سيناريوهات مؤلمة للانتخابات الأمريكية.. ماذا يحدث في حالة النزاع بين ترامب وبايدن؟ (فيديو)
تتجه أنظار العالم، ومعها تُحبس الأنفاس، انتظارا للنتائج التي قد تفرزها صناديق الاقتراع في الانتخابات الأمريكية.
ورغم عدم اكتمال النتائج في عدد من الولايات المتأرجحة التي قد تحسم نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، فإن الرئيس دونالد ترامب أعلن فوزه على خصمه الديمقراطي جو بايدن اليوم الأربعاء.
ووفق تقارير لوسائل إعلام عربية، فيؤكد الإعلان السابق لأوانه مخاوف يعبّر الديمقراطيون عنها منذ أسابيع، حيث يقولون إن ترامب قد يسعى للطعن في نتائج الانتخابات.
وقد يؤدي ذلك إلى دراما قانونية وسياسية يمكن أن تتحدد فيها الرئاسة عبر مزيج من المحاكم وساسة الولايات والكونجرس.
وفي سياق آخر المستجدات، ووسط تقارب كبير في النتائج يتقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن بفوزه بـ238 صوتاً في المجمع الانتخابي، مقابل 213 للرئيس الحالي دونالد ترامب، وذلك قبل اكتمال فرز جميع الأصوات.
وأغلقت صناديق الاقتراع في الانتخابات الأمريكية بمناطق من عموم الولايات المتحدة بعد يوم انتخابي طويل شهد كثافة في التصويت لكلا المرشحَين.
وتظهر أحدث المؤشرات تقدم ترامب في ولايات بنسلفانيا التي تتجه إليها الأنظار؛ لكونها تنتظر فرز أصوات الناخبين عبر البريد، وكارولينا الشمالية وجورجيا وميشيغان، في حين تظهر مؤشرات أخرى تقدم بايدن في ولاية ويسكنسون.
جاء ذلك إثر فوز بايدن بـ20 ولاية؛ هي فيرمونت وفرجينيا وكناتيكت وديلاوير وإلينوي وماريلاند وماساتشوستس ونيوجيرسي ورود آيلاند ونيو ميكسيكو ونيويورك ومقاطعة كولومبيا وكولورادو ونيو هامبشاير وكاليفورنيا وأوريجون وواشنطن وهاواي ومينسوتا وأريزونا.
مقابل فوز ترامب بـ22 ولاية؛ هي كنتاكي وويست فرجينيا وساوث كارولاينا وألاباما وميسيسيبي وأوكلاهوما وتينيسي وأركنساس وإنديانا ونورث داكوتا وساوث داكوتا ووايومنغ ولويزيانا وكنساس وميسوري وإيداهو ويوتا وأوهايو ومونتانا وأيوا وفلوريدا وتكساس.
فيما انقسمت حصة ولاية نبراسكا من أصوات المجمع الانتخابي بين 4 لترامب مقابل واحد لبايدن.
وأعطى المجمع الانتخابي لولاية مين 3 أصوات من أصل 4 لبايدن، فيما لا يزال مجهولاً إلى من سيذهب الرابع.
ويعد فوز بايدن بولاية أريزونا "المتأرجحة" بمنزلة ضربة كبيرة لفرص ترامب، ودعمت ولاية أريزونا مرشحاً ديمقراطياً للرئاسة مرة واحدة فقط خلال الأعوام الـ72 الماضية.
وأريزونا إحدى الولايات المتأرجحة الثماني التي ستساعد في تحديد المرشح الذي سيحصل على 270 صوتاً انتخابياً لدخول البيت الأبيض.
والنتائج حتى الآن ليست مفاجئة، إذ يعد بايدن قوياً في أغلب الولايات التي سارت لمصلحته، كما أن ترامب قوي في أغلب الولايات التي فاز بها.
