين في مصر ينظرون إلى فوز جو بايدن بالبيت الأبيض على أنه خبر سار، وتزداد طموحاتهم في رفع سقف المعارضة بحد تعبيرهم.

 

ويقول المحلل السياسي أحمد سيد أحمد في تصريحات صحفية: "لطالما كانت العلاقات الأمريكية المصرية استراتيجية، بصرف النظر عمن يجلس في البيت الأبيض، الشراكة ستستمر، لكن خطاب الديمقراطيين حول حقوق الإنسان قد لا يلقى استحسانا لدى بعض المصريين، الذين يرون في ذلك تدخلاً في شؤون بلادهم".

 

ووفقا لتقرير لصحيفة فايننشال تايمز تحت عنوان «ماذا يمكن أن يعنيه فوز بايدن بالرئاسة للعالم؟»، وآخر نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية تحت عنوان «ماذا سيعني فوز ترامب أو بايدن للشرق الأوسط؟» فقد وعد بايدن بإلغاء ما يعتبره الكثيرون عنصرًا أساسيًا في سياسة ترامب الخارجية، وهو غض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان لصالح السياسة الواقعية الفظة.

 

ردود أفعال

 

زخم كبير حفلت به برامج التوك شو عشية فوز بايدن، بدا بعضها مهاجما لوصول اللون الأزرق إلى البيت الأبيض، مسترجعين ما فعلته إدارة أوباما في الشرق الأوسط، واصفين سياسية الحزب الديمقراطي بالمضرة والمفسدة لحياة الشعوب العربية.

 

لميس الحديدي التقت في برنامجها "كلمة أخيرة" مع رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي "عمر مهنا" الذي قال إن بايدن سيركز خلال فترته الرئاسية على تحقيق التوافق بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مشيرا إلى أن بايدن لن يحذو حذو إدارة أوباما، التي اعتبر أن سياساتها أضرت بالشرق الأوسط.

 

وأجرت الحديدي مقابلة مع رئيس مجلس إدارة جريدة المصري اليوم عبد المنعم سعيد، الذي قال إن أولوية بايدن ستكون احتواء أزمة "كوفيد-19" وإنهاء الانقسامات الحالية في المجتمع الأمريكي، مضيفا أن نائب الرئيس السابق سيعيد بناء الجسور مع حلفاء البلاد في الناتو والاتحاد الأوروبي، وتحديد كيفية التعامل مع الصين والشرق الأوسط.

 

أما أحمد موسى في برنامجه "على مسؤوليتي" فقد أجرى اتصالا هاتفيا مع مايكل مورجان الباحث السياسي بمركز لندن الذي أنه استند في حديثه مباشرة إلى تغريدة نشرها ترامب على حسابه على تويتر، وزعم مورجان أن الحزب الديمقراطي زور الانتخابات لصالح بايدن من خلال الدفع بالتصويت عبر البريد. وأصر على أن الانتخابات لم تنته بعد، وأن إعلان فوز بادين لا يزال مجرد "توقع"، قائلا إن المحكمة العليا هي من سيحسم الفائز بالانتخابات.

 

وقال الإعلامي عمرو أديب، إن كل من رئيس وزراء كندا ورئيس جمهورية فرنسا ورئيس وزراء الهند، ورئيس وزراء إثيوبيا، فضلًا عن باراك أوباما الرئيس الأمريكي السابق وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في إدارة أوباما السابقة جميعهم هنأوا جو بايدن بالفوز في الانتخابات على ترامب، وعندما هنأ الرئيس عبد الفتاح السيسي جو بايدن البعض اعتبره هذه التهنئة "إن مصر باعت ترامب".

 

واستنكر "أديب"، خلال تقديمه برنامج "الحكاية"، على شاشة "mbc مصر"،: "يعني الناس سابت الـ 90 زعيم اللي هنأوا الحاج أبو عنتر، ولما مصر هنأت قالوا مصر باعت ترامب، هو إحنا يعني كان بإيدينا نشتريه، يعني لازم نطلع نقول ولا يوم من بعدك، ادفنوني معاك، الشعب الأمريكي قد اختار رئيسا جديدا، المهم المصالح وندخل في حوار استراتيجي".

 

وأوضح أديب، أن مصر حليف للولايات المتحدة الأمريكية وبينهما علاقات اقتصادية وعسكرية وشركات أمريكية واستثمارات أمريكية، و"علاقات مصر بأمريكا زي علاقة كندا بأمريكا قائمة على الندية والاحترام، مصر ليست صغيرة، مصر قوة إقليمية عظمى وفي يدها أوراق مهمة جدًا"، كما أن الولايات المتحدة لها تقاليد ولها سياسة.

الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما

العلاقة بين القاهرة وواشنطن في ظل وجود بايدن

 

ثمة رأيان طرحا على الساحة السياسية المصرية عقب فوز بايدن بالانتخابات الأمريكية، الأول يقول إن «بادين» هو امتداد لسياسة أوباما في الشرق الأوسط، والثاني لم يؤيد الأول بل ذهب أن الرئيس الأمريكي الجديد لن يتمادى في سياسة باراك أوباما والذي عمل نائبا له.

 

أصحاب هذا الرأي يرون أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن مهددة بالعودة إلى الأجواء الجليدية التي سادت خلال فترة أوباما، ويرى مراقبون أنه من المحتمل أن تؤثر عدد من القضايا على العلاقات بين مصر وأمريكا خلال فترة رئاسة جو بايدن، لافتين إلى أن أكبر احتكاك محتمل يتعلق بمجال بحقوق الإنسان رغم أن بايدن لم يعلق كثيرا على الشرق الأوسط، أو مصر على وجه الخصوص، إلا أنه حدد في مقال نُشر في مجلة فورين بوليسي في يناير 2020، عقيدته السياسية، ووعد بايدن بتبني سياسة تقوم على حماية حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية.

 

أصحاب الرأي الثاني ذهبوا إلى أن جو بايدن لن يكون امتداد لأوباما، لافتين إلى أن نظرة سريعة على تصريحات بايدن أثناء ثورات المنطقة في 2011 تمنح تصورا حول حجم الاختلاف بين بايدن وأوباما، حيث كان بايدن، يراقب الحماسة الثورية في مصر بقلق، وأعرب عن تعاطفه مع رغبة شباب مصر في تأسيس ديمقراطية حقيقية والمزيد من الفرص الاقتصادية، لكن في الاجتماعات بالبيت الأبيض، وفقا لما ذكره آخرون حضروا تلك الاجتماعات، كان بايدن من بين أولئك الذين أعربوا عن مخاوفهم من أن رحيل مبارك المفاجئ قد يؤدي إلى حكم إسلامي غير ودي، إن لم يكن فوضى، كما أكد بايدن أن مبارك عمل بشكل جيد مع الولايات المتحدة في معالجة الإرهاب والحفاظ على السلام مع إسرائيل والمصالح الاستراتيجية الأخرى.

 

من جانبه قال هاني رسلان، الخبير الاستراتيجي، أن "التوجس من فوز بايدن قد يصب فى تقوية الإخوان أمر مبالغ فيه للغاية، لقد سقط الإخوان فى ذروة تمكينهم وانهارت أكاذيبهم وتشتت تنظيمهم، فى ظل وجود أوباما ورغما عن أنفه".

 

ورأت الخبيرة الاقتصادية علياء المهدي، أن "وعي المواطن الأمريكي زاد خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أنها تعجبت من فوز ترامب في 2016، واصفة إياه بأنه شخص لديه جنون العظمة، لكن الشعب الأمريكي عاد لرشده بعد وصول بايدن للحكم".

 

وأضافت قائلة: "من منظور اقتصادي أؤكد أن مصر لم تستفد من ترامب أي استفادة اقتصادية أكثر من اي رئيس قبله، بالعكس تم الإضرار بنا تجاريا من جراء الحرب التجارية التي قادها ترامب".

 

ومن جهته، قال معتز بالله عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، إنه "لا يوجد أي نوع من القلق من تولي جو بايدن قيادة الولايات المتحدة الأمريكية"، مشيرًا إلى أنه كان الشخص الوحيد الذي كان موجودا في إدارة الرئيس الأسبق أوباما، الذي كان يرغب في استقرار أحوال مصر ووصف مبارك بأنه حليف تاريخي للولايات المتحدة الأمريكية، وهو شخص يميل إلى الحلول الوسط بشكل مستمر".

 

وأضاف: "بعض الناس بتقول أوباما وإدارته كانوا إخوان، ده طبعا كلام فارغ، الإدارة الأمريكية في الوقت ده كانت بتتعامل مع القوة اللي موجودة في مصر، ولما الناس دي منعت عن مصر قطع غيار بعض الأسلحة كانت تلك فرصة عظيمة لمصر لتتجه إلى قوى أخرى لتعمل على تنويع أسلحتها، وعدم استجابتها لأي ضغوط".

 

وقال: "أنا أتصور أن بايدن سيبحث عن مناطق تعاون مع مصر، وأي كلمة قالها في حق الرئيس السيسي في أعقاب ثورة 30 يونيو، كانت بسبب الموقف الإيجابي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من القيادة المصرية ومن المعروف أنهم مش متوافقين في آرائهم، لكن أنا شايف أن الراجل هيدور على سكة علشان يكون في تنسيق مع مصر".

