الصين وأنجولا.. شراكة تمتد من التنمية إلى الدواء
أعرب الرئيس الصيني شي جين بينغ، عن استعداد الجانب الصيني لمواصلة تقديم المساعدة إلى أنجولا بأفضل ما لديه، لافتا إلى أن الجانب الصيني سيرسل إلى البلاد مجموعة من الخبراء الطبيين لمكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في المستقبل القريب.
وخلال محادثته الهاتفية مع الرئيس الأنجولي جواو لورنسو، قال شي إن الصين مستعدة لإعطاء الأولوية للمشاركة مع الدول الإفريقية بعد نجاح أنشطة أبحاث وتطوير اللقاحات لديها والتصديق على استخدامها.
وقال شي إنه في مواجهة تفشي (كوفيد-19)، اتخذت الحكومتان الصينية والأنجولية إجراءات حازمة وحاسمة، كما احتوتا المرض بشكل فعال على أساس مبدأ إعطاء الأولوية للشعب وللحياة، مضيفا أن الجانبين دعما وساعدا بعضهما البعض، وقد حظي المغتربون من البلدين في كل منهما، برعاية جيدة.
كما لفت إلى أن أنجولا شريكة مهمة للصين في إفريقيا، وأن الصين وأنجولا شقيقتان وشريكتان تتسمان بالإخلاص والنتائج الحقيقية والتقارب وحسن النية، مؤكدا دعم الصين لأنجولا في استكشاف مسار التنمية المناسب لظروفها الوطنية، ومعربا عن استعداد الصين للعمل مع أنجولا من أجل توجيه العلاقات الثنائية والارتقاء بالشراكة الاستراتيجية بين الصين وأنجولا إلى مستوى أعلى.
وفي إطار إشارته إلى التكامل الكبير بين اقتصادي الصين وأنجولا، قال شي إن الصين مستعدة لتعزيز التعاون بشأن استئناف العمل والإنتاج مع أنجولا على أساس الوقاية من المرض والسيطرة عليه بشكل قوي، وتشجيع الشركات الصينية المؤهلة والمختصة على التعاون الاستثماري في أنجولا، وتعزيز تطور جديد في التعاون العملي بين البلدين، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أنجولا.
كما أعرب الرئيس الصيني عن استعداد بكين للتنسيق الوثيق مع أنجولا في المناسبات متعددة الأطراف وفي الشؤون الدولية، من أجل حماية العدالة والإنصاف الدوليين بشكل مشترك، والدفاع عن التعددية والمصالح المشتركة للدول النامية.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الأنجوي جواو لورينسو عن أمنياته للشعب الصيني بقضاء عطلة سعيدة في العيد الوطني، قائلا إن الصين هي الدولة الكبرى الوحيدة التي وضعت المرض تحت السيطرة الفعالة في فترة زمنية قصيرة.
وقال إن أنجولا تشكر الصين على تقديم المساعدة للدول الإفريقية، بما في ذلك أنجولا، في مكافحة المرض، معربا عن أمله في تعزيز التعاون مع الصين في مجالات مثل تطوير اللقاحات.
وأوضح لورينسو أن أنجولا تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها رفيعة المستوى وصداقتها العميقة مع الصين، مشيرا إلى أن بلاده تؤيد موقف الصين بقوة بشأن القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية، وترحب بمزيد من الاستثمار من جانب الشركات الصينية في أنجولا، وبالتعاون الثنائي الأوسع في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة.
وأضاف أن أنجولا ترغب في تعزيز الدعم المتبادل مع الصين في الشؤون الدولية والحماية المشتركة للعدالة والإنصاف على الصعيد الدولي.
وفي سياق جهود الصين لمواجهة فيروس كورونا، قال مسؤول صحي صيني، الجمعة، إن الطاقة الإنتاجية السنوية للبلاد للقاحات فيروس كورونا ستتجاوز مليار جرعة العام المقبل، بعد برنامج دعم حكومي قوي لبناء مصانع جديدة.
وقال تشنغ تشونغ وي، من مفوضية الصحة الوطنية، خلال مؤتمر صحفي، إنه من المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية إلى 610 ملايين جرعة بنهاية العام الجاري، موضحا أنه في "العام المقبل، ستصل طاقتنا السنوية إلى أكثر من مليار جرعة".
وذكر تشنغ أن توزيع اللقاحات سيعطي الأولوية لمجموعات مثل العاملين في المجال الطبي، وموظفي الحدود، وكبار السن، قبل إتاحتها لعامة الناس.
وعززت الصين بناء مرافق اختبار اللقاحات ومنشآت التصنيع، وكلّفت مراقبين مستقلين بتجميعها. ويوجد في الصين 11 لقاحا مرشحًا للتجارب البشرية، أربعة منهم حاليا في التجارب الثالثة والأخيرة.
واحد هذه اللقاحات هو "كورونافاك"، الذي تصنعه شركة "سينوفاك" الخاصة، والتي تهيئ بالفعل أرض المصنع في منشأة آمنة بيولوجيا خارج بكين. وقال رئيس مجلس إدارة "سينوفاك" ين ويدونغ، الخميس، إن المصنع تم تشييده في شهور، ويمكن بناء المزيد إذا كان الطلب كافيا.