وحقق ترامب أيضاً فوزاً مهماً بإحدى "الولايات المتأرجحة" الثماني؛ وهي أوهايو، التي تبلغ حصتها من أصوات "المجمع الانتخابي" 18 صوتاً.
وبذلك ضمن بايدن 238 صوتاً في المجمع الانتخابي؛ هي حصص ولايات: فيرمونت (3)، وفرجينيا (13)، وكناتيكت (7)، وديلاوير (3)، وإلينوي (20)، وماريلاند (10)، وماساتشوستس (11)، ونيوجيرسي (14)، ورود آيلاند (4)، ونيو ميكسيكو (5)، ونيويورك (29)، ومقاطعة كولومبيا (3)، وكولورادو (9)، ونيو هامبشاير (4)، وكاليفورنيا (55)، وأوريجون (7)، وواشنطن (12)، وهاواي (4)، ومينسوتا (10)، ونبراسكا (1)، وأريزونا (11)، ومين (3).
فيما حصد ترامب 213 صوتاً بالمجمع، هي ولايات: كنتاكي (8)، وويست فرجينيا (5)، وساوث كارولاينا (9)، وألاباما (9)، وميسيسيبي (6)، وأوكلاهوما (7)، وتينيسي (11)، وأركنساس (6)، ويوتا (6)، وإنديانا (11)، ونورث داكوتا (3)، وساوث داكوتا (3)، ووايومنغ (3)، ولويزيانا (8)، ونبراسكا (4)، وكنساس (6)، وميسوري (10)، وإيداهو (4)، وأوهايو (18)، ومونتانا (3)، وأيوا (6)، وفلوريدا (29)، وتكساس (38)
فيما يلي بعض السيناريوهات "الفوضوية" التي قد تحدث:
دعاوى قضائية
تظهر بيانات التصويت المبكر أن الديمقراطيين يصوتون عبر البريد بأعداد أكبر بكثير من الجمهوريين.
وفي ولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن التي لا تفرز بطاقات الاقتراع بالبريد حتى يوم الانتخابات، يقول خبراء إن النتائج الأولية قد تميل لصالح ترامب، في حين أنه من المتوقع أن تكون بطاقات الاقتراع البريدية التي يتم فرزها بوتيرة أبطأ في صالح بايدن.
وعبّر الديمقراطيون عن قلقهم من أن يعلن ترامب فوزه، مثلما فعل اليوم الأربعاء، قبل أن يتم الانتهاء من فرز هذه الأصوات.
ويمكن أن يؤدي تقارب النتائج إلى التقاضي بشأن إجراءات التصويت وفرز الأصوات في الولايات الحاسمة.
ويمكن أن تصل القضايا المرفوعة في الولايات أو بعضها بشكل منفرد إلى المحكمة العليا في نهاية المطاف، كما حدث في انتخابات فلوريدا في عام 2000 عندما فاز الجمهوري جورج دبليو بوش على الديمقراطي آل غور بفارق 537 صوتا فحسب في فلوريدا بعد أن أوقفت المحكمة العليا عملية إعادة الفرز.
وعيّن ترامب القاضية إيمي كوني باريت في المحكمة العليا قبل أيام من الانتخابات، الأمر الذي من شأنه أن يحقق أغلبية محافظة بواقع 6 إلى 3، يمكن أن تكون في صالح الرئيس إذا نظرت المحاكم نزاعات بشأن الانتخابات.
وقال ترامب اليوم الأربعاء: "نود استخدام القانون بطريقة سليمة. لذا سنذهب إلى المحكمة العليا". وتنص قوانين الانتخابات في الولايات الأمريكية على فرز كل الأصوات، وعادة ما تقضي ولايات كثيرة أياما لاستكمال فرز الأصوات.
المجمع الانتخابي
لا يُنتخب رئيس الولايات المتحدة بأغلبية الأصوات الشعبية؛ فبموجب الدستور، يصبح المرشح الذي يفوز بأغلبية أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها 538 صوتا الرئيس المقبل للبلاد.