 

وعلق قائلا: "مفيش حد هيملي على مصر شيء، أعتقد أن هيكون في مفاوضات ومناوشات، لكن في النهاية مصر ستفعل ما تقتضيه المصلحة الوطنية، ومصر لديها تاريخ طويل في التعامل مع القوى الكبرى في العالم، وبايدن ليس لديه العدوانية التي يحاول البعض أن يلصقها به".

 

موقف أعضاء فريق بايدن من مصر؟

 

«أنتوني بلينكين» كبير مستشاري السياسة الخارجية لحملة بايدن الانتخابية والمرشح القوي لمنصب مستشار الأمن القومي الأمريكي في الإدارة الجديدة، تحدث عن سد النهضة بشكل واضح وصريح وأشار إلى أهمية الدور الأمريكي كوسيط في هذه القضية.

 

وكتب على تويتر: "تصريحات دونالد ترامب بأن مصر ستفجر سد النهضة الإثيوبي الكبير متهورة وتقوض دور الولايات المتحدة كمراقب في مفاوضات سد النهضة مع مصر وإثيوبيا والسودان".

 

وبلينكين، 58 عاما، شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي ونائب وزير الخارجية في إدارة أوباما وكذلك مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس بايدن من 2009 إلى 2013، وإن كان يمكن القول إن مستشار الأمن القومي هو أقرب مساعد إلى الرئيس، فإن أهم وجه للسياسة الخارجية هو وزير الخارجية.

أنتوني بلينكين

«وليام بيرنز» المرشح لمنصب وزير الخارجية، هو موظف متقاعد يتولى حاليا منصب رئيس مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهي مؤسسة فكرية رائدة في واشنطن، وعمل بيرنز (64 عاما) كنائب لوزير الخارجية وشغل منصب نائب وزير الخارجية وسفيرا لدى روسيا والأردن من بين مناصب أخرى خلال الإدارات الديمقراطية والجمهورية، وغالبا ما كان يتعامل مع مفاوضات السلام عبر القنوات الخلفية في الشرق الأوسط وساعد في جعل الاتفاق النووي الإيراني التاريخي الذي وقعه الرئيس أوباما وخمس دول أخرى مع طهران ممكن.

 

يُنظر إلى بيرنز على أنه دبلوماسي ماهر، وقادر على التفاوض بشأن موقف حكومته، لكنه أيضا متجذر بقوة في الإيمان بالمؤسسات والدور التقليدي للولايات المتحدة في السياسة العالمية، بما في ذلك التعددية التي استهزأت بها إدارة ترامب، وبصفته موظف محترف في الخدمة الخارجية، فإن اختيار بيرنز سيرسل إشارة مطمئنة إلى وزارة الخارجية التي شعرت بالإهانة أو التجاهل في سنوات ترامب.

 

كتب بيرنز مقال العام الماضي على موقع المجلس الأطلسي بعنوان "نهاية التفكير السحري في الشرق الأوسط"، أشار فيها إلى "نحن ببساطة لا نملك القوة أو البراعة لتغيير الأنظمة السياسية أو الاقتصادية أو تغيير الأنظمة لتناسب تفضيلاتنا".

 

وفي عام 2014 أثناء شغله منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، أكد بيرنز أن التطور المستقر في مصر لا يزال حاسما لتطور مستقر في المنطقة بأسرها، إلا أن التحول لا يمكن أن ينجح دون شعور بالاحترام للتعددية السياسية وشعور بالثقة في مستقبل اقتصادي أفضل وأكثر شمولية.

 

وقال بيرنز، خلال محاضرة له أمام مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية بواشنطن تحت عنوان (أجندة متجددة للشراكة الأمريكية الخليجية)، إنه "فيما يخص مصر فإننا يمكننا، بالرغم من الاختلافات بيننا، العمل سويا لدعم الإصلاحات".

 

ويعترف بيرنز بأنه واقعي على المدى القصير ومتفائل على المدى البعيد، ويؤمن بأهمية استمرار المساعدات الأمريكية لمصر وغيرها من الدول، وفي هذا السياق، نشر بيرنز في منتصف الثمانينات كتاب بعنوان "المساعدة الاقتصادية والسياسة الأمريكية صوب مصر"، حول دور المساعدات الأمريكية وأهميتها في خدمة المصالح الأمريكية في مصر.

وليام بيرنز

كيف يؤثر فوز بادين على مصر اقتصاديًا؟

 

يستبعد محللون بشكل عام أن يكون لفوز جو بايدن برئاسة البيت الأبيض تأثيرا على أداء البورصات العالمية لا سيما الخليج ومصر خلال جلسات الأسبوع الجاري، مشيرين إلى أن الفيصل الوحيد هنا خلال الأيام المقبلة هو نتائج الشركات إضافة إلى السبل الرسمية في بورصات المنطقة لجذب المستثمرين الأجانب والتي يأتي في مقدمتها الطروحات الحكومية.

