من الميادين إلى الموالد.. أين ذهب الصوفيون بعد30 يونيو (1)

حوار| علاء أبو العزائم: لم ننسحب.. ونرفض تعديل الدستور لتمديد ولاية السيسي

كتب: حوار- عبدالوهاب شعبان

فى: أخبار مصر

11:00 30 يونيو 2017

الطرق الصوفية حفظت أهالي سيناء من الانضمام لداعش


سندعم الرئيس في الانتخابات المقبلة حتى لو ترشح أحمد شفيق


فشلنا في إنشاء فضائية .. وطلبنا من ساويرس 4 ساعات على محطته لكنه أخلف وعده


الأوقاف تحرمنا من أموال النذور.. وقلة التمويل منعتنا من الانتشار


لسنا بوابة للتشيع.. وإغلاق مقام الحسين في عاشوراء "تهريج سلفي"


 

لم يكن ميدان التحرير في 25 يناير 2011 خاليًا من تجمع صوفي، حيث ضم 18 خيمة تحت شعار (التصوف)، وتناوب على الخيام مشايخ الطرق يعظون، ويوجهون-حسبما قال رئيس الطريقة العزمية الشيخ علاء الدين ماضي أبو العزائم.

 


بعدها مضى الحراك الصوفي تدريجيًا نحو الصعود، وتفاعل القابعون في مقراتهم مع المشهد السياسي نظير بزوغ لافت لتيار "الإسلام السياسي"، وأعلنوا دعمهم للمرشح الرئاسي أحمد شفيق في مواجهة مرشح جماعة الإخوان المسلمين آنذاك (محمد مرسي)، والدعم لم يتوقف عند تأييد إعلامي وفقط، إنما صاحبه طباعة ما يقرب من مائة لافتة و20 ألف صورة.

 


فور صعود محمد مرسي للمقعد الرئاسي – يونيو 2012- صعّدت الجماعة الصوفية من معارضتها، وشكلت تكتلات سياسية جاء أبرزها "مسلمون ومسيحيون لبناء مصر"، وعقدت المؤتمرات المهاجمة لحكم الإخوان، حتى تبلورت قبيل 30 يونيو 2013 في إعلان واضح لدعم "حركة تمرد"، كخطوة نحو إسقاط مرسي وجماعته.

 


فيما بعد سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي، تراجع الحراك الصوفي، واكتفى المشايخ ببيانات إعلامية متفرقة بشأن أحداث بعينها، دون تواجد حقيقي في المشهد السياسي، حتى باتوا كمن ينتقل من منصات الميادين إلى خيم الموالد.

 


حول أسباب الغياب الصوفي عن المشهد السياسي، وإخفاق الطرق في شغل الفراغ الدعوي نظير غياب تام للخصم الأكبر (جماعة الإخوان)، وتراجع الجماعة السلفية، أجرت "مصر العربية" حوارًا مع أبرز المعارضين لتيار الإسلام السياسي، الشيخ علاء الدين ماضي أبو العزائم رئيس الطريقة العزمية.. وإلى نص الحوار:

 

 

- لماذا تراجع الصوفيون منذ 30 يونيو 2013 وإلى أي مدى ترون ذلك التراجع فشلًا في ملء فراغ دعوي وسياسي خلفه غياب تيار الإسلام السياسي؟

في 25 يناير 2011 ساهمنا في الثورة عن قناعة بضرورة التغيير، وأقمنا 18 خيمة بميدان التحرير، وكتبنا عليها "التصوف"، وبعض المشايخ كانوا يأتون للخيام، واشتركت معنا الطريقة الشبراوية، وكنا خلال الانتخابات الرئاسية في 2012 من أبرز المؤيدين للفريق أحمد شفيق، ولما خطف الإخوان الحكم شعرنا بأن المستهدفين هم الصوفية، والمسيحيون، لذلك أسسنا بالتعاون مع نشطاء أقباط رابطة "مسلمون ومسيحيون لبناء مصر"، وعقدنا مؤتمرات ضد حكم الإخوان بلغت ما يقرب من 20 مؤتمرًا ضد الرئيس المعزول محمد مرسي.


