«أحد السعف».. آخر دروس الأستاذة «صفية» في طنطا

كتب: عبد الغني دياب- عربي السيد

فى: أخبار مصر

12:00 10 أبريل 2017

لم تكن تعلم الأستاذة صفية المعلمة بمدرسة علي مبارك القريبة من كنيسة ماري جرجس بطنطا، أن اليوم الأحد أو كما يطلق عليه المسيحيون بـ«أحد السعف» ربما يكون آخر مرة تقف أمام تلاميذها.

 

قبل التاسعة من صباح الأمس قررت صفية النزول من عملها بالمدرسة لحضور قداس أعياد السعف بالكنيسة المجاورة لها إلا أن القدر كان ينتظرها هناك.

 

 

ما أن دخلت «صفية» حرم الكنيسة حتى انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون لتكون ضمن أكثر من خمسين مصابًا تم توزيعهم على مستشفيات مدينة طنطا.

 

على سرير مجاور لحجرة الرعاية بقسم المخ والأعصاب كانت «صفية» ممدة على سرير طبي، مازالت تلتقط أنفاسها بعدما أصيبت بجروح قطية بالرأس تسببت في نزيف داخلي، وحالة إغماء، وسط تلميحات من الأطباء بخطورة الحالة.

 

على مدخل قسم المخ والأعصاب، بالدور الخامس بمستشفى طوارئ طنطا الجامعي، كانت أسرة صفية قد استقرت منذ قليل عصر أمس الأحد، بعدما طافوا بأروقة المستشفى ولم يجدوها،  كما أن الرحلة اقتضت الدخول لمشرحة الموتى للبحث عنها بينهم.

 

 

على مقربة من باب الحجرة التي كانت ترقد فيها كان الدكتور عماد (طبيب بشري) أحد أقاربها يقف وتعلو وجهه علامات الترقب والخوف.

 

يقول لـ"مصر العربية": إنها خرجت من العناية المركزة بعد خضوعها لعملية جراحية في الرأس، وتم حجزها في قسم المخ بعد تعرضها لإصابة حادة تسببت في نزيف داخلي غيبها عن الوعي.

 

ويضيف أن السيدة صفية تبلغ من العمر 57 عاما، وهى الآن محجوزة بالمستشفى خوفا من عودة النزيف مرة أخرى بعدما نجح الأطباء في وقفه بغرفة العناية المركزة.

 

ويشير الطبيب إلى أن غالبية الإصابات التى نقلت للمستشفيات تراوحت ما بين الكسور والجروح والحروق التى نتجت عن الانفجار.

 

وعلى الهامش في الزاوية القريبة من باب الحجرة كانت نجلة صفية تقف منهارة يجاورها زوجها تتمتم بالدعاء لأمها وكان الزوج يحاول تهدئة شقيقتها التي دخلت في نوبة بكاء هيستيرية.

 

وتعرضت أمس الأحد كنيسة مارجرجس، في طنطا بمحافظة الغربية، إلى تفجير إرهابي نتج عنه سقوط 30 قتيلا وإصابة ما يزيد عن 70 آخرين، كما وقع تفجير آخر في الإسكندرية بكنيسة مارمرقس، أسفر عن مقتل 13 قتيلا، بينهم 4 من رجال الشرطة، و 31 مصابا.

 

اعلان