صحيفة ألمانية: ترامب يخرّب أقدم ديمقراطية على وجه الأرض

كتب: احمد عبد الحميد

فى: العرب والعالم

00:54 24 نوفمبر 2020

تحت عنوان «سيناريو الانقلاب»، أوردت صحيفة زوددويتشه الألمانية تقريرًا حول ما يخطّط له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في غضون الأسابيع المتبقية له في البيت الأبيض، مشيرة إلى أنَّ الجمهوري يخرّب أقدم ديمقراطية على وجه الأرض.

 

وأضاف التقرير: " لم تكن ساعة ولادة الديمقراطية الأمريكية بإعلان الاستقلال أو الدستور أو الانتخابات الأولى، ولكنّها كانت في الوقت الذي تنحى فيه جورج واشنطن، أول رئيس أمريكي، عن السلطة عام 1797، والذي برغم أن حثّه البعض على الاستمرار، إلا أنّه فضّل السماح للآخرين بقيادة الدفة".

 

وكان هذا التنازل عن السلطة رائدًا في ذلك الوقت الذي حكم  خلاله أوروبا العديد من الأقوياء مدى الحياة، ولذا فإنّ تنحّى الرجل الأقوى في أمريكا عن السلطة آنذاك قدّم مثالًا على الديمقراطية، لأنّه في مرحلة ما سيضطر الرؤساء الأقوياء إلى المغادرة، عندما يريد الناخبون ذلك، وبهذا المبدأ، التزمت واشنطن، كما لو كان ذلك وصية إلهية.

 

ومن ناحية أخرى، لا يستطيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القيام بذلك لأنّه يعتقد أنّه الشخص الذي يصدر الوصايا الإلهية، لذلك، فهو يصّر على فوزه في الانتخابات.

 

وأوضحت الصحيفة أنَّ هجوم ترامب المستمر على المؤسسات والقواعد الديمقراطية يبلغ ذروته الآن، حيث يحاول بأي وسيلة اغتصاب السلطة لفترة أطول،  وينظم الخليفة الرابع والأربعون لجورج واشنطن ما بدا مستحيلاً في هذا البلد الديمقراطي،  محاولة انقلاب من أعلى.

 

 واستطرد التقرير: "ربما يريد أن يصور نفسه كضحية أسطورية لتغذية حياته المهنية التالية كزعيم للمعارضة".

 

 ومع ذلك،  يعارضه المزيد من أصدقاء الحزب، بمن فيهم مديرو حملته الانتخابية والنواب، والقضاة الذين يرفضون شكاواه القانونية البائسة.

 

 

 ترامب يلهم الحكام المستبدين سيناريو الانقلاب الناعم

 

وتابع التقرير: "لا شيء يغيّر حقيقة أنّ أقوى رجل في الولايات المتحدة يقوم حاليًا بتخريب أقدم ديمقراطية على وجه الأرض، ويحقق بعض النجاح، إذ أنه يلقّن الحكام المستبدين في جميع أنحاء العالم سيناريو الانقلاب الناعم". 

 

 

ولفتت الصحيفة إلى أنّ ترامب يضايق مسؤولي الانتخابات، ويُقيل المسؤولين الذين يناقضونه، ويُنظّم حملة تضليل من البيت الأبيض والتي من المرجح أن تثير إعجاب الكرملين.

 

 وأشارت إلى أنّ أكثر من نصف الجمهوريين مقتنعون الآن بأنّ فوز ترامب في الانتخابات قد سُرق، بينما يلتزم العديد من المتحدثين في الحزب بالصمت أو يغذون الشكوك.

 

ورأت الصحيفة أنه حتى لو ترك ترامب السلطة في الوقت المحدد، فسيكون الضرر هائلاً،  فمن المرجح أن يعتبر جزء كبير من السكان الرئيس القادم جو بايدن بمثابة غير شرعي،  وفي ظل الهتافات المتوقعة من ترامب، قد تتشكل مقاومة مسلحة.

 

وهذه النتيجة المنطقية للمناخ السياسي المسموم للغاية في الولايات المتحدة بسبب العداء السام بين كلا المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، بحسب الصحيفة.

 

وواصلت الصحيفة: "يشعر العديد من الجمهوريين بأنّ الديمقراطيين نخبويون ومتعاطفون، وأنّ البلاد محاصرة بتهديدات لا حصر لها يجب أن يواجهها رجل قوي، وقد غذّت قناة فوكس نيوز الدعائية اليمينية هذا الانطباع لسنوات،  ولهذا السبب صوّت الملايين من الناخبين  لصالح ترامب وما زالوا يصدقونه".

 

 

واستطردت الصحيفة أنه حتى لو كان هناك عدد كافٍ من الجمهوريين العاقلين والملتزمين بالقانون الذين سيطالبونه في النهاية بالرحيل،  إلا أنّ محاولة ترامب الانقلابية بعثت رسالة تحذير عاجلة  لجميع مؤيدي الديمقراطية.

 

وزادت قائلة: "إذا اقتربت الولايات المتحدة من الأوتوقراطية، فإن دفاعات الدولة الدستورية لا تكفي دائمًا للتخلص من الزعماء عديمي الضمير. لا سيما عندما لا تتمكن المعسكرات المختلفة من الاتفاق على حقيقة مشتركة  واقعية".

 

واختتمت الصحيفة قائلة: "غادر جورج واشنطن بعد ثماني سنوات، ممهدًا الطريق لبلاده، لكن  الأمور اليوم أكثر تعقيدًا، لأنه حتى لو غادر ترامب البيت الأبيض في الوقت المحدد، فسيظل الاستياء والكراهية اللذان ينشرهما قائمين. ومن الآن فصاعدًا،  لم تعد الشكوك واحتقار الخصوم تنطبق فقط على الخصوم السياسيين لترامب، ولكن ربما حتى على الديمقراطية نفسها".

 

رابط النص الأصلي

اعلان