في ذكراها الرابعة.. «كره الإخوان» كل ما تبقى من 30 يونيو
احتشدت الملايين في الشوارع والميادين مطالبين بتنازل محمد مرسي عن الحكم ورحيله في 30 يونيو 2013 ، وقبل أيام قليلة من الذكرى الرابعة لهذه التظاهرات، تغيرت الكثير من معالم الخريطة السياسية التي رسمت ملامح يونيو وكتبت نهاية جماعة الإخوان في السلطة.
4 سنوات مرت قفز خلالها الكثير من سفينة 30 يونيو، لكنها أفضت إلى نتيجة واحدة أن أصحاب هذا الحدث الجلل أو الفاعلين الرئيسيين فيه أصبحوا فرقاء، لكن برغم تلك الفرقة مازال الإخوان عنصرا مستبعدا من جانب تلك القوى في أي معادلة جديدة أوطرح مستقبلي.
تجاوز الأمر 30 يونيو وصولا إلى 3 يوليو والاجتماع الذي عقدته القيادة العامة للجيش لبحث تطورات الموقف بحضور عدد من الرموز السياسية حتى خروج بيان يعبر عن خريطة المرحلة الانتقالية.
وكان للكثير من الحركات الثورية ومنها تمرد و 6 إبريل وغيرها إلى جانب الأحزاب السياسية وعلى رأسها المصري الديمقراطي الاجتماعي والدستور وبعض الجبهات المشكلة من شخصيات عامة منها جبهة الإنقاذ الدور الأهم في الإطاحة بمرسي من سدة الحكم.
في الرابع والعشرين من فبراير من العام 2012 دشنت مجموعة من الأحزاب السياسية جبهة تحت مسمى "جبهة إنقاذ وطني" والتي كانت تعد أول تجمع مدني ضد قرارات مرسي بعد الإعلان الدستوري الذي أصدره رغم اعتراض الجميع عليه، وضمت 36 حزبا أبرزها الدستور والمصري الديمقراطي والمصريين الأحرار والوفد، وبعض الشخصيات العامة مثل البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي والسيد البدوي وعبد الجليل مصطفى وسامح عاشور وسكينة فؤاد وعمرو حمزاوي.
بعد انتهاء انتخابات الرئاسة التي أفرزت فوز الرئيس السيسي تفتت جبهة الإنقاذ إلى تكتلات انتخابية، فشلت جميعها في تكوين كتلة قادرة على السيطرة على البرلمان الحالي وتشكل تحالف التيار الديمقراطى، الذى يضم " حزب الدستور، العدل، الكرامة، التحالف الشعبي، التيار الشعبي، مصر الحرية" وبقي المصري الديمقراطي وحيدا كما الحال بالنسبة للعدل والدستور.
البرادعي
كان محمد البرادعي أبرز رموز 30 يونيو حتى أنه تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية التي حكم فيها لمدة عام واحد المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، إلى أن أتى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المؤيدين لبقاء مرسي كونه يمثل الشرعية في الحكم وبسبب رفضه لعمليات الفض وما دار خلالها استقال من منصبه وغادر حارج البلاد.
وتحول البرادعي تدريجيا إلى معارض واضح وشديد لسياسات نظام الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي غير أنه غير قادر على العودة مرة أخرى إلى أرض الوطن فلجأ إلى التغريد على موقع التدوين المصغر تويتر للحديث عن الأوضاع داخل مصر، ناهيك عن اتهامات العمالة الأمريكية والخيانة لمصر التي أصبحت مرتبطة به في أي جملة مفيدة تحمل اسم البرادعي.
أبو الغار
من النزول للميادين والدعوة لطرد مرسي ومقالات الإشادة بالسيسي و 30 يونيو العظيمة التي خلصتنا من الإخوان الإرهابية وأنقذت مصر من الخراب ومخطط الخلافة الإسلامية إلى مهاجمة النظام الحالي تبدلت بمرور الوقت مواقف الدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي السابق وأحد رموز جبهة الإنقاذ و 30 يونيو لكنه دور معاض في الظل قابع بعيدا عن معترك السياسية خاصة بعدما أصبح رئيسا سابقا لحزب يصنف كونه معارضا لسياسات النظام الحالي، وأقصى ما يستطيع فعله
حازم عبد العظيم
كان من أشد المؤيدين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وتولى ملف الشباب خلال الحملة الانتخابية له، ولكن بعد أن انقضت الانتخابات وتم تنصيب السيسي وأتت الانتخابات البرلمانية وحينها أفصح عبد العظيم عن طريقة تشكيل البرلمان الحالي وحكى بالتفصيل كيف تمت صناعته على أيدي أجهزة الأمن، ثم يهاجمه الإعلام الموالي للنظام بدعوى أنه يفتعل هذا من سبيل حرمانه من منصب بعد فوز السيسي، وتبدل مع مرور الوقت إلى معارض للنظام وسياساته بل إنه ندم على تأييده يوما ما
عمرو موسى
على عكس سابقيه يحتفظ عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين لإعداد الدستور بجزء من الرونق السياسي الذي يفرضه على نفسه بقلة الحديث والابتعاد عن الأضواء فلم يدخل حيز المعارضة ومؤيد له على استحياء.
