فيديو| اهتمام غربي بكلمة الرئيس الصيني في الأمم المتحدة

كتب:

فى: العرب والعالم

19:44 22 سبتمبر 2020

 العديد من المطبات والأشواك تعرقل مهمة الرئيس الصيني شي جين بينج في قمة الأمم المتحدة حيث يواجه لحظة وصفتها وكالة أنباء أسوشيتد برس بالحساسة.

 

وجاء تقرير الوكالة الأمريكية اليوم الثلاثاء  تحت عنوان "في ظل الصعود الصيني، شي يواجه لحظة حساسة بالأمم المتحدة".

 

وأضافت: "الأوصاف التي استخدمتها وسائل الإعلام الصينية قبل كلمة شي جين بينج في الاجتماع السنوي لقادة العالم تحت مظلة الأمم المتحدة ليست خارج التوقعات".

 

وتابعت: "أشادت وكالة شينخوا بالزعيم الصيني واصفة إياه بأنه البطل الذي يجسد روح الأمم المتحدة كما سردت التعليقات توقعاته ومخططاته قبيل اجتماعاته افتراضية مع نظرائه في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

 

وواصل التقرير: "كافة أشكال الدعاية جرى تتبيلها بتأكيدات حول التاريخ الطويل للصين كنموذج مثالي للتعاون الدولي مع تصوير شي كصوت رائد للعقل على المسرح الدولي".

 

بيد أن هناك بعض الأدلة المتناثرة التي تشير إلى وجود بعض مظاهر عدم الارتياح بينما تحاول الصين إدارة صعودها العسكري والاقتصادي والسياسي مع مواجهة إستراتيجيات عدائية ضدها تنتهجها القوة العظمى، الولايات المتحدة الأمريكية وأصدقاؤها وحلفاؤها.

 

من جانبه، أشار مايك مازا محلل الشؤون الصينية بمعهد أمريكان إنتربرايز البحثي، الذي يقع مقره في واشنطن،  إلى التوتر بين أوروبا والصين بشأن التجارة والاستثمار والمناخ وحقوق الإنسان بالإضافة إلى نهج المواجهة المتزايد ضد بكين الذي يسلكه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

واستطرد مازا: "فشل شي في الاستفادة من المشاعر السيئة التي تتسم بها علاقات العديد من القادة الأوروبيين والرئيس الأمريكي بالإضافة إلى حالة التجمد في الانفراجة المحتملة للعلاقة بين الصين واليابان".




 

وأردف الخبير: "العلاقات الصينية مع أستراليا بلغت كذلك  مرحلة متدنية على خلفية ادعاءات التجسس والتلاعب السياسي التي أطلقتها كانبيرا ضد بكين بالإضافة إلى مطالبات بالتحقيق بشأن دور الصين في انتشار جائحة كورونا".

 

وبالرغم من نأي الفلبين بنفسها عن واشنطن لصالح بكين على مدار السنوات الأخيرة، لكنها مؤخرا تراجعت عن التهديد بإلغاء اتفاق عسكري رئيسي أبرمته مع الولايت المتحدة مما يمثل نكسة أخرى لمحاولة الصين الهيمنة على  المنطقة.

 

وواصل  مازا حديثه عن بكين قائلا: "الصين هي السبب وراء هذه المآزق".

 

وأضاف: "بقدر العدوانية التي تبدو بها الصين في عيون جيرانها عند استخدامها إمكانياتها العسكرية والاقتصادية سريعة النمو لتعزيز نفوذها في آسيا، بقدر ما هي لحظة هشة تجابه ما يُنظر إليه بالصعود الحتمي لها كقوة عظمى".

 

وتواجه بكين انتقادات بشان التداعيات المستمرة لجائحة كورونا التي بدأت في الصين.

 

واتهم البعض الدولة الآسيوية بمحاولة التغطية على انتشار الفيروس قبل أن تسعى للاستفادة من رد فعلها من أجل غايات ترتبط بالعلاقات العامة.

 

أضف إلى ذلك، ثمة مشاعر غضب جراء القيود القاسية التي تفرضها الصين ض الحقوق المدنية في هونج كونج وكذلك اتهامات الاعتقالات الجماعية والإبادة الثقافية التي تمارسها بكين ضد مسلمي الإيغور في  إقليم شنجيانج.

 

وتسببت ادعاءات الصين  بأحقيتها في بحر الصين الجنوبي إلى نشوب خلافات حادة مع الولايات المتحدة وجيران بكين علاوة على مأزق آخر يتعلق باختمار الصراع مع الهند الذي يمتد على مدار عقود طويلة.

 

ولفتت أسوشيتد برس إلى  أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ما تزال ملتهبة.

 

بدوره، قال ستيف تسانج، مدير معهد الصين في كلية لندن للدراسات الشرقية والأفريقية: "سوف يجد الرئيس شي بيئة دولية مختلطة جدا عندما يخاطب الجمعية العامة  للأمم المتحدة".

 

وفسر ذلك قائلا: "معظم الديمقراطيات التي كانت في وقت سابق داعمة جدا للحداثة والتنمية الصينية باتت تشعر بعدم ارتياح متزايد بشأن كيفية توجيه شي لصعود بكين".


وزادت أسوشيتد برس: "في نص كلمته التي جرى نشرها مسبقا قبل الذكرى 75 لتأسيس الأمم المتحدة، وجه الرئيس الصيني انتقادات مقنعة ضد واشنطن".