وفي عام 2016، خسر ترامب التصويت الشعبي أمام الديمقراطية هيلاري كلينتون، لكنه حصل على 304 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 227 لها.
وعادة ما يكسب المرشح الذي يفوز بالتصويت الشعبي في كل ولاية أصوات تلك الولاية في المجمع الانتخابي.
ويجتمع أعضاء المجمع يوم 14 ديسمبر للإدلاء بأصواتهم. ويلتقي مجلسا الكونغرس يوم 6 يناير لفرز الأصوات وإعلان الفائز.
وعادة ما يصدق حكام الولايات على النتائج في ولاياتهم ويطلعون الكونغرس على المعلومات.
لكن بعض الأكاديميين حددوا سيناريو يقدم فيه الحاكم والمجلس التشريعي في ولاية تشهد منافسة متقاربة بشدة نتيجتين مختلفتين. ويوجد في ولايات حاسمة مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكنسن وكارولينا الشمالية حكام ديمقراطيون ومجالس تشريعية يسيطر عليها الجمهوريون.
ووفقا لخبراء قانونيين، فمن غير الواضح في هذا السيناريو ما إذا كان يتعين على الكونجرس قبول النتائج التي يعرضها الحاكم أو عدم إحصاء الأصوات الانتخابية للولاية على الإطلاق.
ورغم أن معظم الخبراء يرون أن هذا السيناريو غير مرجح، فإن هناك سابقة تاريخية، فقد كان المجلس التشريعي في فلوريدا الذي يسيطر عليه الجمهوريون يدرس تقديم نتائجه في عام 2000 قبل أن تنهي المحكمة العليا النزاع بين بوش وآل غور.
انتخابات طارئة
إذا تقرر عدم حصول أي من المرشحين على أغلبية الأصوات في المجمع الانتخابي، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى "انتخابات طارئة" بموجب التعديل الثاني عشر للدستور. وهذا يعني أن مجلس النواب سيختار الرئيس المقبل، في حين يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس.
وتجرى انتخابات طارئة أيضا في حالة التعادل بحصول كل مرشح على 269 صوتا بعد الانتخابات. وهناك العديد من المسارات الممكنة التي قد تصل بالانتخابات إلى طريق مسدود في عام 2020.
وأي نزاع انتخابي في الكونجرس سينتهي قبل الموعد النهائي، وهو 20 يناير، وهو الموعد الذي ينص فيه الدستور على انتهاء فترة الرئيس الحالي.
وبموجب قانون الخلافة الرئاسية، إذا لم يعلن الكونجرس عن الفائز بمنصب الرئيس أو منصب نائب الرئيس بحلول ذلك الوقت، فإن رئيس مجلس النواب سيكون الرئيس بالإنابة، وتشغل هذا المنصب حاليا الديمقراطية نانسي بيلوسي.
فوضى وعنف بواشنطن
في الغضون، كشفت صحيفة إسرائيلية عن فحوى تقرير استخباري، يحذر من وقوع اضطرابات وفوضى في واشنطن بسبب ما ستفرزه نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية، وأوضحت صحيفة "معاريف" العبرية في خبرها الرئيس اليوم، أن هناك "ذروة في استعدادات قوات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة وأصحاب المصالح، في العديد من المدن خوفا من أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى صدامات عنيفة بين المعسكرين الخصمين".
وبحسب الصحيفة، "حذر تقرير استخباري من اضطرابات في العاصمة واشنطن في الأيام القريبة القادمة".
ونقلت عن موقع "ذي هيل"، تأكيده أن "المركز المشترك للأمن القومي، المسؤول عن تخطيط مكافحة الإرهاب في سلطة الهجرة الأمريكية، حذر في الآونة الأخيرة من إمكانية وقوع مظاهرات في منطقة العاصمة".
وذكرت الصحيفة أنه "جاء في رسالة إلكترونية داخلية في المركز أنه "بين 4 و7 نوفمبر يخطط لاضطراب مدني في وسط واشنطن".