خسائرها بلغت 35 مليار دولار في 6 سنوات..

بعد تفجير الكنيستين.. السياحة المصرية تعود للمربع صفر

كتب: شيرين خليفة

فى: تقارير

12:06 11 أبريل 2017

"تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن".. مقولة تنطبق كليًا على حال السياحة المصرية الآن، في ظل الأوضاع السيئة التى يعيشها القطاع حاليا، فكلما بدأ النهوض والعمل على تدشين الحملات الترويجية لجذب الأفواج السياحية، يفاجئ القطاع بعمليات إرهابية كإسقاط الطائرة الروسية بسيناء في أكتوبر 2015، وتفجيرات كنيستي طنطا واﻹسكندرية لتنسف الجهود الترويجية .

 

فبعد إسقاط الطائرة الروسية تراجعت حركة السياحة الوافدة إلى مصر 9.3 ملايين سائح عام 2015، إلى 5.3 مليون سائح عام 2016، ورغم التدفقات السياحية الكبيرة التي شهدتها مصر خلال الـ3 أشهر الماضية، إلا أن العديد من العاملين في قطاع السياحة أكدوا، أن ما حدث مؤخرا من تفجيرات سيعيدنا إلى الصفر مرة أخرى.

 

العائلة المقدسة على المحك

من جانبه كشف محمد عبدالجبار، رئيس قطاع السياحة الدولية السابق، والمستشار السياحي بمكتب مصر بألمانيا، أن مصر تنتظر استقبال بابا الفاتيكان في 28 أبريل الجاري، مشيرًا إلى أن تلك الزيارة تعتبر الحدث الأهم الذي يشغل العالم.

 

وأضاف عبدالجبار لـ"مصر العربية"، أن ما شهدته مصر، يوم الأحد، من تفجيرات بالكنائس في الغربية والاسكندرية سيضع خطة وزارة السياحة بإطلاق حملة رحلة مسار العائلة المقدسة من مصر إلى كافة دول العالم على المحك، مشيرًا إلى أن الأحداث الإرهابية ستعمل على تراجع معدل التدفقات السياحية مرة أخرى.

 

وأشار رئيس قطاع السياحة الدولية، إلى أن المرحلة الأولى من المسار كانت ستبدأ بـ "الكنيسة المعلقة وكنيسة العذراء بالمعادي، وأديرة البارموس والسريان والأنبا بيشوي بوادي النطرون، وجبل الطير بالمنيا، ودير المحرق ودرنكة بأسيوط.

 

حجوزات الصيف

فيما أكد هشام علي، رئيس جمعية مستثمري جنوب سيناء، أن التفجيرات التي استهدفت الكنائس، من المؤكد أن تؤثر على حجوزات موسم الصيف المقبل خاصة في القاهرة والإسكندرية.

 

وأضاف علي لـ"مصر العربية"، أن التراجع في الحجوزات لن يقل عن 20% في جميع المناطق المناطق السياحية المصرية، خاصة تلك الموجودة على ساحل البحر الأحمر.

 

وأكد أن هذه التفجيرات ستروج لمصر مرة أخرى إلى أنها مقصد سياحي غير آمن، ما يؤثر على الصورة الذهنية التي بذلت الدولة جهوداً كبيرة خلال الفترة الأخيرة لتصحيحها، لافتًا إلى أن الاشغالات بجنوب سيناء تتراوح بين 20 إلى 30% بالفنادق.

 

وتابع: "الاشغالات الفندقية خلال تلك الفترة لا تحتمل أي أضرار سلبية، حيث أنها ضعيفة جدًا خاصة في مناطق نويبع وطابا شرق سيناء، وتتراوح بين 5 وصفر % ما تسبب في اغلاق العديد من الفنادق والذي وصل عددهم إلي أكثر من 100 فندق.

 

ارتفاع خسائر

وبدوره، أوضح ثروت عجمي، مستشار غرفة شركات السياحة بالأقصر، أن التفجيرات الأخيرة ستضيف المزيد من الأعباء على قطاع السياحة خلال العام الجاري، خاصة وأن روسيا لا تزال تحظر سفر مواطنيها إلى مصر.

 

وأضاف عجمي لـ"مصر العربية"، أن ما حدث هي رسالة للعالم أن مصر عادت إلى مربع الصفر كمنطقة غير آمنة، والذي قد يتسبب في استمرار العديد من الدول في فرض حظر سفر رعاياها إلى مصر.

 

وأشار إلى أنه من المتوقع مضاعفة الخسائر السياحية خلال العام الجاري، خاصة في حال عدم استئناف روسيا وبريطانيا رحلاتهما إلى مصر خلال الأشهر المقبلة، مشيرًا إلى أن خسائر القطاع خلال الست سنوات الماضية تجاوزت الـ 35 مليار دولار.

 

من جانبه كلف هشام الدميري رئيس هيئة تنشيط السياحة، مديري المكاتب السياحية التابعة لهيئة التنشيط بالخارج، بمتابعة ردود أفعال منظمي الرحلات على تفجيرات كنائس وإخطار الهيئة أولاً بأول بكافة التداعيات، لوضع حلول عاجلة لمعالجتها.

 

يذكر أن كنيستي مارجرجس بطنطا ومارمرقس بالإسكندرية تعرضا لهجوم أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 44 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين، حيث هاجم انتحاريان الكنيستين، في أحد الشعانين، الذي يحتفل به الأقباط في مصر.

اعلان