الحركات الثورية ومنها تمرد كانت أكثر المنشقين بعد 30 يونيو وهي إلى الآن كارهة للإخوان، فتفرق دم تمرد بين ثلاث قبائل كل منهم يدعي أنه الأصل ويتهم غيره بالانحراف عن النظام الثوري، فأعلنت حملة تمرد تصحيح المسار فى 2013 وهى تنظيم أعلنه عد من رموز حركة تمرد على رأسه محب دوس فصلهم للأعضاء القدامى وتكوين تمرد تصحيح المسار، وهاجم القائمين عليه قيادات رموز الحركة وعلى رأسهم محمود بدر، ومحمد عبدالعزيز.
كانت الانتخابات الرئاسية بمثابة القشة التي قسمت ظهر الحركة فأعلن عدد من قيادات الحملة على رأسهم محمد عبد العزيز، وحسن شهين تأييدهما لحمدين صباحي، فما كان من محمود بدر إلا وأعلن فصلهم من الحركة التي أعلنت تأييدها للرئيس عبد الفتاح السيسي.
تعد حركة 6 إبريل بشقيها "أحمد ماهر- الجبهة الديمقراطية" من أكثر الحركات المعارضة للنظام الحالي، بجانب حركة الاشتراكيين الثوريين، من مجمع 30 يونيو، وفقدت الحركتين عددا كبيرا من شبابها بسبب معارضتهما لقانون التظاهر والممارسات الأمنية، حتى إن قيادات الحملتين يقبعون حاليا داخل السجون، لجانب سقوط العشرات من أعضائها أثناء الاشتباكات مع الأمن.
دومة
على شاكلة ماهر بلغ اليأس بعدد كبير من محابيس الثورة، وشبابها، فحكم على أحمد دومة بالسجن المؤبد في قضية أحداث مجلس الوزراء، وألزمته المحكمة و229 آخرين بردّ ما يعادل 2.25 مليون دولار للدولة، وهي قيمة التلفيات التي تم تقديرها.
علاء عبد الفتاح
كانت أخر الأحكام التي صدرت ضد الناشط علاء عبد الفتاح، السجن شهرا وغرامة 200 جنيه في اتهامه بإهانة الداخلية، وألقي القبض عليه مرة في نوفمبر 2013 بتهمة التحريض على التظاهر ضد الدستور الجديد أمام مجلس الشورى وهي القضية التي حكم عليه فها بالسجن لمدة 5 سنوات.
وقال أحمد فوزي القيادي بحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إن القوى الديمقراطية في 25 يناير وقفت ضد حكم مبارك وفي 30 يونيو كانت من الأسباب الأساسية للإطاحة بالإخوان واستبدادهم المقنع بمفهوم الدين.
وأضاف فوزي لـ "مصر العربية" أن جماعة الإخوان السبب الرئيسي في إفشال ثورة 25 يناير وعدم بلوغها لأهدافها ومطالبها التي قامت من أجلها، من خلال تهميش القوى الديمقراطية والتحالف مع المجلس العسكري لضمان بقاءها في السلطة دون الاهتمام بتشارك السلطة مع كافة فصائل المجتمع الأخرى.
وأوضح القيادي بالمصري الديمقراطي أن القوى الديمقراطية برغم ضعفها غير أنها ساعدت في تغيير سياسي في 25 يناير و 30 يونيو، لكنها تتعرض لهجمات مستمرة من جانب الأنظمة الحاكمة التي لا تريد سماع أي صوت معارض لها.
وتابع: الإخوان ركبوا 25 يناير والجيش ركب 30 يونيو، وانظر إلى القوى الديمقراطية منهم المسجون والمقتول والمهمش ومنهم من تفكك بفعل تدخلات الأمن، النظام لا يريد أن يتحدث أي شخص في السياسة.
شريف الروبي المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل الجبهة الديمقراطية طالب بالتفرقة بين مؤيدي 30 يوينو و 3 يوليو، فهناك من كان يؤيد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وفقا لمطالب 6 إبريل وتمرد وبعض الحركات الأخرى، وهم وقفوا ضد السيسي في البداية ومنهم من يقف ضده حتى الآن.
وأكد الروبي لـ "مصر العربية" أن أحزب الدستور والمصري الديمقراطي دعموا الرئيس السيسي في مرحلة من المراحل منها المشاركة في وضع الدستور والانتخابات البرلمانية التي أفرزت مجلس النواب الحالي بكافة الملاحظات والاعتراضات على أداؤه، ودلوقتي جايين ينطوا من المركب ويعارضوا النظام.
واختتم حديثه قائلا: في قضية وطنية حالية وهي تيران وصنافير جعلت الكثير من القوى الوطنية حتى من كان منها مؤيدا للنظام الحالي وخاصة على مستوى الأفراد من داخل النظام معارضين لها.