من داخل أروقة المجلس

ذعر وحزن واتهامات.. كواليس جلسة التنازل عن تيران وصنافير

كتب: أحمد الجيار

فى: أخبار مصر

22:00 14 يونيو 2017

"مصر العربية" شاهد على أحاديث النواب المتخوفين من رد فعل دوائرهم .. و "25-30" كاد أن يغير مسار الأحداث لصالح الرفض.

 

"ذعر" تملك من كافة نواب البرلمان الأربعاء 14 يونيو، عقب تمرير اتفاقية ترسيم الحدود، فنواب المعارضة المفهوم سبب استيائهم كانوا أقل إحساسا بـ"القلق" من نواب ائتلاف "دعم مصر" الذين كشفت ملامحهم وأحاديثهم التي تواجدت فيها "مصر العربية" عن حالة "خوف بالغ" من مواجهة مواطني دوائرهم، عقب التنازل رسميا عن جزيرتي تيران وصنافير لصالح المملكة العربية السعودية.

 

 

اليوم كان له أهميته البالغة في نفوس الجميع، رغم حالة الضبابية التي تعتبر جزء لا يتجزأ من طريقة عمل البرلمان الذي يرأسه علي عبدالعال، ففي اليوم الذي كانت النية فيه حاضرة لتمرير الاتفاقية، لم يخرج أحد قبلها ليوضح للصحفيين أو الرأي العام أن اتفاقية بهذا الحجم ستمر اليوم.

 

 

نصف ساعة

كان من المعلوم للجميع أن هناك اجتماع صباحي ستعقده لجنة الدفاع والأمن القومي بعدما استلمت الاتفاقية من أعضاء اللجنة التشريعية اللذين أقروا بصحتها من الناحية الدستورية، وكانت هناك بعض الأصوات التي تتوقع علي أستحياء أن يرفض أعضاء اللجنة الاتفاقية أو يمهلوها وقتا أطول حتي الثلاثاء المقبل، إلا أن المفاجأة صدمت الجميع، فأعضاء الدفاع لم يستغرقوا أكثر من "نصف ساعة" لكي يخرجوا معلنين موافقة أغلبية أعضاء اللجنة علي الاتفاقية بأغلبية الحاضرين، ويتفاخر رئيسها اللواء كمال عامر بالاجتماع ويصفه بـ"المشرف". 

 

 

تحركات اللحظات الأخيرة
مع وصول معلومة موافقة لجنة الدفاع بشكل سريع علي الاتفاقية وإحالتها للجلسة العامة بالبرلمان، بدأ النواب المعارضين للاتفاقية في تنظيم صفوفهم، يتقدمهم نواب الائتلاف البرلماني 25-30، اللذين بدا عليهم بذل خارق للمجهود من أول اليوم، وتحركات نشيطة ودؤوبه لم تعرف ماهيتها أو نتائجها إلا فيما بعد.

 


أعضاء التحالف المعارض نجحوا بشكل غير مسبوق في إجراء أكبر حشد لأصوات النواب اللذين يوافقونهم الرأي المعارض للاتفاقية، فمع بداية الجلسة العامة ظهر جليا للجميع أن نواب 25-30 استطاعوا أن يوحدوا 250 نائبا عالأقل ضد الاتفاقية، وهو أمر لم يكن في حسبان "منصة البرلمان" بأي شكل.

 


دلائل نجاح معارضو الاتفاقية في تأمين عدد كافي من النواب ضدها، ظهر جليا في عدة لقطات، أبرزها كلمة النائب محمد عبدالغني – رابع من تحدثوا وكان سابقيه من أشد مؤيدي الاتفاقية- حيث قام بعرض بارع ودقيق لموقفهم المعارض للاتفاقية مستعينا بمستندات وأوراق لوح بها، ليفاجئ الجميع بعد كلمته بعاصفة من التصفيق، حتي أن نواب "دعم مصر" بدوا للحظة أقلية وسط المصفقين.

 

تصفيق كاشف
الموقف الثاني عقب كلمة للعميد بحري أشرف العسال الذي تحدث عن نقاط الحدود بين مصر والسعودية، وعند استغراقه في التأكيد علي سعودية الجزيرتين استفز النواب عندما قال أن قرب الجزيرتين من مصر لايعني بالضرورة تبعيتهم لنا، وهنا ردد النواب مصرية، وبدا أمام الجميع أن اللذين يهتفوا بمصريتها "الضعف علي الأقل" من عدد النواب اللذين صمتوا وأعجبوا بحديث العسال.