وفي 30 يونيو أقام الناشط السياسي ممدوح حمزة مؤتمرًا بأحد فنادق القاهرة لدعم "حركة تمرد"، وكنا من أبرز المؤيدين، ودعوت هناك كل الطرق الصوفية للتوقيع على استمارات "تمرد"، وبعدها طلبوا تغيير الدستور، ورغم عدم اقتناعي بذلك لكن قلت "عشان نضرب به الإخوان المسلمين"، وعملنا مؤتمرات لدعم الدستور.

 

 

-مرة أخرى، لماذا لم تشغلوا فراغ جماعة الإخوان المسلمين سياسيا ودعويا بعد سنوات من تواجدكم بالميادين؟

لازم ندرس أولًا لماذا لا تتمتع الطرق الصوفية بالقبول؟، وفي نظري أن ما يحدث في الموالد، واختلاط الرجال بالنساء في الخيام، وتواجد "الشيشة" في مجالس الذكر، وهؤلاء الناس الذين يعكفون على مثل هذه الممارسات لا ينتسبون للصوفية (دول ناس عايزة تتفسح)، وبالتالي لابد من تنقية الموالد من "الأشكال دي".
إلى جانب ذلك استبدال المؤتمرات الدعوية بـ"منشد طوال الليل"، وتغييب قضايا التصوف، كل هذه الأشياء لابد من دراستها لمعرفة أسباب غياب الصوفية الآن.

 

-وسياسيًا؟

من ناحية الدور السياسي، لما كانت الثورة حق ساندناها، ولما كان الإخوان باطل وقفنا ضدهم، ولما كان السيسي حقا وقفنا بجواره، والآن عدونا واحد، وأسلوبنا لم يتغير، عدونا إسرائيل، وداعش التي تعمل ضد الأمة الإسلامية.

 

 

-كل هذا الطرح لم يجب عن السؤال الأهم لماذا انسحبت الجماعة الصوفية من المشهد بعد 30 يونيو 2013؟

لم ننسحب، والجماعة الصوفية الآن في مرحلة عقد مراجعات.

 

 

-على أي شيء تنصب هذه المراجعات؟

الفكر السلفي غزا المساجد، وهو فكر يقوم على أمرين (كراهية الآخر مهما كان، وتشويهه)، وبالتالي تنصب المراجعات على إصلاح داخلي للجماعة الصوفية.

 

 

-هل يتسق ذلك مع دعوات تجديد الخطاب الديني ؟

..نعم، عقدنا جلسات بحضور د.سعد الدين الهلالي، ود.عمار علي حسن، لاستطلاع آرائهم في تجديد الخطاب الديني، حيث أن هناك من يقول بأن الباب الوحيد المفتوح لدخول الجنة هو الجهاد المزعوم، وندعم حاليا ضرورة تجديد الخطاب الديني.

-إلى أي مدى تتفق مع القول بأن الخلاف الصوفي-الصوفي يعد أبرز أسباب تراجع الجماعة الصوفية عن المشهدين السياسي والدعوي؟

لا يوجد خلاف، والخلاف الرئيسي كان سببه هو عدم كفاية الموارد المادية لدعم الطرق الصوفية، بعكس الماضي حين كانت لها أوقاف تمولها, ولدينا قانون (1976) الذي ينص على منح وزارة الأوقاف 10% من إيرادها للطرق الصوفية، وصندوق الشيخ أحمد البدوي الآن تحصل عليه وزارة الأوقاف رغم كون صوفيًا 100%، والمشيخة تكافيء أئمة المساجد بـ 57 جنيهًا شهريًا لكل شيخ طريقة.

 

 

-إذن يعني ذلك أن قلة الموارد المالية يندرج ضمن أسباب التراجع في الفترة الراهنة؟

قلة التمويل وراء تراجع الدور الدعوي، ونريد شراء ساعتين على أي قناة منذ 4 أعوام دون جدوى، واتفقت مع نجيب ساويرس أن يعطينا 4 ساعات أسبوعيا على قناته لكنه لم يف بوعده، ونريد من أي صاحب قناة منحنا 4 ساعات، لأن جميع الطرق الصوفية فشلت في إنشاء قناة، ولو أعطتنا الدولة أموال صناديق النذور سنبدأ في الانتشار.

 

 

-ثمة طرق صوفية بمحافظة شمال سيناء، كيف تتواصلون معهم، وماذا عن دورهم الحالي وسط الجماعات الإرهابية المسلحة؟

-نتواصل مع الطرق الصوفية بشمال سيناء بشكل دوري، وهم من يحفظون أهالي المحافظة من الانضمام لداعش.

