نص بيان تكتل «25 - 30» بمناسبة ذكرى 30 يونيو
نشرت الصفحة الشخصية للمهندس هيثم الحريري، عضو مجلس النواب، على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، نص بيان تكتل «25 - 30» في ذكرى أحداث 30 يونيو.
وجاء نص البيان كالآتي:
فى واحد من أمجد أيام شعبنا العظيم خرج الملايين من أبناءه في ٣٠ يونيو لاستعادة دولة قد احتلت وثورة قد اختطفت وتمكن المصريون في ذلك اليوم المجيد من إزاحة الجماعة الفاشية التي استهلت حكمها بمحاولة تغيير هوية الدولة وبالتخطيط للتفريط في جزء من أرض مصر الغالية واعتدت علي دولة القانون وقفزت علي القواعد الدستورية المستقرة وضربت بحجية الاحكام القضائية واستمرئت الإنفراد بحكم البلاد ولائا لاوامر مكتب ارشادهم الاجرامي الذي اعتدي على المعارضين لسياساتهم والتنكيل بالمتظاهرين ضد حكمهم إضافة إلى إستمرار سياسات ما قبل يناير ٢٠١١ الإقتصادية والاجتماعية التي زادت المصريون فقرا وشقاءا
في ذلك اليوم رد الشعب المصري العظيم علي من خانوا ثورة يناير الخالدة ولقنتهم ومعهم كل من والاهم من دول واجهزة مخابراتية ومؤسسات دولية درسا في انه لايمكن لأحد ان يتغلب علي شعب بأكمله خاصة اذا استجمع ارادته
وكان الجيش المصري عظيما كعادته في انحيازه لشعبه ووجدنا اصطفافا وتوحدا واحتشادا لم يسبق لهذا الشعب ان شهده و يؤسفنا في أن يجيئ علينا عيد ثورة ٣٠ يونيو الرابع ونجد الاحتشاد قد حدثت به شروخ عميقة والتوحد قد تفتت والاصطفاف قد تفكك ويفاجئ الجميع بأن الكثير ممن ثار عليه المصريون قد عاد وفي بعض الاحيان بوجه أكثر قبحا والبوصلة التي حددها المصريون قد تاهت وأتبع النظام الذي أتي به الشعب بحرية وبثقة مؤكدة الي أحوال اكثر سوءا من كل عصوره فتم إتباع سياسات ادت الي إفقار المصريون وتركتهم نهبا لوحش الغلاء الذي زادهم فقرا وهبط الملايين من الطبقة الوسطي لتحت خط الفقر وملايين اخري كانت تحت خط الفقر هبطت تحت حد الموت المحقق وتم العصف بالحريات وأمم الاعلام وتم سحق دولة القانون وتجميد الدستور وتحويله الي مجرد ورقات ليس لها معني ..ومما زاد الطين بله أن يحدث كل ذلك وسط شبهات لها منطقها القوي بالتفريط في جزء من ارض الوطن مما أحدث جرحا غائرا في وجدان المصريين لن يبرأ بسهولة كما يتوقعون
إن تكتل 25-30 يعلن ان الاستمرار في تلك السياسات الخاطئة والاصرار عليها ستكون له عواقب وخيمة لا يعلم مداها الا الله ويهدد كيان الدولة وتماسكها وان الادعاء بان هذه الاجراءات هي جزء من خطة اصلاح هو محض افتراء خاصة و ان القاصي و الداني يعلم انها ليست الا شروط مملاة من جانب صندوق النقد الدولي للحصول علي حزمة قروض اغرقت الاقتصاد المصري
و للاسف تصر تلك الحكومة المكلفة بالمسئولية، وأغلبية مجلس النواب التي تدعم الحكومة علي طول الخط ان تستمر في تحميل المصريين جميعا أعباء تلك القروض والسياسات الاقتصادية الخاطئة التى تمسكوا بها على مدار ثلاثة سنوات الماضية والتي تسبب في المعاناة التى يشعر بها المواطن المصرى والتي وصلت لحد الخطر لانها تعادى الأغلبية الكاسحة من الشعب المصرى وتقوم بسحقهم بلا هوادة ولقد قدم التكتل بدائل عديدة لهذه السياسات الاقتصادية، بل واقترحنا تعديلات تخفف الآثار السلبية السياسات الخاطئة ولكن وبكل أسف لا إذن تسمع ولا أعين ترى و نجد من يتحدث عن ترهات عدم مغازلة الشعب وكأن هذا الشعب قد انتخبنا لاذلاله و افقاره .
ان غاية اي نظام حاكم (رئيس و حكومة و برلمان) هي رفع مستوي معيشة الشعب و رفاهته و تحقيق العدالة الاجتماعية و نري في نفس الوقت ان اي زيادات اسعار محمومة و معدلات تضخم غير مسبوقة دون ان يكون قد تم رفع الدخل بنفس المعدلات يفقد اي نظام ليس فقط شعبيته بل وتحدث شرخا في شرعيته.
نحن نؤمن أن هناك دائما فرصة لتصحيح الخطأ وان الوقت مازال يسمح بتصحيح الأخطاء خاصة أن الجزيرتين لم يتم تسليمهم بعد والسياسات التي تطبق من الممكن التراجع عنها وتصحيح المسار يبدأ بالتفاف الجميع حول رؤية واضحة للإصلاح تحقق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية معا
ومسار تحول ديمقراطي يحرض علي التعددية السياسية ولا يقتلها تحت وهم اننا بحاجة لصوت واحد ..
مسار يخلق الأمل في قلوب شباب الامة المحاصرين من أجهزة امنية تتابعهم وتضيق عليهم وتعد عليهم انفاسهم وتحبسهم في احيان كثيرة بتهم عبثية
مسار يحترم الارادة الشعبية التي عبرت بجلاء عن يقينها بمصرية الجزيرتين
مسار يسمح بتمكين حقيقي للشباب في انتخابات المحليات بدلا من ادارة هذا الملف من خلال الاجهزة الامنية التي تعتقد ان مصلحة الاوطان في ان لا نسمع الا اصوات المنافقين والمتنطعين
و رغم ان فكرة التفريط في الارض كانت بمثابة اللحظة الفارقة و الفاصلة بيننا و بين النظام السياسي الحالي الا اننا سنناضل بكل الوسائل من اجل خلق هذا المسار الذي نعتقد إن بغيره كل المألات كارثية والنهايات شديدة الكلفة
تحية إلى الشعب المصرى العظيم وعاشت ثورته المجيدة في يناير و يونيو
تكتل 25-30 البرلماني