 

 

 جاء مشهد  التصويت مرتبكا للغاية وأقل مما توقعه نواب الأغلبية أنفسهم الموافقين علي الاتفاقية، فوفقا لتصريحات سابقة لهم قالوا أنه لن يكون التصويت بالإسم منعا للحرج، ولكنه في أضعف الإيمان سيكون تصويتا إلكترونيا، ليفاجئ علي عبدالعال الجميع بتصويت مرتبك وعشوائي جاء علي مرتين، الأولي وقوفا والثانية برفع الأيدي، ولم يستغرق سوي ثواني، لم تمكنه من عد النواب أو إجراء إحصاء دقيق أبدا لمن مع أو من ضد.

 


برزت وجوه أيدت بشراسة سعودية الجزيرتين، جاء أولهما رئيس الأغلبية البرلمانية محمد السويدي، وتبعه علاء عابد رئيس لجنة حقوق الإنسان ثم ممثل حزب النور محمد صلاح خليفة، واللذين بدؤوا حديثهم بآيات قرانية عن "رد الأمانات إلي أهلها"، ومن بعدهم النائب كمال أحمد والسيد فليفل واللواء كمال عامر اللذين تصدوا لأي رأي معارض للاتفاقية.

 

 

تاجر أثار
أحد أغرب المشاهد تمثلت في إتهام رئيس البرلمان علي عبد العال لأحد النواب اللذين قاطعوه أثناء مناقشة الاتفاقية، بإن له علاقة بـ"تجارة الآثار"، وهو النائب سيد أبو بريدعه عضو النواب عن محافظة المنيا، وأكثر المثيرين للجدل علي مدار الأيام الماضية بسبب معارضته للاتفاقية، ليفاجئ بعدالعال يقول له مكررا حوالي عشر مرات: أسكت يابتاع الأثار، إجلس إنت وخليك في الآثار.

 

 


تواجدت "مصر العربية" في بهو النواب عقب فض الجلسة، والذي وحد الجميع فيه الإحساس بـ"الذعر" سواء الأغلبية أو المعارضة، والمعسكر الأخير مفهوم سيطرة الاستياء والذعر عليه بسبب تمرير اتفاقية يرفضها، أما الأغلبية فقد كانوا في "أضعف حالاتهم" وفقا لأحاديثهم الجانبية الخافتة بينهم، ورفضوا تماما أية أسئلة صحفية، وتهربوا من كافة كاميرات التليفزيون المحلية والأجنبية، ولم يستغرق الأمر 10 دقائق بالضبط حتي خرج أغلب قيادات دعم مصر من "الأبواب الخلفية" للبرلمن داخل سياراتهم الضخمة، وسارعوا بشكل غريب في الإنصراف، وعندما كررنا السؤال لأكثر من قيادي منهم أجاب: ماعلش علشان إحنا علي سفر مش أكتر وعاوزين نلحق نسافر.

 

غضب أهالي الدائرة
دار الحوار التالي نصا بين نائب ونائبه زميلته بائتلاف دعم مصر:
النائب البارز والوجه المعروف بالائتلاف بدا عليه غضب بالغ أثناء نظره في شاشة موبايله

 

وردد:أهه بدأ الشغل والميوعة من الآن.
 


سألته النائبة عما جري، مالذي أغضبه.


أطلعها علي نص 4 رسائل متتالية وصلت إليه عبر "واتس آب" حملت عبارات غاية في الحدة ولاذعه من أهالي دائرته أتهمته بالخيانة والتفريط في الأرض والدم.

 


فما كان من النائبة إلا أن أوصته بضرورة الابتعاد تماما عن البرامج والإعلام والفيس بوك "اليومين دول".

 

 

الخوف يسيطر
وفي موقف آخر: إحدى النائبات قالت وهي في طريقها للخروج "يا تري في حد مستنينا بره"، لتبادرها زميلة لها : لا هاتلاقيهم في الدايرة، جاتلي معلومه إن كلهم مستنينا هناك، استلقي وعدك منهم هناك بقي"، قبل أن ينصرفوا دون أن تبدوا ابتسامة واحدة علي وجه أي من النائبتين.

 


وفي موقف ثالث، أوقف "لواء بارز" بلجنة الدفاع والأمن القومي سيارته، وهو أحد أربع نواب اعترضوا رسميا باجتماع لجنة الدفاع الصباحي علي الاتفاقية، وترجل من سيارته أمام البوابة الرئيسية للبرلمان بشارع القصر العيني، ليبدي أسفا شديدا لرئيس حزب التجمع سيد عبدالعال المارا أمام البرلمان، وقال له" ينفع كده، عاجبك المنظر اللي حصل ده! وما كان من عبدالعال إلا أن وافقه الرأي وتمتم ببعض كلمات التصبير والاستغراب وإبداء الاستياء" .

اعلان