المسلمون والانتخابات الأمريكية.. تاريخ من التحولات

كتب:

فى: العرب والعالم

21:13 27 أكتوبر 2020

إلى من تذهب أصوات المسلمين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية التي تنطلق بعد أيام قليلة؟.. تساؤل حاولت مجلة "كونفرسيشن" الإجابة إليه في تحليل مطول يسبر أغوار العلاقة بين مسلمي الولايات المتحدة وصناديق الاقتراع والتحولات العديدة في هذا الصدد.

 

ورغم  أن المسلمين يمثلون أقلية في الولايات المتحدة لكنهم قد يشكلون تأثيرا ملحوظا في الانتخابات الأمريكية لا سيما في الولايات المتأرجحة بين المعسكرين الديمقراطي والجمهوري.

 

ومع ذلك، فإن مسلمي أمريكا دائما ما يشعرون بالتمزق بين الخطاب المعادي للمسلمين ورهاب الأجانب الذي يتفشى في إدارة الرئيس دونالد ترامب وبين تصور مفاده أن الديمقراطيين يقوضون الأخلاقيات العامة في القضايا الاجتماعية.

 

 

ووفقا لتقديرات نشرها مركز بيو للبحوث عام 2017، فإن حوالي 3.45 مليون مسلم يقيمون في الولايات المتحدة بنسبة 1.1 % من السكان.

 

ورغم أن النسبة قد تبدو صغيرة، لكن بيو توقع أن يتجاوز عدد المسلمين في الولايات المتحدة تعداد اليهود بحلول عام 2040 ليصبح ثاني أكبر كتلة دينية في الولايات المتحدة بعد المسيحيين.

 

ويقطن مسلمو الولايات المتحدة بشكل رئيسي في المدن الكبرى، وولد نحو 85% منهم خارج البلاد بينما ولد 18% بالداخل لأب أو أم أمريكيين أو كليهما معا من الجيل الأول للمهاجرين.

 

ويعتبر المسلمون هناك أحد أكبر الفئات تباينا عرقيا وعنصريا حيث إن 41% منهم من البيض و28% تقريبا من الآسيويين و20% من السود و8% من أصل إسباني.

 

ويواجه المصوتون المسلمون معضلة عندما يتعلق الأمر بالسياسات.

 

ففي القضايا الأخلاقية والاجتماعية، يبدو المسلمون أكثر قربا للحزب الجمهوري المحافظ.

 

وبالمقابل، فإن مسلمي الولايات المتحدة يميلون أكثر تجاه المعسكر الديمقراطي إذا في أمور التعددية الثقافية والدينية.

 

ووفقا لاستطلاع انتخابي تابع للكونجرس، فإن 18% من مسلمي أمريكا يعرفون أنفسهم كمحافظين و51% كمعتدلين و31% كليبراليين.

 

وكشف نفس الاستطلاع أن 88% من المسلمين يدعمون فرض ضوابط صارمة على السلاح مقابل 96% من الناخبين الديمقراطيين بشكل عام.

 

وأظهر استطلاع نشره معهد السياسة والتفاهم الاجتماعي في مارس 2020 أن 65% من مسلمي الولايات المتحدة يدعمون حركة "بلاك لايفز ماترز" المناهضة للعنصرية ضد السود في نسبة هي الأكبر بين المجموعات الدينية الأمريكية.

 

وكشف ذات الاستطلاع أن نحو نصف الناخبين المسلمين يدعمون التحالف مع مناصري الحريات الدينية.

 

ويبدو الديمقراطيون الحزب الأنسب في تلبية توقعات المسلمين بالاستمتاع بمعاملة محترمة وقبولهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع الأمريكي.

 

وبالمقابل، لا يدعم المسلمون الأنشطة الداعمة للمثلية الجنسية أو الإجهاض التي يروج لها الحزب الديمقراطي.

 

كما يرى المسلمون إدارة ترامب أفضل من الديمقراطيين من الناحية الاقتصادية.

 

وربما تفسر هذه المعضلة أسباب انخفاض نسبة إقبال المسلمين على التصويت في الانتخابات الأمريكية بشكل عام.

 

وحتى مارس 2020، سجل 78% فقط من المسلمين الذين يحق لهم التصويت أسماءهم في الكشوف الانتخابية، وقال 81% منهم إنهم سيشاركون في الانتخابات وهي نسبة ضئيلة نسبيا مقارنة بفئات دينية أخرى حيث تبلغ 91% مثلا بين صفوف الكاثوليكيين.

 

وعلى مدار العشرين عاما الماضية، مرت تفضيلات مسلمي أمريكا الانتخابية بكثير من التحولات.

 

وقبل هجمات 11 سبتمبر 2001، كان 80% من المسلمين الأمريكيين من غير الجذور الأفريقية ناخبون جمهوريون.

أما أغلبية المسلمين الأفارقة فصوتوا للمرشح الديمقراطي آل جور.

 

بيد أن هذا النموذج اعتراه التغير بعد أحداث 11 سبتمبر بسبب "الحرب على الإرهاب" التي شنتها إدارة جورج بوش الابن والحزب الجمهوري والمناخ العدائي ضد المسلمين.

 

وصوت 4% فقط من مسلمي الولايات المتحدة لصالح بوش في انتخابات 2004

 

ومالت الكفة بشدة لصالح الديمقراطيين وتجلت في ولايتي باراك أوباما وانتخابات 2016 التي حصلت فيها المرشحة هيلاري كلينتون على 82% من أصوات المسلمين.

 

وفي عام 2018، أظهرت الاستطلاعات أن دعم المسلمين للحزب الجمهوري يبلغ 10%.

 

كما انتقد المسلمون إدارة ترامب التي أصدرت أمرا تنفيذيا عام 2017  بحظر دخول مواطني 7 دول إسلامية وكذلك بسبب التأييد المطلق لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

 

لكن نسبة تأييد المسلمين لترامب زادت إلى 30% في مارس 2020 لأسباب اقتصادية وعزوف إدارته عن الضلوع في الشرق الأوسط.

 

لكن سوء إدارة ترامب لأزمة جائحة كورونا أدى إلى انخفاض نسبة تأييد المسلمين للرئيس الأمريكي مجددا.

 

رابط النص الأصلي

اعلان