الطريق إلى البيت الأبيض.. ترامب يزعم وجود «خداع».. وبايدن يدعو للهدوء
اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الديمقراطيين، بدون تقديم أدلة، بـ "الخداع" في التصويت لسرقة الانتخابات الأمريكية التي جرت يوم الثلاثاء في الوقت الذي لم تحسم فيها النتيجة حتى الآن.
وكان منافسه الديمقراطي، جو بايدن، قد ناشد الناخبين في وقت سابق بالتحلي بالهدوء مع استمرار عملية فرز الأصوات في خمس ولايات.
وتوصف الانتخابات الحالية بأنها أحد أكثر السباقات الرئاسية ضراوة في ذاكرة التاريخ الحديث.
ماذا قال ترامب؟
قال الرئيس، في أول تصريح علني منذ ظهوره في الساعات الأولى من يوم الأربعاء: "إذا فرزتم الأصوات القانونية، سأفوز بسهولة".
وأضاف: "إذا حسبتم الأصوات غير القانونية، فيمكنهم محاولة سرقة الانتخابات منا".
ترامب وبايدن
وبخلاف مزاعم المخالفات، لم تقدم حملة ترامب أي دليل على تزوير الانتخابات.
وفي حديث أدلى به من البيت الأبيض يوم الخميس، قال ترامب: "كنا قد حققنا الفوز في جميع المواقع الرئيسية، كثيرة في الواقع، ثم بدأت أعدادنا تتضاءل بأعجوبة في الخفاء ولم يسمحوا لمراقبين مصرح لهم قانونا".
وأشار منتقدو ترامب إلى تراجع تقدمه لأنه عمل بنشاط على حث مؤيديه على عدم التصويت بالبريد، بينما حث بايدن ناخبيه على استخدام بطاقات الاقتراع البريدية، وهذه الأصوات هي التي تخضع للفرز الآن في الولايات الرئيسية.
وأضاف الرئيس: "حدث الكثير من التلاعب، ولا يمكن أن نتحمل ذلك في بلدنا".
ما هو رد الفعل؟
انتقد بعض الجمهوريين من زملاء ترامب، الذين كانوا في الماضي أصواتا معارضة للرئيس، تصريحاته الأخيرة ضمنا.
وقال ميت رومني، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية يوتا والمرشح السابق للرئاسة عام 2012: "سيتم فرز الأصوات، إذا كانت هناك مخالفات مزعومة، سيجري التحقيق فيها وحلها في نهاية المطاف في المحاكم".
وأضاف: "نثق بديمقراطيتنا وبدستورنا وبالشعب الأمريكي".
وقال آدم كينزينغر، عضو الكونغرس عن ولاية إلينوي، دون تسمية الرئيس: "إذا كانت لديك مخاوف مشروعة بشأن تزوير، قم بتقديم الأدلة وإحالتها إلى المحكمة. توقف عن نشر معلومات خاطئة مزيفة ... هذا ضرب من الجنون".
وكان لاري هوغان، حاكم ولاية ميريلاند، الذي انتقد ترامب سابقا، أكثرهم صراحة في انتقاداته.
وكتب على تويتر: "لا يوجد دفاع عن تصريحات الرئيس الليلة التي تقوض عمليتنا الديمقراطية".
بيد أن ديفيد بيرديو، سيناتور ولاية جورجيا الذي أعيد انتخابه مؤخرا، كتب على تويتر قائلا: "يجب احتساب كل تصويت قانوني مرة واحدة"، ثم يفوز الرئيس.
ماذا قال بايدن؟
دعا بايدن، في وقت سابق يوم الخميس، متحدثا من مقر حملته في ويلمنغتون بولاية ديلاوير، إلى الهدوء في شتى أرجاء البلاد.
وأعرب المنافس الديمقراطي مرة أخرى، في حديث قصير بثته محطات التليفزيون، عن ثقته بإعلانه الفائز في الانتخابات.
وقال: "الديمقراطية تشوبها الفوضى أحيانا، لذا فهي تتطلب القليل من الصبر أيضا".
وأضاف: "هذا الصبر كانت مكافأته ما يزيد على 240 عاما بنظام حكم كان موضع حسد العالم".
وأضاف: "طلبت من الجميع التحلي بالهدوء، من كل الناس التحلي بالهدوء. العملية مستمرة، والفرز يكتمل، وسنعرف قريبا جدا".
ومع ظهور النتائج تدريجيا، نُظمت احتجاجات على فرز الأصوات، شارك فيها الجانبان في مدن كبرى.
ما هو الوضع الراهن للسباق؟
شهدت الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الثلاثاء نهاية مثيرة في ولايات ويسكنسن وبنسلفانيا ونيفادا وأريزونا وجورجيا وميشيغان ونورث كارولينا.
وأُعلن فوز بايدن في ولاية ميشيغان، ومن المحتمل أيضا في ولاية ويسكنسن، في حين أبقت عملية فرز الأصوات المتأرجحة التي تنطوي على فوارق ضئيلة للغاية أمريكا في حالة ترقب يشوبه التوتر في الولايات الخمس الأخرى.
