في مكافحة الإرهاب.. لماذا اقتصر دور الأحزاب على الشجب والإدانة؟

كتب:

فى: أخبار مصر

22:16 14 أبريل 2017

لم تتجاوز ردود الفعل الصادرة عن الأحزاب السياسية عقب التفجيرات الإرهابية الأخيرة وما قبلها سوى بيانات الشجب والإدانة، دون تقديم أي حلول أو أطروحات تساعد الدولة في تجفيف منابع الإرهاب.

 

 

وبحسب خبراء تحدثوا لـ"مصر العربية" فإن ردود الأفعال الصادرة عن الأحزاب تتسق مع ضعفها وغياب شعبيتها في الشارع السياسي.

 

 

الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال: إن في مصر أكثر من مائة حزب سياسي، لا يكاد يعرف منها المواطن سوى بضعة أسماء لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

 

وأضاف يوسف لـ"مصر العربية" أن الأحزاب السياسية لا تملك أكثر من شجب وإدانة عبر بيانات اللجنة الإعلامية التابعة لكل حزب، نظرا لغيابها عن الشارع وعدم قدرتها على حشد الجماهير وتعبئتها.

 

ولفت يوسف إلى أن غياب الأحزاب عن الشارع هو ترجمة حقيقة لوضعها وحجمها الحقيقي وهو ما يستوجب على قيادات هذه الأحزاب على التوقف ومراجعة حساباتها.

 

فراغ سياسي

 

في السياق قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: إن دور الأحزاب غائب في المشهد السياسي، مشيرا إلى أن الأحزاب تكتفي بإصدار بيانات شجب وإدانة للأحداث التي تجري على المشهد كالعمليات الإرهابية دون أن تمارس دورا حقيقيا.

 

ويرى فهمي أن صدور بيانات بالشجب والإدانة ليس كافيا، وينبغى أن يكون لها دور تعبوي فى مواجهة التحديات والشعور بالمخاطر التي تواجه الدولة.

 

وتابع: "لو كانت الأحزاب حاضرة فى إدارة المشهد كان سيحدث توازن مع عناصر المجتمع المدنى، ولكن لم يحدث وبناءً عليه فهناك حالة فراغ سياسي يشعر بها الجميع".

 

وأشار فهمي إلى أن حالة التردي التي وصلت إليها الأحزاب السياسية من الأمراض السياسية فى مصر.

 

وأرجع أستاذ العلوم السياسية ضعف الأحزاب وعدم قيامها بدور فعال في التصدي للإرهاب  لعدة أسباب أبرزها؛ تشابه الأحزاب فى برامجها وقيامها  على الشخصنة، وهو ما يقتل الحراك الداخلي بها.

 

عجز

 

بدوره قال الدكتور سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع السياسي: إنه رغم وجود أكثر من 102 حزب في مصر إلا أن غلق المجال السياسي وتضييق الدولة على المعارضة أحدث حالة من الشلل داخل هذه الأحزاب وهو ما فقدها شعبيتها.

 

ويرى إبراهيم الذي يترأس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، أن الدولة لا تسمح إلا بنظام الصوت الواحد وهو ما ترتب عليه عزوف الشباب عن المشاركة بالعمل الحزبي.

 

وحول اقتصار دور الأحزاب على الشجب والإدانة عقب التفجيرات الإرهابية الأخيرة، أوضح إبراهيم لـ"مصر العربية" أن هذا الدور هو أقصى ما في وسع الأحزاب، متهكمًا: "ما حيلتي والعجز غاية قوتي".

 

وشهدت مصر أحداثًا إرهابية صباح الأحد الماضي، باستهداف كنيستي مارجرجس بطنطا ومارمرقس بالإسكندرية، ونتج عنها 45 ضحية وعشرات المصابين، وتبنى تنظيم داعش الإرهابي هذه العمليات.

اعلان