صحيفة ألمانية: الرئيس الصيني ترك انطباعًا أفضل من ترامب في الأمم المتحدة
رأت صحيفة فرانكفورتر الجماينه الألمانية أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، كان أكثر ذكاءً وحنكةً من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تاركًا انطباع أفضل لأمام العالم في الجلسة العامة السنوية للأمم المتحدة.
وأوضحت الصحيفة في تقرير تحت عنوان "فشل تعددية الأمم المتحدة"، أن ترامب ألقي خطابا فاترًا لأهداف انتخابية، بينما قدم نظيره الصيني شي جين بينغ نفسه كرجل الدولة الحكيم الذي يهتم بالعالم و ترك الانطباع الأفضل في الأمم المتحدة.
وأضاف التقرير أن الرسالة العنيفة، التي بعثها دونالد ترامب إلى عدوه الحالي المفضل "الصين" في فيديو مسجل، والتي دعا من خلالها الأمم المتحدة إلى مساءلة الجمهورية الشعبية عن انتشار فيروس كورونا، كانت قصة منمقة من الرئيس الأمريكي مليئة بالتملق الذاتي والتصريحات المشكوك فيها.
ونظرًا لأن خطاب الرئيس الأمريكي مسجل مسبقًا، لم يستطع نظيره الصيني شي جين بينغ الرد مباشرة على تصريحاته العدائية.
واستطردت الصحيفة: "لم يكن من الصعب أبدًا على رئيس الجمهورية الشعبية والحزب الشيوعي الصيني الظهور بمظهر أكثر اعتدالًا من نظيره الأمريكي، لكي يترك انطباعًا أفضل من ترامب لدى العديد ممن لديهم التزامات جيدة بالتعددية ومبادئ الأمم المتحدة".
وأشارت إلى أن الإعلان الصيني عن إتاحة بضعة ملايين من الدولارات للدول النامية يثبت مدى قوة تصرف الصين على المسرح العالمي، ويوضح مساوىء واشنطن في الوقت الحالي، فقد كان الرئيس الصيني أكثر ذكاءً وحنكة من نظيره الأمريكي ترامب، الذي لا يعرف سوى الهجوم الأعمى على من يصنفهم أعداءًا له.
واستغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لمهاجمة الصين، قائلاً إنه يتعين محاسبتها على قيامها بنشر وباء كوفيد-19، متهمًا الصين بالسماح لفيروس كورونا ونقل العدوى إلى العالم.
بينما قال الرئيس الصيني شي جين بنغ إنه يتعين على العالم ألا يسِّيس الحرب ضد فيروس كورونا.
وتعقد الدورة السنوية للجمعية العامة في نيويورك هذا العام افتراضيا بسبب انتشار فيروس كورونا ، وفي العادة، يكون مقر الأمم المتحدة مليئاً بقادة العالم ومناديبهم.
من جانبه، قال الرئيس الصيني شي جين بينج خلال اجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة: " إن أي دولة لا تملك الحق في الهيمنة على الشؤون العالمية، والسيطرة على مصائر الآخرين، أو الاستئثار بجميع مزايا التنمية لها وحدها".
وبحسب وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أضاف الرئيس الصيني: "ولا يتعين، على وجه الخصوص، أن يُسمح لدولة بأن تفعل ما يروقها أو أن تكون مهيمنة أو متنمرة أو رئيس العالم".
وأشار إلى أنه من الضروري زيادة تمثيل الدول النامية وأصواتها، حتى تكون الأمم المتحدة أكثر توازنا في تمثيل مصالح وآمال أغلبية بلدان العالم. مشددا على أن أنه يتحتم على الأمم المتحدة دعم سيادة القانون، قال شي إن مسألة العلاقات بين الدول والتنسيق بين مصالحها يجب أن تقوم فقط على القواعد والمؤسسات.
واستطرد: "لا ينبغي السيطرة عليها من جانب أولئك الذين يلوحون بقبضة قوية للآخرين".
وأضاف شي أنه ينبغي على الدول الكبيرة أن تكون مثالا يُحتذى به في دعم سيادة القانون الدولي والتمسك بها، وفي الوفاء بتعهداتها.
وأردف الرئيس الصيني: "يجب ألا تكون هناك ممارسة للاستثنائية أو المعايير المزدوجة. وينبغي عدم تشويه القانون الدولي أو استخدامه ذريعة لتقويض الحقوق والمصالح الشرعية للبلدان الأخرى أو السلام والاستقرار العالميين".
وقال إنه يتحتم على الأمم المتحدة تعزيز التعاون، لافتا إلى أن "عقلية الحرب الباردة والخطوط الإيديولوجية أو اللعبة الصفرية ليست حلا للمشكلات الخاصة ببلد ما، ناهيك عن كونها حلا لتحديات البشرية المشتركة".
واستطرد : "ما نحتاج إلى فعله هو حل الحوار محل الصراع، حل التشاور محل الإكراه وحل الربح المتبادل محل اللعبة الصفرية".
وشدد الرئيس الصيني أيضا على أنه يتعين على الأمم المتحدة التركيز على الأفعال الحقيقية الملموسة، موضحا ذلك بقوله "لكي نضع مبدأ التعددية موضع التطبيق، يتحتم علينا أن نتحرك، ولا نكتفي بمجرد الكلام"، ثم تابع يقول "يتحتم أن يكون هناك شفاء، وليس مجرد معالجة".
وأضاف أنه يتعين على الأمم المتحدة أن تهدف إلى حل المشكلات وتمضي نحو تحقيق نتائج ملموسة، بينما تعمل على تعزيز الأمن والتنمية وحقوق الإنسان بالتوازي".
ولفت إلى أنه يتعين على وجه الخصوص منح الأولوية لمواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية مثل الصحة العامة.
وأشاد الرئيس الصيني في ذات الوقت، بالدور الذي اضطلعت به الأمم المتحدة على مدى 75 عاما، موضحا أن المنظمة مرت خلال ذلك برحلة استثنائية، ومضيفا أن الأعوام الـ75 الماضية شهدت تقدما كبيرا في المجتمع الإنساني وتغيرات عميقة في الوضع الدولي، وكانت فترة من التطور السريع للتعددية.
وأكد أن الصين تدافع بقوة عن دور الأمم المتحدة المركزي في الشؤون الدولية، موضحا أن الصين تدعم بقوة النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة والقائم على القانون الدولي.
وقال الرئيس الصيني قبل ختام كلمته "دعونا نجدد التزامنا القوي بالتعددية، ونعمل على دعم مجتمع مصير مشترك للبشرية".