وحصل بايدن حتى الآن على 253 صوتا في المجمع الانتخابي، الأمر الذي يمنحه تقدما كبيرا في السباق لحصد 270 صوتا لازما للفوز بالبيت الأبيض في ظل نظام الانتخابات الأمريكي، بينما حصل ترامب على 214 صوتا.
وسيكون الفوز في ولاية بنسلفانيا فقط أو ولايتين من الولايات الأربع المتبقية كافيا لضمان فوز بايدن بالرئاسة، باستثناء أي طعن قانوني طويل الأمد.
ويحتاج ترامب إلى الفوز بولاية بنسلفانيا وثلاث من الولايات الأربع المتبقية: جورجيا ونورث كارولينا وأريزونا ونيفادا.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب لشبكة "سي بي إس نيوز"، شريك بي بي سي أمريكا، إن ترامب لا يعتزم التنازل إذا أعلن بايدن الفوز في النهاية.
وتعهد المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، بأن المعركة القانونية ستستمر، مضيفا: "في انتخابات حرة ونزيهة، سيفوز الرئيس".
وجمع فريق ترامب ملايين الدولارات من أجل خوض معركة قانونية.
في تلك الأثناء توقع ميد مولفاني، رئيس موظفي البيت الأبيض السابق، في ندوة عبر الإنترنت، استضافتها مؤسسة فكرية في وقت سابق يوم الخميس، أن ترامب سيرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى "بكل تأكيد" في غضون أربع سنوات إذا خسر أمام بايدن.
ما هي آخر أخبار فرز الأصوات؟
دعا مسؤولو الانتخابات أيضا إلى التحلي بالصبر، مع رفضهم مزاعم حملة ترامب بشأن حدوث مخالفات في التصويت.
وقالت كاثي بوكفار، سكرتيرة ولاية بنسلفانيا، خلال مؤتمر صحفي إنه سيتم فرز معظم الأصوات بحلول يوم الجمعة، لكن السباق لا يزال محتدما للغاية بحيث لا يمكن إعلان النتيجة.
وأضافت يوم الخميس: "إنها قريبة جدا في بنسلفانيا، صحيح، ليس هناك شك، وهذا يعني أن الأمر سيستغرق وقتا أطول لمعرفة الفائز".
وحقق ترامب تقدما في ولاية بنسلفانيا بأكثر من 50 ألف صوت مع فرز 95 في المئة من الأصوات.
وفي ولاية جورجيا، يتقدم ترامب بأقل من 3500 صوت مع بقاء 1 في المئة للفرز.
وقال غابرييل سترلينغ، المتحدث باسم سكرتير ولاية جورجيا، إنه لم ير أي دليل على تزوير أصوات الناخبين، مضيفا أن مسؤولي الانتخابات "يقومون بعمل جيد للغاية" تحت ضغط.
وفي ولاية أريزونا، حقق بايدن تقدما بأقل من 57 ألف صوت بنسبة 88 في المئة من الأصوات.
وصنفت شبكة "سي بي إس" ذلك على أنه فوز "محتمل" للمرشح الديمقراطي، كما تجمع أنصار ترامب يوم الخميس خارج مركز فرز أصوات في مقاطعة ماريكوبا.
وقال مسؤول انتخابي إن نتائج ما يزيد على 51 ألف بطاقة اقتراع بالبريد سيجري تحديثها يوم الجمعة.
ما هي الإجراءات القانونية التي اتخذها الرئيس؟
رفع الرئيس الجمهوري عددا من الدعاوى القضائية للطعن في عملية فرز الأصوات وزعم حدوث مخالفات وانعدام الشفافية.
وطالب الرئيس بإعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكنسن كما يحق لأي مرشح يفصله فارق بنسبة واحد في المئة عن منافسه في مجموع الأصوات.
بيد أن بايدن يتقدم بـ 20 ألف صوت في ويسكنسن، ويقول محللو الانتخابات إن عمليات إعادة الفرز السابقة في الولاية لم تثمر عادة إلا عن فروق ببضع مئات من الأصوات.
ورفضت محاكم، يوم الخميس، دعاوى قضائية رفعتها حملة ترامب في ولايتي ميشيغان وجورجيا.
بيد أن حملة ترامب حققت في ولاية بنسلفانيا انتصارا قانونيا عندما قال قاضي محكمة الاستئناف بالولاية إنه يجب السماح لمراقبين جمهوريين بإلقاء نظرة فاحصة على إجراءات التصويت.
كما تعهد فريق الرئيس برفع دعوى قضائية تزعم حدوث مخالفات تصويت في ولاية نيفادا، دون تقديم أدلة.
وقال آدم لاكسالت، المدعي العام السابق في ولاية نيفادا، وهو حليف لحملة ترامب، في مؤتمر صحفي في لاس فيغاس: "نعتقد أن هناك أصوات ناخبين متوفين ضمن عملية الفرز".
وقال بوب باور، محامي بايدن ، إن الدعاوى القضائية "لا أساس لها من الناحية القانونية" وإنها تهدف إلى "توجيه رسائل مضللة بشأن ما يحدث في العملية الانتخابية".