رغم أنف كورونا.. الصين تتزين لاستقبال السنة القمرية الجديدة
لا شيء على ما يبدو سيثني الصينيين عن الاحتفال برأس السنة القمرية الجديدة هذا العام، ولا حتى وباء ككوفيد-19.
الصين التي عاشت فترة غاية في الصعوبة في مثل هذا الوقت من العام الماضي، تستعد لدخول السنة الجديدة الجمعة بمشاهد مبهجة.
في مدينة تسيبو بمقاطعة شاندونغ، أضيئت المتنزهات الرئيسية جميعها لتتلألأ ليلاً خلال أهم مناسبة في التقويم الصيني، الأضواء الراقصة المعلقة على الأشجار تشعر الزوار بأنهم في أرض الأحلام.
حتى في المقاطعات الصغيرة، الأجواء الاحتفالية طاغية.
في محافظة شيانغخه، بمقاطعة خبي بشمال الصين، تنتشر الأضواء الزخرفية في كل مكان وتلون الحدائق والشوارع والأشجار.
الأضواء والفوانيس الملونة من أساسيات الاحتفال بالعام القمري الجديد، وبالنسبة لبعض المدن، فإن عروض أضواء السنة القمرية الجديدة هي المكان الذي يتقاطع فيه الإبداع مع التقاليد.
شيان، مدينة في شمال غرب الصين تشتهر بتاريخها الغني، تضفي على الاحتفال لمسة من الثقافة والسحر من خلال عروضها الضوئية وفوانيسها العملاقة، واحتفائها برموز مهمة في الثقافة الصينية كالتنين والبجع واللوتس.
سنة قمرية
تعتمد السنة الصينية على التقويم القمري والشمسي معاً، ويختلف موعدها من سنة إلى أخرى، لكنه يقع دائماً بين أواخر يناير ومنتصف فبراير، فهذه السنة هي عام 4719، الذي يوافق 12 فبراير.
ويعتبر عيد رأس السنة الصينية الجديدة، أو رأس السنة القمرية أو عيد الربيع الصيني، هو تقليد احتفالي يعود تاريخه إلى نحو 3 آلاف سنة، وهو أهم المناسبات الاحتفالية التقليدية وأكبرها في الصين.
النشأة
نشأت السنة القمرية الجديدة من تضحية الناس للآلهة والأجداد في نهاية عام قديم وبداية عام جديد، وهي مناسبة للتدبر في كيف تصرف المرء في العام المنصرم وماذا كانت اعتقاداتهم طوال ذلك العام، ويمثل هذا العيد الرغبة في حياة جديدة.
"عام الثور"
يعتبر عام 2021 هو "عام الثور" حيث يستخدم الصينيون كلمة الثور وتنطق باللغة الصينية "نيو" لمدح الآخرين، وتستخدم أيضاً في سوق الأوراق المالية لوصف الأداء الممتاز.
كما يرمز الثور في الثقافة الصينية إلى الصلابة والاجتهاد والتفاني، وغالباً ما يرتبط بالقوة.
التسمية بأسماء حيوانات
يتم تسمية كل عام على اسم واحد من 12 حيوان مختلف من الأبراج الصينية، وهي الفأر، الثور، والنمر، والأرنب، والتنين، والأفعى، والحصان، والخروف، والقرد، والديك، والكلب، والخنزير.
وترجع تسمية الأعوام الصينية بأسماء حيوانات، إلى أن الأبراج الصينية تنقسم إلى 12 برجاً تمثل 12 حيواناً، وتشكل دورة من 12 عاماً.
فيما يرجع هذا التقسيم إلى قصة أسطورية تتحدث عن دعوة الإمبراطور السماوي الحيوانات إلى توديعه، فلم يأت إلا 12 حيواناً جميعها حيوانات حقيقية ما عدا حيوان أسطوري واحد هو التنين.
ويحافظ الصينيون على التقاليد الخاصة بالاحتفال بهذا العيد المهم، حيث يتم إضاءة المصابيح أي الفوانيس قبل العام القمري الصيني الجديد، وتظل معلقة حتى منتصف الشهر القمري، وتأخذ دائماً اللون الأحمر الذي يرمز إلى الحماسة والقوة والحيوية، مع أداء رقصات تقليدية شهيرة كرقصة الأسد والتنين.
وتتضمن احتفالات السنة القمرية الجديدة أحداثاً مهمة مثل الألعاب النارية لتخويف الوحش الذي هو عبارة عن نصفين أحدهما التنين الأسطوري والنصف الآخر الوحش "نيان" الذي يخرج من مخبأه خلال السنة الجديدة.
هذا بالإضافة إلى المسيرات ومهرجانات المصابيح الصينية ورقصات التنين.