أيام لم ينم فيها الأمريكان.. قصة لحظات الترقب والخوف والأسلحة

كتب: محمد البطاوي

فى: العرب والعالم

18:50 08 نوفمبر 2020

 لمتابعة نتائج الفرز "يمكننا التنفس مرة أخرى" هكذا علّقت المواطنة الأمريكية المصرية آية حجازي على فوز المرشح الديموقراطي جو بايدين في المعركة الشرسة لانتخابات الرئاسة، التي استمرّت أربعة أيام على التوالي، والتي تعتبر الأكثر استقطابًا في تاريخ الولايات المتحدة.

 

وأنهى الإعلان عن فوز بايدن أيامًا من القلق والتوتر والمتابعة المستمرة لمؤشرات الفرز والتصويت في الولايات الحاسمة، إلى الحدّ الذي دفع معهدًا فنلنديًا لإعلان أنّ الأمريكيين فقدوا 138 مليون ساعة نوم خلال متابعة نتائج الانتخابات الأمريكية .

 

وقالت وكالة "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية، إن تلك النتائج تم جمعها عبر خاتم باسم Oura ابتدعته شركة فنلندية، يلبسه الشخص بإصبعه ليتتبع نومه وضربات قلبه، ويقيس الإشارات الفسيولوجية للجسم ويرصد أسلوب حياته، وتعرض البيانات في تطبيق هاتف ذكي.

 

ووفقًا للبيانات التي جمعتها الشركة؛ فقد انخفض نوم الأمريكيين خلال ليلة واحدة (ليلة الانتخابات الثلاثاء) من 7 ساعات هو المتوسط المعروف، إلى 6.5 ساعة، ثم عاد المعدل ليلة الأربعاء إلى طبيعته.

 

واستندت النتائج التي توصلت إليها الشركة، بخصوص الـ138 مليون ساعة نوم، إلى بيانات مجمعة ومجهولة المصدر من عشرات الآلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، وتم استقراؤها لتغطية السكان بالكامل في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وإلى جانب القلق والتوتر من نتائج الانتخابات الرئاسية، فإن قلقا آخر طغى على المجتمع الأمريكي من احتمال حدوث مواجهات وشغب واسع عن الإعلان عن نتائج الانتخابات الأمريكية، خاصة من جانب أنصار ترامب المتشددين، في ظل إشارات إلى نية ترامب عدم الاعتراف بخسارته الانتخابات.

 

لكن تلك المخاوف بدأت تتراجع بحذر بعدما عمت الاحتفالات في ولايات عديدة فور الإعلان عن فوز "بايدن"، وانطلاق دعوات لعقلاء الحزب الجمهوري لاحتواء الموقف والرضا بنتيجة الانتخابات، والضغط على ترامب للإقرار بهزيمته ودعوة أنصاره لقبول النتيجة.

 

وعلى مدى الأيام الماضية زحف آلاف الأمريكيين إلى المحال التجارية لتخزين الطعام والمياه ومواد الإعاشة، خوفًا من إغلاقها إذا حدثت فوضى من قبل أنصار المرشحين.

كما كشفت مؤشرات مبيعات الأسلحة أن عمليات شراء الأسلحة زادت في الولايات المتحدة الأمريكية، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.

 

الأسلحة ظهرت بشكل علني في حشود المؤيدين لترامب حول لجان الفرز والاقتراع، ما اعتبره خصومهم أحيانا رسالة تهديد ومحاولة للتأثير على النتائج.

 

وبحسب دراسة أجرتها شركة "Small Arms Analytics & Forecasting"، فإن مبيعات الأسلحة النارية وصلت إلى 1.8 مليون قطعة سلاح في الولايات المتحدة في سبتمبر 2020، بزيادة قدرها 66% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي.

 

وتعتبر مبيعات الأسلحة المرتفعة سمة مشتركة لأعوام الانتخابات الرئاسية، حيث كشفت إحصائية نشرتها صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، أن الأمريكيين اشتروا نحو 17 مليون قطعة سلاح خلال عام 2020، أكثر من أي عامٍ آخر.

 

ويرى خبراء أن ارتفاع مبيعات الأسلحة يرجع إلى المخاوف من عدم الاستقرار الاجتماعي، فبحسب الإحصائيات الأخيرة، فقد اشترى الأمريكيون ذوو البشرة السوداء أسلحة بنسبة أعلى من الأعوام الماضية تبلغ 58%، فيما تعد أعلى زيادة لأي مجموعة سكانية.

 

وعلى الجانب الآخر، أثار وباء كورونا، والاضطرابات على خلفية قتل الشرطة أشخاصاً من ذوي البشرة السوداء غير مسلحين، مخاوف على مستوى عام، أكثر من أي وقت في التاريخ الحديث.

 

يأمل الأمريكيون بعد الإعلان عن فوز بايدن في أن يخفف ذلك من حدة التوتر لتبدأ مظاهر الاستقطاب في الانحسار، لكن مراقبين حذروا من أن خطورة الأوضاع لم تنته بشكل كامل بعد.

 

ويراهن محللون أمريكيون على أن الشعب الأمريكي اعتاد الرضا بنتائج الانتخابات مهما بلغت حدة التنافس، مذكرين بالمنافسة الحامية بين كل من الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" (الابن) و"آل جور" التي يتم حسمها لأسابيع عديدة. وفي محاولة لرأب الصدع ولم شمل الشعب الأمريكي، قال "جو بايدن" إنه خاض السباق الانتخابي كمرشح عن الحزب الديمقراطي، لكنه سيحكم الولايات المتحدة كرئيس أمريكي، مشددًا على أن الرئاسة مؤسسة غير حزبية، داعيًا جميع الأمريكيين للوقوف معا كأمة واحدة.

 

وكسر بايدن أرقامًا قياسية كثيرة، فهو أكبر رئيس للولايات المتحدة سنا في وقت انتخابه، وحصل على أكبر عدد من الأصوات المباشرة، إضافة إلى قيامه بتعيين أول امرأة في منصب رفيع منتخب كنائب للرئيس في تاريخ أمريكا.

اعلان