 

وشهد الدولار الأمريكي انخفاضا هو الأكبر منذ عامين وسط انتعاش الأسواق الناشئة بسبب السباق الرئاسي الأمريكي والمزايا الممنوحة للمصدرين الأمريكيين، بحسب بلومبرج.

 

وتعد السندات ذات الآجال القصيرة في مصر والبرازيل بين الأفضل أداء الأسبوع الماضي فيما يستمر المستثمرون في ضخ الأموال في أصول أعلى مخاطرة مع انتهاء التصويت في الانتخابات الرئاسية.

 

هبط المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية اليوم الأحد EGX30 في بداية تعاملات اليوم الأحد، بنسبة 0.14% إلى مستوى 10614 نقطة.

 

ولم يسجل مؤشر EGX70 للأسهم الصغيرة والمتوسطة تغيرًا في بداية التداولات، بينما هبط مؤشر EGX100 الأوسع نطاقا بنسبة 0.02%.

 

وكان المؤشر الرئيسي للبورصة ارتفع في نهاية تعاملات الخميس الماضي آخر جلسات الأسبوع، بنسبة 0.96% إلى مستوى 10629 نقطة.

 

ومن جانبه، أعرب أيمن فودة رئيس لجنة أسواق المال بالمجلس الاقتصادي الأفريقي، عن توقعاته في أن يسيطر الاستقرار على أداء بورصات الخليج ومصر في ظل الترجحيات أيضا بإستقرار البورصات العالمية.

 

ولفت في تصريحات صحفية،  إلى أنه إذا كان هناك تأثيرات سلبية على الأسواق وهو المستبعد بعد استيعاب النتيجة وفوز بايدن إلا أن هذه التأثيرات ستكون مؤقتة لحين تأكيد بايدن على تبنيه دفع الاقتصاد الامريكى من خلال سياسات متوازنة مع دول العالم و خاصة الصين ثانى أكبر اقتصاد في العالم.

 

وأوضح فودة أن ذلك سينعكس بدوره تدريجيا على الأسواق المالية بعد اعطاء الثقة فى الاقتصاد و المؤشرات الأمريكية، متابعا: "لذا فلا داعى للقلق من فوز الديمقراطى جو بايدن".

 

ومن جهته، قال محمود شكري الرئيس التنفيذي لمجموعة إيه إم إس للاستثمارفي تصريحات لموقع "مباشر" المعني بالشأن الاقتصادي، أنه لا شك إن الانتخابات الأمريكية هذه الدورة هي الأشرس على الإطلاق ، في ظل تنافس حاد بين مرشح متقدم جون بايدن ومرشح يلوح بالطعن في النتائج حتى قبل ظهورها بشكل رسمي، ولعل حالة الضبابية في النتائج وتأخير موعد حسمها حتي الان رغم اعلان وسائل اعلام امريكيه واستباقها للنتائج الرسمية بإعلان فوز بايدن، آثر على أسواق المال الأمريكية، بشكل ايجابي عكس التوقعات.

 

وأضاف أن الداو جونز الذي حقق قمته التاريخيه في عهد ترامب، عكس اتجاهه حتي في ظهور نتائج تعكس تقدم بايدن الذي لوح في برنامجه للمبادرات من اليوم الأول بحزم اضافيه لدعم الاقتصاد الأمريكي للاسراع من التعافي من جراء اجراءات كورونا.

 

وأشار إلى أن هذا الارتفاع سينعكس بشكل ايجابي على أسواق مصر والدول الخليجيه، تزامنا مع الاعلان عن النتائج الأولية لهذه الانتخابات، مشيرا إلى أن عمليات التصحيح بالأسواق الخليجية والمصريه علي حد سواء جاءت الفترة الماضية نتيجية للارتفاعات التي شهدتها بفضل عودة الثقه تدريجيا مع فتح الأنشطة الاقتصادية.

 

وأضاف إن تأثر الأسواق الخليجية والمصرية يعد في الاتجاه الصاعد من الناحية الفنية، مؤكدا أن تأثير إعلان تلك النتائج الأولية للرئاسة الأمريكية سيكون محدودا، متوقعا أن تشهد الأسواق المصرية والخليجية، ارتفاع حذر بفوز بايدن وفي انتظار أول اعلان له للتضح رؤيته تجاه حزم التعافي والإجراءات الاقتصادية المرتقبة.

 

وأجرت الإعلامية لميس الحديدي اتصالا هاتفيا مع نبيل زكي، أستاذ الاقتصاد الدولي والتمويل بجامعة نيويورك، والذي قال إنه يتوقع أن تستمر الأسواق في الصعود هذا الأسبوع، لكنها ستشهد تذبذبات، لحين وضوح السياسة الاقتصادية والضريبية للرئيس الجديد بايدن.

اعلان