 

وقال شي: "لا يحق لأي دولة الهيمنة على الشؤون الدولية العالمية أو التحكم في مصير الآخرين".

 

رالف كوسا، الرئيس الفخري لمنتدى "باسيفيك" البحثي، الذي يقع مقره بهاواي علّق على كلمة شي قائلا: "ترفض بكين الاعتراف  بأن أفعالها قد تكون الجذور وراء مشكلاتها المتعددة".

 

وفي ذات السياق، قال شنج لي الباحث بمعهد بروكينجز: "حوصرت الولايات المتحدة والصين الآن في بوتقة مسار تصادمي قد يؤدي إلى صراع عسكري خطير".

 

وبالمقابل، رأى برانتلي ووماك، الباحث بمركز ميلر التابع لجامعة فيرجينيا أنه بالرغم من المشاعر المختلطة بشأن صعود الصين، لكن هناك من ينظر إلى بكين باعتبارها نموذجا لعملية التعافي من جائحة كورونا بعكس الولايات المتحدة.

 

الشيء المرجح أيضا أن يحظى شي بتقدير في الأمم المتحدة من روسيا وكذلك من دول تتطلع لفرص استثمارية وإعفاءات ديون تحت مظلة مبادرة البنية التحتية الهائلة "الحزام والطريق".




من جانبه، قال الرئيس الصيني شي جين بينج خلال اجتماع رفيع المستوى للاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة: " إن أي دولة لا تملك الحق في الهيمنة على الشؤون العالمية، والسيطرة على مصائر الآخرين، أو الاستئثار بجميع مزايا التنمية لها وحدها".

 

وبحسب وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) أضاف الرئيس الصيني: "ولا يتعين، على وجه الخصوص، أن يُسمح لدولة بأن تفعل ما يروقها أو أن تكون مهيمنة أو متنمرة أو رئيس العالم".
 

وأشار إلى أنه من الضروري زيادة تمثيل الدول النامية وأصواتها، حتى تكون الأمم المتحدة أكثر توازنا في تمثيل مصالح وآمال أغلبية بلدان العالم. مشددا على أن أنه يتحتم على الأمم المتحدة دعم سيادة القانون، قال شي إن مسألة العلاقات بين الدول والتنسيق بين مصالحها يجب أن تقوم فقط على القواعد والمؤسسات.
 

واستطرد الرئيس الصيني: "لا ينبغي السيطرة عليها من جانب أولئك الذين يلوحون بقبضة قوية للآخرين".

 

وأضاف شي أنه ينبغي على الدول الكبيرة أن تكون مثالا يُحتذى به في دعم سيادة القانون الدولي والتمسك بها، وفي الوفاء بتعهداتها.
 

وأردف الرئيس الصيني "يجب ألا تكون هناك ممارسة للاستثنائية أو المعايير المزدوجة. وينبغي عدم تشويه القانون الدولي أو استخدامه ذريعة لتقويض الحقوق والمصالح الشرعية للبلدان الأخرى أو السلام والاستقرار العالميين".
 

وقال شي إنه يتحتم على الأمم المتحدة تعزيز التعاون، لافتا إلى أن "عقلية الحرب الباردة والخطوط الإيديولوجية أو اللعبة الصفرية ليست حلا للمشكلات الخاصة ببلد ما، ناهيك عن كونها حلا لتحديات البشرية المشتركة".
 

وتابع: "ما نحتاج إلى فعله هو حل الحوار محل الصراع، حل التشاور محل الإكراه وحل الربح المتبادل محل اللعبة الصفرية".

وشدد الرئيس الصيني أيضا على أنه يتعين على الأمم المتحدة التركيز على الأفعال الحقيقية الملموسة، موضحا ذلك بقوله "لكي نضع مبدأ التعددية موضع التطبيق، يتحتم علينا أن نتحرك، ولا نكتفي بمجرد الكلام"، ثم تابع يقول "يتحتم أن يكون هناك شفاء، وليس مجرد معالجة".
 

وأضاف أنه يتعين على الأمم المتحدة أن تهدف إلى حل المشكلات وتمضي نحو تحقيق نتائج ملموسة، بينما تعمل على تعزيز الأمن والتنمية وحقوق الإنسان بالتوازي".
 

ولفت إلى أنه يتعين على وجه الخصوص منح الأولوية لمواجهة التحديات الأمنية غير التقليدية مثل الصحة العامة.
 

وأشاد الرئيس الصيني في ذات الوقت، بالدور الذي اضطلعت به الأمم المتحدة على مدى 75 عاما، موضحا أن المنظمة مرت خلال ذلك برحلة استثنائية، ومضيفا أن الأعوام الـ75 الماضية شهدت تقدما كبيرا في المجتمع الإنساني وتغيرات عميقة في الوضع الدولي، وكانت فترة من التطور السريع للتعددية.
 

وأكد أن الصين تدافع بقوة عن دور الأمم المتحدة المركزي في الشؤون الدولية، موضحا أن الصين تدعم بقوة النظام الدولي المتمركز حول الأمم المتحدة والقائم على القانون الدولي.
 

وقال الرئيس الصيني قبل ختام كلمته "دعونا نجدد التزامنا القوي بالتعددية، ونعمل على دعم مجتمع مصير مشترك للبشرية".

 

 

رابط النص الأصلي

 

 

اعلان