 

 

-هل ترون أن السيسي مؤيد من الله ورسوله بحسب أدبيات بعض الطرق الصوفية؟

لا أحد مؤيد من الله، ورسوله، لكن هناك شخص موفق من الله، ولم نتراجع عن دورنا في المعارضة.

 

 

-كانت معارضتكم بارزة لحكومات ما بعد ثورة 25 يناير، غير أنكم الآن في غياب تام عما يجري..هل تتفق مع ذلك؟

قلت إننا لم نتراجع عن المعارضة، لكن هناك صفتان مميزتان جدًا للجيش، والشرطة، لكنهما غير مناسبتين للمجتمع، وعندما يرشحون وزراء فإنهم يرشحون من يقولون "تمام يا افندم"، وهذه تركيبة خاطئة.

 

 

-كيف تغير احتفال الصوفية بمولدي (السيدة زينب)، و(الحسين) بعد سقوط حكم الإخوان؟

لم أتابع، لأني كنت مشغولًا، لكنني أرى أن إغلاق مقام الحسين في ذكرى عاشوراء "تهريج سلفي"، ولدينا في مصر طوائف كثيرة تمارس شعائرها، وما يحدث موقف مفتعل، ولعبة بين السلفيين، والشيعة، للحصول على تمويلات خارجية.

 

 

_إلى أي مدى تتقبلون التعامل مع الصوفية ككتلة تصويتية في العملية الانتخابية؟

لسنا كتلة تصويتية، وأغلب المنتمين للجماعة الصوفية ليس لديهم بطاقة انتخابية، ونحن لا ننتظر دعمًا جراء التصويت لصالح مرشح بعينه.

 

 

-كيف ستكون وجهتكم خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، حال ترشح الفريق أحمد شفيق مجددًا أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي ؟

سندعم السيسي في الانتخابات القادمة، لأن ما فعله خلال الفترة الماضية يعد إنجازًا، والإعلام لا ينطلق من أرضية وطنية، وأشعر بأن هناك مؤامرة على الدولة، ولن ندعم شفيق لأن السيسي أصبح أكثر خبرة.

 


-البعض يرى أن يتم التمديد للرئيس بتعديل دستوري، دون إجراء انتخابات ..هل تؤيد ذلك؟
لا أؤيد ذلك، وإنما أدعم التجديد بانتخابات عادية، ولايجب تعديل الدستور لأكثر من دورتين للرئيس.

 

 

-يتهم البعض الطريقة العزمية بأنها بوابة خلفية لنشر التشيع في مصر.. إلى أي مدى يزعجكم هذا الاتهام؟

لا انزعج إطلاقا من اتهام الطريقة العزمية بأنها بوابة خلفية لنشر التشيع، لو كنت شيعيًا بالطبع سأنزعج، ومن يخاف من الشيعة هم من يشعرون بالدونية، وانعدام القوة في مواجهتهم، والشيعة في مصر لا يتجاوزون نسبة واحد في الألف، و(الدولة لو عارفة إني فاتح المشيخة للتشيع مش هتسيبني).

 

 

-هل من الوارد إجراء حوار مجتمعي مع قيادات السلفية خلال الفترة المقبلة، برعاية الأزهر الشريف؟

أجرينا حوارًا مجتمعيًا مع السلفيين أثناء فترة الرئيس الراحل "محمد أنور السادات"، وكتبت مقالًا طلبت فيه نبذ الخلاف في الفروع، وقبلوا الدعوة، وبعدها ذهبت للإمام الراحل الشيخ محمد سيد طنطاوي، وطلبت منه لقاء السلفيين، رفض في البداية، ومع الإلحاح وافق، ولكنهم رفضوا عقد اللقاء بالأزهر، واقترحنا أن يكون بمقر مجلة عقيدتي، لكنهم انسحبوا، ولم يحدث حوارًا حتى الآن.

 

 

-وماذا عن التعاون مع مشيخة الأزهر الشريف في الفترة الحالية؟

ستشهد الفترة المقبلة تواجدًا دعويًا صوفيًا، ونحن ندعم شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، لكنه يستعين بمجموعة أغلبها ينتمي لـ"الإخوان المسلمين"، ضد التوجه الصوفي، ولن نتعاون مع وزير الأوقاف الحالي.

اعلان